دارة الفنانة صفية بن زقر
تجمع الدارة أعمال فنية مختلفة من لوحات تشكيلية و تحف خزفية مستوحاة من التراث السعودي و التراث العربي القديم ، و تحكي الفنانة صفيه بن زقر من خلالها رحلتها عبر التاريخ بأسلوبها و فلسفتها ، و تنقسم الأعمال في المعرض بين عدة مجوعات و هم : مجموعة الباستيل و مجموعة الألوان المائية و مجموعة الجرافيك ومجموعة الملابس التراثية و مجموعة الحلي و مجموعة الزفاف و مجموعة ألعاب الأطفال الشعبية و مجموعة الصيد و مجموعة الأعمال اليومية و الحرف الشعبية و مجموعة تراثنا المعماري و مجموعة الدراسات و الرسوم الأولية .
و تتميز دارة صفية بن زقر بهندسة معمارية مبتكرة ، فالشكل الخارجي للمبنى مستوحى من أطلال مدائن صالح ، و الجدران الخارجية مصممة بشكل بسيط و متجانس ، أما الأبواب الرئيسية للدارة فهي مصنوعة من الخشب المحفور كما هو معهود في الأسلوب التراثي لمنازل جدة القديمة ، و الأبواب محفورة طبقاً لباب بيت بن زقر في حارة الشام .
أقسام و محتويات الدارة : تتكون الدارة من طابقين رئيسيين هما الطابق الأرضي و الطابق العلوي ، و يتألف الطابق الأرضي من ثماني قاعات للعرض الدائم لأعمال الفنانة صفية تتحدث بها عن التراث السعودي و العادات و التقاليد في العهد القديم من فترة الستينات ، و قد صممت القاعات على نحو متتابع بحيث يمكن للزائر المرور من القاعة الأولى إلى القاعة الأخيرة بسهولة و قاعة القبة التي تتوسط الدارة و يمكن إستخدامها للمعارض الفنية الدورية و بها مخزن لحفظ الأعمال الفنية قبل و بعد العرض و بها مكتب لإستقبال الباحثين و الزوار من الوفود الرسمية و مكتب إستعلام و مراقبة .
و يتألف الطابق العلوي من : إنها مكتبة فنية وثقافية شاملة للكتب والمراجع الفنية باللغتين العربية والإنجليزية، وتحتوي أيضا على مكتبة فنية وثقافية مخصصة للأطفال. وتحتوي على مكتب لتوثيق ورصد أسماء الفنانين العرب وأعمالهم الفنية باستخدام الحاسوب، بالإضافة إلى بعض التجهيزات الحديثة الأخرى. وتحتوي على قاعة تمثل المجلس العربي التقليدي في جدة القديمة بمحتوياتها التراثية. كما تضم قاعة لعرض مقتنيات الفنانة صفية والتي تشمل مجموعات من الأثاث والملابس والحلي والهدايا التذكارية من مختلف المجتمعات، وتحتوي أيضا على مرسم خاص للفنانة صفية. وتتوفر قاعة مجهزة بالكامل لعقد الندوات بشكل مغلق، ويمكن استخدامها أيضا كورشة عمل. وتوجد أيضا محل في المجمع يعرض بعض أعمال الفنانة صفية بنت زقر .
وقدمت الفنانة التشكيلية صفية بن زقر مجموعتها الخاصة من الكتب إلى دار صفية بن زقر لتكون مرجعا ثقافيا باللغتين العربية والإنجليزية لجميع الباحثين. تحتوي المجموعة على مجموعة كبيرة من أعمال الأدباء والفنانين البارزين عبر العصور المختلفة لخدمة الثقافة. تحتوي أيضا على كتب تعليمية في الفن التشكيلي. بالإضافة إلى ذلك، تستقبل الدار أبحاثا فنية وأدبية لخدمة الباحثين بأهدافهم المختلفة. وهناك أيضا مكتبة للأطفال: تحتوي على كتب فنية وأدبية وتاريخية وموسوعات علمية باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى ألغاز وأحاجي فنية تساعد الأطفال في التعرف على لوحات الفنانين المشهورين. وهناك أيضا مكتبة مرئية: تحتوي على أعمال فنانين مشهورين من خلال عروض تعريفية للمتاحف العالمية على أقراص مدمجة (CD) وأفلام تعليمية عن تاريخ الفن في العالم .
تقدم الدارة على موقعها الإلكتروني المعلومات المتعلقة بالبرامج التعليمية والندوات في المجلس الثقافي، والأنشطة الفنية والأدبية السنوية التي تقام في الدارة. كما تنشر الدارة أجندة سنوية تحتوي على صور المشاركات الأطفالية في المسابقات .
تقع الدارة عند تقاطع شارع ولي العهد مع طريق المدينة النازل، وافتُتحت في 23 من شهر شوال عام 1421 هـ الموافق لعام 2000 م، ويُسمح للجميع بزيارتها دون دفع مقابل مادي، والاستعمال الرئيسي للدارة هو عرض لوحات فنية خاصة بفن التشكيل بريشة الفنانة صفية بنت زقر .
تعد صفية بن زقر من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية وأصبح لها ثمانية عشر معرضا شخصيا، وستة معارض جماعية، عرفت من خلالها صفية بن زقر كفنانة التراث السعودي محليا ودوليا، وولدت صفية بن زقر في عام ١٩٤٠ في حارة الشام بجدة، وهي دائما تحاول في رسوماتها توثيق حياة وفلكور ومظاهر مدينة جدة الاجتماعية والثقافة والمعمارية، وقد انتقلت الفنانة إلى القاهرة في عام ١٩٤٧ وأكملت بها مراحل الدراسة الرسمية حتى حصلت على الشهادة الإعدادية في عام ١٩٥٧، ثم الشهادة الثانوية الفنية في عام ١٩٦٠، وبعد ذلك غادرت القاهرة إلى بريطانيا لمدة ثلاث سنوات دراسية، وفي أواخر عام ١٩٦٥ عادت إلى القاهرة لتنمية هواية الرسم، ثم أمضت عامين في كلية “سانت مارتن” للفنون في لندن ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم والجرافيك، وتتحدث موضوعات أعمالها عن الحياة اليومية الحجازية والمرأة والتراث المحلي الشعبي، والأشكال التي تغلب على أسلوبها هي أشكال واقعية مقتبسة من الحياة الشعبية اليومية، والفنانة عضو أول في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في جدة وعضو مؤسس في بيت التشكيلين في جدة وعضو في بيت الفوتوغرافيين محليا ودوليا .