دعاء لجلب السعادة
سعى الفلاسفة وعلماء الدين وعلماء النفس وحتى علماء الاقتصاد لتعريف السعادة منذ فترة طويلة، وتم تخصيص فرع كامل من علم النفس – علم النفس الإيجابي – لتعزيز ونشر السعادة منذ التسعينيات. وتشمل السعادة أكثر من المزاج الإيجابي، فهي حالة من الرفاهية التي تتضمن العيش بحياة جيدة والشعور بالرضا العميق. وتشير الأبحاث المتزايدة إلى أن السعادة يمكن أن تحسن الصحة البدنية وأن المشاعر الإيجابية والرضا تفيد صحة القلب والأوعية الدموية وجهاز المناعة ومستويات الالتهاب وضغط الدم، إلى جانب أمور أخرى .
السعادة ترتبط بعمر أطول، مما يوفر المزيد من الوقت للسعي نحو تحقيقها. وتعد السعادة هدفا عالميا، ويظهر أن الناس في جميع أنحاء العالم يقدرون السعادة أكثر من الأشياء الأخرى المرغوبة، مثل وجود حياة ذات معنى والثراء وغيرها .
أدعية دينية للسعادة
1- الدعاء الأول
لا يوجد إله سواك، يا الله الحليم العظيم، لا يوجد إله سواك رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، لا يوجد إله سواك وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير، يا الله لك الحمد والشكر بحسب جلال وجهك وعظيم سلطانك، يا الله لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، يا الله لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، يا الله لك الحمد على الإسلام، يا الله لك الحمد على هديتنا، يا الله لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمتها علينا، يا الله إني أستغفرك من جميع الذنوب والخطايا التي أعلمها والتي لا أعلمها، يا الله اجمعنا في جنتك جنات النعيم، ولا تفرق بيننا وبين أهلنا وأحبابنا بعد الممات يا رب العالمين، يا الله اجعل لي بسبب خشيتك حائطا يحميني من معصيتك، وبسبب طاعتك اجعلني أدخل جنتك، وبسبب اليقين اجعل مصائب الدنيا سهلة علينا .
2- الدعاء الثاني
أيها الرب، امنحنا السعة في القلب، والإشراق في الروح، والقوة في النفس لمساعدة عبادك الضعفاء والمكسورين والمحرومين والملهوفين والحزينين، واجعل ذلك سلوة حياتنا وسرور نفوسنا وشغل وقتنا وقرة عيوننا .
3- الدعاء الثالث
اللهم، بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت أنه خير لي في الحياة، وتوفني إذا علمت أنه خير لي في الوفاة. اللهم، إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين .
4- الدعاء الرابع
يا فاطر السماوات والأرض، يا عالم الغيب والشهادة، أسألك يا الله أن تشرح صدري وتغفر ذنبي، وأنت الله مالك الملك وعلى كل شيء قدير، أن تزيل الهموم والأحزان وتنثر السعادة في قلوبنا يا أرحم الراحمين .
5- الدعاء الخامس
يا الله، لا تحرمني من دعائي لك، ولا تخيب آمالي فيك. يا من تكشف الغم، وتستجيب لدعاء المضطرين، يا رحمن الدنيا، ورحيم الآخرة، ارحمني برحمتك. يا الله، أسلمت نفسي لك، وآمنت بك، ووكلت أمري إليك، وأنا أحتج إليك، فاغفر لي كل ما قدمت وما أخرت، وما كنت أخفيه وما كنت أعلنه، فأنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت، أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، وأنت رب العرش العظيم. يا الله، أعط نفسي تقواها، ونقها، فأنت خير من ينقيها. أنت وليها ومولاها، يا رب العالمين .
اللهم، أنا أسألك مسألة الفقير البائس، وأدعوك بدعاء المفتقر الذليل، فلا تجعلني بدعائك ربا شقيا، وكن بي رؤوفا رحيما، يا أكرم المعطين. اللهم، رب جبريل وميكائيل وأسرافيل وعزرائيل، أعصمني من فتون الدنيا ووفقني لما تحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عونا ومعينا وحافظا وناصرا. اللهم، استر عورتي وأقبل عثرتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين. اللهم، إني أسألك الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء يا رب العالمين .
نظرية السعادة
في الأخلاق التي كتبت في سنة 350 قبل الميلاد، ذكر أرسطو أن السعادة هي الشيء الوحيد الذي يرغب فيه البشر ويكون في مصلحتهم، بعكس ثرواتهم وشرفهم وصحتهم وصداقاتهم. كما لاحظ أن الناس يسعون وراء الثروة والتكريم والصحة ليس فقط من أجل ذواتهم، ولكن أيضا لأنها تساهم في سعادتهم. وأشار إلى أن المصطلح “السعادة”، أو ما يعرف بـ “eudaimonia”، يشير إلى نشاط وليس مجرد شعور عاطفي. وبالتالي، فإن الحياة السعيدة هي الحياة التي يحقق فيها الإنسان طبيعته البشرية بطريقة ممتازة .
يقدم العديد من علماء الأخلاق حججا بشأن كيفية تصرف البشر، سواء بشكل فردي أو جماعي، استنادا إلى السعادة المترتبة على هذا السلوك. المؤيدون، مثل جون ستيوارت ميل وجيريمي بينثام، يدافعون عن مبدأ السعادة العظمى كدليل للسلوك الأخلاقي، بينما انتقد فريدريك نيتشه بشدة التركيز الإنجليزي على تحقيق أقصى قدر من السعادة، وقال إن “الإنسان لا يسعى إلى السعادة، بل يسعى إليها الرجل الإنجليزي فقط .