دوافع الاستعمار
الاستعمار هو ظاهرة يقوم فيها الدول القوية بالسيطرة على الدول الضعيفة واستغلال جميع ثرواتها، مما يعد نهبا وسلبا للثروات الطبيعية في تلك البلدان المستعمرة بواسطة الكيانات الأجنبية، ويتم تحقيق الاستعمار عن طريق فرض حكم أجنبي على جماعة من الناس، وتذكر أن العديد من الدول العربية، خاصة تلك التي تحتوي على موارد البترول، قد أصبحت تحت الاستعمار الأجنبي.
أهداف الاستعمار
تضم الأهداف الخاصة بالاستعمار الكثير من الأمور التي وضعتها الدول المستعمرة، وبعضها واضح للجميع، وبعضها الآخر خفي ولا يعرفه إلا الدول التي تستعمر البلدان الضعيفة، ويتضمن ذلك العديد من الأهداف.
الهدف السياسي هو زيادة نفوذ الدول في العديد من دول العالم ، ونجد أن هذا المفهوم واضح في الولايات المتحدة الأمريكية وما فعلته بريطانيا في الماضي ودول الاتحاد السوفيتي.
2- الأهداف الاقتصادية والتي تتمثل في حاجة تلك الدول القوية إلى المواد الطبيعية التي توجد في الدول الضعيفة والتي من بينها خام البترول والثروات المعدنية وغيرها من الثروات التي ميز بها الله عز وجل بعض الدول عن غيرها في الأرض، كما أن الكثير من تلك الدول الضعيفة تمتلك أيدي عاملة كثيرة تسخرها الدول القوية للعمل لصالحها بدون مقابل يذكر.
تشمل الأهداف الخاصة بالاستعمار الثقافية والدينية تدمير البنية التحتية للعديد من الدول التي تدافع عن المبادئ والقيم، كما يسيطر هؤلاء الاستعماريون على ثقافة الشعوب من خلال محو اللغة الأم وجعل اللغة القوية للبلاد الخاصة بهم هي اللغة الرسمية.
يمكن أن يدفع حب الاستكشاف الدول الكبيرة إلى استكشاف والتعرف على طبيعة الدول الضعيفة واستغلالها بطرق مختلفة، وذلك بهدف تعزيز الإنجازات الخاصة بهم على الصعيد العالمي وزيادة نفوذهم، وهذا يعتبر نوعًا من التوسع الإقليمي والاستعماري.
يهدف الكثير من الدول الكبيرة إلى الحصول على القوة العسكرية الكبرى، ولذلك يسعون لوضع المزيد من المستعمرات في جميع أنحاء العالم لإظهار قوتهم العسكرية وإقامة قواعدهم في كل مكان.
أشكال الاستعمار
ظهر مصطلح الاستعمار في العالم منذ القدم، وتنوعت أشكال الاستعمار المختلفة، ومن بينها الأشكال الرئيسية للاستعمار.
1- فيما يتعلق بالاستيطان، يمكننا ملاحظة أن العديد من الدول الاستعمارية قد شجعت مواطنيها على الهجرة إلى الأراضي التي تم استعمارها سابقا، وعملت على استغلال ثروات تلك الأراضي لصالح المواطنين فقط، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح سكان تلك الأراضي. وتجدر الإشارة إلى أن بعض أشكال الاستيطان تمت عن طريق القتل الجماعي لسكان تلك الأراضي، واستبدالهم بالمواطنين الذين يمثلون الدولة المستعمرة، ويمكن رؤية هذا الأمر بوضوح في فلسطين وجنوب أفريقيا المحتلتين.
يتم استعمار الدول الضعيفة من خلال الاحتلال العسكري، ويتم ذلك بقوة السلاح.
يتعلق فرض الحماية بإجبار الدول الكبيرة التي تستعمر بلادًا معينة على توقيع معاهدات حماية، وبذلك تصبح هذه الدول الكبيرة مسؤولة عن إدارة الشؤون العسكرية والمالية وكل ما يتعلق بشؤون البلاد، سواء كان ذلك داخليًا أو خارجيًا.
الانتداب هو شكل واضح ظهر خلال الحرب العالمية الأولى، خاصة في نهايتها، حيث قامت الدول الفائزة بابتكار شكل جديد من أشكال الاستعمار، وكان الهدف في المظهر الخارجي تعزيز تلك الشعوب وإعادة إعمار البلاد التي تضررت جراء الحرب، ولكن كان الهدف الحقيقي واضحا حينها، حيث كانت تلك الدول الكبرى تسعى لنهب ثروات تلك البلاد الخاصة بها.
5- الوصاية وهو قرار صدر من قبل هيئة الأمم المتحدة وذلك بعد الحرب العالمية الثانية حتى يصبح أمر بديل عن الانتداب وقد وقع الاختيار على الكثير من الدول التي كانت تحت الانتداب لتكن تحت وصاية الدول الكبيرة بهدف الاستقلال التام بعد الحرب والحصول على الحرية، ولكن بالطبع كان يحدث العكس وتقوم الدول الكبيرة بنهب الثروات.
محاربة الاستعمار
كثير من الدول الضعيفة المستعمرة قامت بالعمل الجاد لمواجهة التعرض للاستعمار بكل ما في وسعها. وقد سيطرت الدول الكبرى عليها ونهبت ثرواتها واستغلت اليد العاملة في مصالحها. سجلت كتب التاريخ الكثير من الأحداث التي قامت بها الدول المستعمرة بهدف الحصول على الاستقلال، بما في ذلك ليبيا حيث قاد عمر المختار ثورة عظيمة لتحرير البلاد وتحريرها من الاحتلال الإيطالي.
الاستعمار لم يتوقف عند الدول العربية التي تحتوي على ثروات ضعيفة فقط، بل تمدد إلى العديد من الدول الأخرى، وانتهت بإعدام النضالي الذي كافح من أجل الاستقلال بعد سنوات من النضال، ولا تزال بعض الدول تعاني من الاستعمار حتى يومنا هذا، بمن فيها فلسطين المحتلة، وتعتبر القضية الفلسطينية واحدة من القضايا الرئيسية المناقشة في الهيئات الدولية الرئيسية لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي.