خطورة الاستهزاء بالدين
استهزاء الإنسان بالدين من بين الكبائر التي يمكن أن يرتكبها، ولا يقتصر استهزاء الدين على الاستهزاء بالقرآن الكريم، بل يتضمن أيضا الاستهزاء بالله عز وجل والرسول والأنبياء وما أنزله الله على عباده، وهي من الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى دخول الإنسان النار في الآخرة.
خطورة الاستهزاء بالدين
يعد الاستهزاء في اللغة العربية من الكلمات التي تدل على اللعب والسخرية، وأكد العديد من علماء اللغة العربية أن الاستهزاء ينقسم إلى قسمين، وهما الاستهزاء الصريح والاستهزاء الغير صريح، ويمكن تعريفهما على النحو التالي
الاستهزاء بشكل صريح
في هذا السياق، يستخدم الشخص الاستهزاء للتهكم على العقيدة الصحيحة وما ورد في القرآن الكريم، وكان بعض الناس في الماضي يستهزئون بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، ويدعون أنه لا يصلح للعصر الحديث وأنه أباح الزواج من أربع نساء وأهان المرأة واستهزأ بجميع الأحكام التي أنزلها الله على البشر بشكل عام. ومن الواضح أن الدين الإسلامي ليس موجها فقط لشعب محدد، بل هو لجميع الناس.
الاستهزاء بشكل غير صريح
وقد تم تمثيل ذلك النوع بالبحر الذي لا يوجد حد له فيوجد العديد من الأنواع من ذلك النوع من الاستهزاء مثل إخراج اللسان أو حتى الغمز بالعين وغيرها من الأمور التي يقوم بها الإنسان عند تلاوة كتاب الله عز وجل أو عند تطبيق سنة الرسول أو حتى عند الأمر بالمعروف والنهي عما نهى الله عز وجل.
هناك اليوم العديد من الصور المختلفة التي تمثل الاستهزاء، ويعتبر البعض منها أمرًا طبيعيًا في حياتنا، ولكنها في الحقيقة تمثل استهزاء واضحًا بالدين. ومن بين الصور التي تمثل الاستهزاء بالدين، يمكن ذكر ما يلي:
1- من بين أكثر الصور التي نجدها اليوم وبها استهزاء عن الدين هي تلك الصور الساخرة التي نراها اليوم في الصحف والمجلات مثل ما حدث في إحدى الصحف ذات مرة عن صورة ديك وتتبعه أربع دجاجات في إشارة من الرسام إلى تعدد الزوجات وهو أستهزاء واضح وصريح بالدين الإسلامي وتعاليم الدين الإسلامي التي تعطي الحق للرجل في الزواج من اربعة سيدات.
يجب على من يدرك خطورة الاستهزاء بالدين تحذير هؤلاء الأشخاص وإخبارهم بأن هذا الأمر يشكل في استهزاء بالدين ولا يجوز للتسلية أو الهزار، ويجب مراجعتهم وتوعيتهم بهذا الأمر.
لقد وردت العديد من الأحكام الدينية بشأن الاستهزاء بالدين وما ينتظر المستهزئون بالدين من عذاب من الله عز وجل سواء في الدنيا أو في الآخرة. ويعتبر الاستهزاء بالدين كفرا، كما أنه من بين النواقص العشرة ومن أسوأ الصفات التي وصف بها الله عز وجل المنافقين. وهناك الكثير من الأدلة في القرآن الكريم على هذا الأمر، ومن بين هذه الأدلة
1- سورة التوبة أية 74: بسم الله الرحمن الرحيم، يقسمون بالله ما قالوا، وقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم، وهم يتظاهرون بما لم يحققوه، صدق الله العظيم.
2- سورة المطففين من الأية 29 وحتى الأية 32: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الأشرار كانوا من بين الذين آمنوا يضحكون، وعندما يمرون بهم يتلمسون العيوب، وعندما يعودون إلى أهلهم يفرحون، وعندما يرونهم يقولون إن هؤلاء مضللون، صدق الله العظيم.
3- سورة التوبة آية 65: إذا سُئلوا، فسيجيبون بأنهم كانوا يلعبون ويتسلىون فقط، فقل لهم: هل كنتم تستهزئون بالله وآياته ورسوله؟ صدق الله العظيم.
التوبة من ذنب الاستهزاء بدين الله عز وجل
من الممكن أن يتوب الفرد عن استخفاف دين الله عز وجل وما أنزله من كتبه ورسله، ولكن هناك خلاف بين العلماء بشأن قبول التوبة من الذين سبوا الله عز وجل ورسوله، وانقسم العلماء والفقهاء إلى فريقين في هذا الأمر.
الرأي الأول
يؤكد أن الله عز وجل لا يقبل التوبة من الساخرين، ويعاقبهم بالقتل بسبب كفرهم، ولا يؤدي الصلاة على هذا الشخص أو الدعاء له بالرحمة، وهذا الرأي شائع بين الحنابلة بشكل كبير.
الرأي الثاني
يمكن للشخص الذي يريد التوبة من ذنبه أن يحظى بقبول الله عز وجل، على شرط أن يتصدق ويعترف بذنبه ويصف الله عز وجل بالصفات التي تعظم شأنه.
وعلى المرء المسلم أن يبلغ المستهزئين بعقوبة ما أقدموا عليه من فعل أو قول في حق الله عز وجل أو في حق الدين والرسل، وفي حالة عدم الاتعاظ من الأمر عليهم عدم مجالسة هؤلاء القوم، وفقا لقول الله تعالى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا صدق الله العظيم.