دراسات حديثةصحة

دراسات حديثة عن الخوف الدائم لدى الأطفال

لقد حاول العلماء لعقود الكشف عن أسرار الخوف، وما إذا كان طبيعيا أم ينشأ بسبب البيئة، وفي أي عمر يبدأ الأطفال في خوفهم من الظلام؟ ولماذا يخاف الأطفال الصغار من الزواحف التي لم يتعرضوا لها من قبل .

الأسباب العلمية وراء خوف الأطفال بسهولة
استخدم الباحثون بعض الطرق الجميلة للإجابة على الأسئلة السابق طرحها، مثل رعب الأطفال من رؤية صور العناكب والثعابين أو إقناع الأطفال الصغار بالزحف على سطح زجاجي معلق، ولحسن الحظ فإن هذه التجارب الغريبة أنتجت بعض الرؤى الرائعة في أصول ووظائف الخوف، والتي قد تساعد الآباء في التعامل مع أفكار الأطفال بخصوص اعتقادهم بوجود وحوش في الخزانة، أو بكاء الطفل في حديقة الحيوان .

هل الخوف أمر طبيعي؟ أم يحدث بسبب التربية
حدد العلماء نوعين من الخوف، حيث يوجد الخوف الفطري الذي نحمله منذ الولادة، والخوف المكتسب الذي نكتسبه عبر الزمن. وتشير الدراسات إلى أن جميع الثدييات، بما في ذلك البشر والفئران، يعانون فقط من اثنين من الخوف الفطري الأساسي، وهما: الخوف من السقوط والخوف من الضوضاء العالية .

الطبيب النفسي : سيث نورهولم
يقول سيث نورهولم، وهو طبيب نفسي في جامعة إيموري في أتلانتا : ” على الرغم من أن البعض الآخر من الخوف غالبا ما يتم تصنيفه على أنه فطري، مثل الخوف من الظلام أو الخوف من الأشياء الزاحفة، إلا أنه يتم الحصول عليهم بعد الولادة، حيث أن الخوف من السقوط والخوف من الأصوات الصاخبة هما الوحيدان اللذان بغض النظر عن العمر الذي يظهرون فيه يثيران استجابة الدوائر العصبية الفطرية للخوف لدينا، حيث أن الضوضاء العالية تجبرنا على الشعور بأننا سوق نتضرر، كما أن عقلك متأكد من أن القفز من منحدر أو شلال سوف يسبب لك ضررا ” .

عالمة الأعصاب ستيفاني هوهل
يشك معظم الباحثين في أن المخاوف تتعلق بطرق مختلفة، وفقًا لعالمة الأعصاب في جامعة فيينا، ستيفاني هوهل: `يتعلق تعلم الخوف باللوزة العصبية، وهي جزء من الدماغ يشارك أيضًا في تجربة الخوف وإدراكه` .

الخلاف بين العلماء
أحد مجالات الخلاف بين العلماء هو ما إذا كان لدى الأطفال خوف فطري أو مكتسب من العناكب والثعابين وغيرها مما يسمى ” بمخاوف الأجداد “، ويدعي بعض الباحثين أن هذه المخاوف فطرية حقا، ولكن هوهل غير مقتنعة حيث قالت : ” إن البشر لديهم استعداد لتطوير المخاوف الموروثة، بما في ذلك العناكب والثعابين والارتفاعات والأماكن المغلقة والنار ” .

وقالت إنها نشرت دراسة أثبتت ذلك عند سن الستة أشهر، وأظهرت صور الأطفال مع العناكب والثعابين والزهور والأسماك. ثم تم قياس تمدد بؤبؤ العين بعد كل صورة (فتمدد بؤبؤ العين هو الطريقة الوحيدة لتحديد الخوف بدون أن يتكلم الأطفال). وتوسع بؤبؤ العين لديهم كما يجب عند عرض العناكب والثعابين. وتقول: `الثعابين والعناكب تثير الاستجابة الفسيولوجية دون الحاجة إلى تجارب تعلم سابقة، وهذه الاستجابة تظهر بسرعة عند البشر .

كيف يتعامل المخ مع عملية الخوف عند الأطفال
يقول نورهولم : إن التجارب الصعبة تتدفق من حواسك – من عينيك وآذانك – إلى منطقة اللوزة في الدماغ، ثم إلى عضلاتك، والغدد الكظرية، والحبل الشوكي، لذا إذا واجهت هذا، فإن المخ يزيد من استجابته للخوف للتعامل مع هذا الأمر، فإذا سمعت البالون ينفجر، ستشعر بالإزعاج قبل أن تدرك أنك سمعت ضجيجا، وهذا الإدراك هو السبيل السريع الذي يمر عبر المناطق القشرية في الدماغ، والتي تجلب العقل والخبرة، وبالتالي عندما يقولون لك على الإنترنت: مهلا، هذا ثعبان غير سام أو هذا العنكبوت غير مؤذ، لا داعي للهلع .

الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للتخبط والقيام بأشياء مخالفة عندما يشعرون بالخوف، لأنه لم يتم تشكيل قدراتهم العقلية بشكل كامل بعد، ويشعرون بالضغط الذي يشعر به الكبار عند سماعهم لانفجار البالون ولكن لا يمتلكون القدرة على فهم أن البالون مجرد شيء بسيط. ويقول نورهولم إن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يكونون رجعيين جدا، ولكن مع تقدمهم في السن يتعلمون من تجاربهم ويصبحون أكثر تطورا، ويسهل عليهم التغلب على مخاوف الطفولة، مثل الوحوش تحت السرير أو الضوضاء خارج النافذة. يقول الأطفال إنهم أصبحوا قادرين على فهم أن الوحوش غير حقيقية وأن الضوضاء من الأشجار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى