رمسيس الثاني ” فرعون  “

عهد رمسيس الثاني
تولى رمسيس العرش مباشرة بعد وفاة والده سيتي، وفي البداية اهتم بتوطيد حكمه مع الحيثين ولم يظهر أي ميول لنقض عهده معهم، وقام بإنهاء المشاريع التي بدأها والده مثل معبد أبيدوس، ومن ثم توجه إلى استغلال مناجم الصحراء كما فعل والده من قبل. وبعد أربع سنوات من عهده، قرر الخوض في حملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والإطمئنان على الموانئ والمواصلات. والغريب أنه بعد عودته، قرر الاصطدام بجيوش الحيثين ونقض عهده وعهد والده معه، وحدثت موقعة قادش، وكان عدد جيش مصري خلال عهده يبلغ حوالي 100,000 رجل، وربما هذا العدد قوي موقفه وشجعه على الدخول في العديد من المعارك.

الحملات والمعارك
قاد العديد من الحملات، بما في ذلك المعارك في الشام وبلاد النوبة. وفي معركة قادش الثانية، التي قادها في العام الرابع من حكمه ضد الحيثيين، انتهت بمعاهدة مع حاتوسيليس الثالث، وهي تعد أقدم معاهدة سلام في التاريخ. كما قاد رمسيس حملات أخرى، بما في ذلك حملة جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة. وقد شيد مدينة بر رعميسو، وكان موقعها في شرق الدلتا، وهي النقطة التي دارت فيها معركته مع الحيثيين. ويقال أيضا إنه اعتبرها عاصمته، ولكن هذا غير صحيح لأن العاصمة كانت طيبة. ترك رمسيس الثاني لنا العديد من الآثار، بما في ذلك المعابد والآثار. ومن الأمور المميزة لرمسيس الثاني أنه كان بارعا في فنون القتال والحروب، وكان مشهورا بذكائه وقدرته على التفكير وإيجاد الحلول في اللحظة نفسها .

المعركة ضد الشردان، القراصنة البحريون
لقد قام رمسيس الثاني بهزيمة القراصنة البحر الشردانيين الذين قاموا بنهب العديد من السفن التي كانت تحتوي على بضائع المصرين  فقام رمسيس بنشرقواته و سفنه في نقاط استراتيجية  لتحصين ساحل البحر المتوسط وانتظر قدوم القراصنة لمهاجمة المصرين وسلب بضائعهم فهجم عليهم و انتصر عليهم  و جد ذلك على لوحة .

آثاره
ترك رمسيس لنا العديد من الآثار، بما في ذلك المباني مثل المعبد الذي بدأه والده سيتي الأول في أبيدوس. قام رمسيس ببناء معبد صغير خاص به بجوار معبد والده سيتي الأول، لكن للأسف لم تبق منه سوى أطلال. وقد أتم بناء المعبد الذي بدأ بناؤه جده رمسيس الأول، والذي يوجد في الكرنك، مدينة طيبة الرامسيوم التي تحتوي على معابدها الجنائزية الضخمة. وشيد أيضا معبدي أبو سمبل، المعبد الكبير المنحوت في الصخر، ويحرس مدخله أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني. وقد شيد تمثالين جالسين لنفسه، ونحت أيضا معبدا صغيرا لزوجته نفرتاري، وكان هذا المعبد مخصصا لإلهة حتحور، إلهة الحب، وكان على شكل رأس بقرة. وبالإضافة إلى ذلك، ينسب إليه العديد من آثار النوبة، بما في ذلك مسلة موجودة حاليا في فرنسا .

وفاته
تم اكتشاف مومياء فرعون في عام 1881م في وادي الملوك، وتم نقله إلى الدير البحري، وأوضحت مومياء رمسيس الثاني أن ارتفاع قامته يبلغ 170 سم، وأظهرت الفحوصات الطبية أنه قد عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في نهاية عمره.

التحدي الحديث لمعاصرته للنبي موسى وما إذا كان الفرعون المذكور في القرآن هو هو
اعتقد العديد من العلماء الغربيين أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى، الذي قال: `أنا ربكم الأعلى`، وغرق في البحر، ولديهم أدلة تدعم ذلك، بما في ذلك مدة حكمه وتواريخه التي تتوافق مع تواريخ دعوة ونبوة موسى. وهناك أيضا علماء المصريات الذين يقولون إن مومياء رمسيس سليمة ولا تحمل أي أدلة على غرقه كما يدعي البعض. ولكن موريس بوكاي، الطبيب الفرنسي الذي أسلم بعد فحص جثة فرعون، ذكر في كتابه `الإنجيل والقرآن والعلم الحديث` أن فرعون موسى على الأرجح هو مرنبتاح، ابن رمسيس الثاني. وربما أظهرت التوراة والإنجيل وجود فرعونين عاصرا عهد موسى .