دعاء البرد
يأتي فصل الشتاء ببرودته القارصة التي تخترق العظام وتسبب الألم، ولذلك يسعى الناس جاهدين للحصول على وسائل التدفئة المناسبة التي تحميهم من برودة الجو، ولكن الفقراء قد يعانون في هذا الفصل بشكل خاص، حيث يوجد بعضهم بدون مأوى وآخرون لا يملكون وسائل التدفئة اللازمة. ومع ذلك، فإن رحمة الله واسعة والناس يتوجهون إلى الله بالدعاء والتوسل لتخفيف آلام البرد التي يشعرون بها. ويجوز الدعاء في أي وقت ومناسبة، مثل دعاء الأمطار عندما تمطر.
دعاء البرد
يسعى العلماء والأخيار دائمًا لاستخدام صيغ مناسبة للدعاء، على الرغم من أن الدعاء متاح للجميع بأي صيغة مناسبة شرط أن يكون الداعي واثقًا من قدرة الله تعالى، ومن الصيغ الشهيرة التي يمكن استخدامها في الدعاء للبرد:
“اللهم فى هذا البرد القارس ، نستودعك كل من لا مأوى له ، وكل من لا لباس له ، وكل من لا دفء له ، وكل من لا معيل له ، وكل مبتلى وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير ، اللهم نستودعك كل من يتألم وكل من يسألك الستر والعافية فى الدنيا والآخرة ، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين”
يا الله، أنت الله، لا إله إلا أنت، الغني ونحن الفقراء. أنزل علينا الغيث، اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغة حتى يأتي الوقت. اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به. اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك. سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خشيته.
سنن النبي في البرد
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمارس بعض العادات ويحث على اتباعها في بعض الأوقات، على سبيل المثال أثناء البرد الشديد. وورد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة الفجر مبكرا عندما يشتد البرد، ويصلي ركعتين عندما يشتد الحر. وذكر أن التبكير يعني أداء صلاة الظهر في أول وقتها. ووارد في الترمذي أنه قال عن سبب ذلك: “لأن المقصود من الصلاة هو الخشوع والحضور، وشدة البرد والحر تشتت انتباه المصلي.
ومن الأحاديث النبوية المروية أيضا، تحث على إكمال الوضوء في الظروف الصعبة والقاسية مثل البرد الشديد؛ حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: `ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟` فقالوا: `بلى يا رسول الله`، فقال: `إكمال الوضوء في الظروف الصعبة، وزيارة المساجد بكثرة، والانتظار لأداء الصلاة بعد الصلاة، فهذا هو الرباط`. وحث النبي على الصيام في الشتاء قائلا: `الصيام في الشتاء غنيمة باردة`، حيث يكون الصوم أسهل بسبب عدم حاجة الصائم للماء بكمية كبيرة.
وقد شرح النبي الكريم معنى شدة البرد عندما قال صلى الله عليه وسلم: `اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضا.` ثم أذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فإنها أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير. ولذلك ينبغي أن نستعيذ من شدة البرد. وقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول في وصيته عندما يحل الشتاء: `إن الشتاء قد حضر وهو عدو، فاستعدوا له بالصوف والخفاف والجوارب، ولتكن الصوفة حماية للجسم والدثار ملابس خارجية. فإن البرد عدو سريع الدخول وبطيء الخروج.
حديث ضعيف عن الدعاء في شدة البرد
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ضعيف الإسناد، والحديث يقول: عندما يكون اليوم حارا ويقول الرجل: لا إله إلا الله، ما أشد حرارة هذا اليوم. اللهم أجرني من حر جهنم. فقال الله عز وجل لجهنم: إن عبدا من عبادي استجار بي من حرك، فاشهدي أني أجرته ،
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لا إله إلا الله، يا الله! مد فترة برد هذا اليوم. اللهم، انقذني من شدة برد جهنم. قال الله تعالى لجهنم: إن عبدا من عبادي توجه إلي للحماية من شدة بردك. إني أشهد أني قد أجرته. قالوا: ما هي شدة برد جهنم؟ قال: إنها بيت يلقى فيه الكفار ويتميز بردها الشديد بينهم.