ذكرى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله
هو ملك الإنسانية وملك القلوب الذي نتذكره دائما بابتسامته الصافية البشوشة، رجل المواقف الجادة الذي استطاع أن يؤثر في قلوب محبيه في جميع أنحاء الوطن العربي بسبب بسالته الشديدة ومواقفه الخالدة، رجل الخير والبر الفارس المغوار، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي افتقدته الأمة الإسلامية جميعها، واليوم، بذكرى وفاته الثالثة، نتذكر أشهر عباراته التي خلدها التاريخ بماء الذهب.
أشهر مقولات ملك الإنسانية:
– إن هذا الإنسان قادر بعون الله على أن يهزم الكراهية بالمحبة.. والتعصب بالتسامح.. وأن يجعل جميع البشر يتمتعون بالكرامة التي هي تكريم من الرب جل وشأنه لبني أدم أجمعين”.
عُزِّ الله هذه الدولة لأنها عزت دين الله وتمسكت بنهج ثابت يتوارثه الأجيال، وسوف تبقى عزيزة ولا يضرها من عاداها مادامت ترفع راية التوحيد وتحكم بشرع الله.
نحن قادة الأمة العربية، ونحن جميعا مسؤولون عن الضعف والانشقاق الذي ألم بوحدتنا وتضامننا. أناشدكم جميعا بتقوى الله وباسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والصمود، باسم شعوبنا التي تغلبت على اليأس. أناشدكم، وأناشد نفسي، أن نتعاون ونتجاوز خلافاتنا، وأن نثبت لأعدائنا أننا أكبر من جروحنا، وأن نتصدى لهم بموقف شريف يخلد في التاريخ ويفخر به أمتنا.
أيها الإخوة، هناك كلمتان يتداولهما الناس عندما يكون العلماء حاضرين، يطلقون علي لقب `ملك القلوب` أو `ملك الإنسانية`، أرجوكم أن تتخلصوا من هذا اللقب بالنسبة لي، فالملك هو الله وحده، ونحن عبيد الله عز وجل، فأرجوكم أن تغفروا لي لاستخدام هذه الكلمات.
ملك القلوب يدعوكم “لا تنسوني من دعائكم”:
إحدى كلماته الرقيقة التي لمست القوب وأدمعت العيون، هذا الملك الذي أحبه شعبه، الملك الصالح رجل اليوم والبارحة الذي سعى لنهضة الوطن وحمايته من جميع أعدائه ولملم أطياف الشعب وظللها برعايته، سعى للإعمار والتقدم العلمي ومواكبة العصر لم يتوقف يومًا عن إمداد الأشقاء العرب بالمشورة أو المساعدات المالية كانت أعماله الخيرية تسبقه في أي مكان بالوطن العرب، كان يخطو خطوات جادة وهادفة عرف بذكائه ودهائه وحكمته في الوقوف ضد من يتربصون بوطننا الغالي.
مواقفه الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية:
قال الملك عبدالله في إحدى تصريحاته: `القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لنا، وإن السلام طلب عربي لأن الشعوب العربية مقتنعة بأهميته، ولكن إذا لم يتحقق، فإن الشعب اليهودي سوف يدفع ثمن تطرف قيادته. ونحن العرب لن نتخلى عن حقوقنا أو مقدساتنا.
ساهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إعادة إعمار غزة، وإرسال المساعدات والإمدادات الغذائية والدوائية، ورفض جميع المحاولات للاعتراف بالكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية.
وقد سعى من خلال مبادرته للسلام في الشرق الأوسط والتي طرحها من خلال مؤتمر القمة العربية في 2001، لرفض أي تواجد إسرائيلي بالمنطقة والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وإزالة كل المستعمرات اليهودية مقابل تطبيع عربي إسلامي كامل مع إسرائيل.
أسد سلم الراية لأسد:
فقد تسلم الراية من خلفه رجل اليوم والساعة حامي الوطن وراعيه الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي استطاع بخطوات ثابتة استكمال مسيرة النهضة فقد كان وما يزال خير خلف لخير سلف يعمل دائمًا لرفعة شأن الوطن وحمايته وسلامة أراضيه فكان أهلًا له حفظه الله ورعاه ذخرًا للأمة العربية والإسلامية.
اللهم إنا دعين فاستجب:
اللهم إنه كان يشهد أنك لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهم اجعله مرتاحا في وحدته، ووحشته، وغربته. اللهم أنزله في منزل مبارك، وأنت خير المنزلين. اللهم اجعله في مراتب الصديقين والشهداء والصالحين، واجعل رفيقهم حسنا. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار. اللهم افتح عينيه في قبره وأسكنه في فراش الجنة. اللهم اجعله معافى من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جنبيها. نسأل الله أن يملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك، فاجعله من عبادك الذين يفوزون بالجنة. اللهم إنه عبدك وابن عبدك، خرج من الدنيا وسعتها وأحبابها، إلى ظلمة القبر، فأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.