خطوات التفكير الناقد
التفكير النقدي هو أسلوب البحث عن الأخطاء في مجالات مختلفة لإيجاد الحلول والسعي لتصحيحها، وعلى الرغم من ذلك، يمكن استخدام التفكير النقدي في بعض الاتجاهات السلبية التي تهدف إلى إحباط وتثبيط معنويات الآخرين. وهناك أنواع متعددة من التفكير النقدي، بما في ذلك الانتقاد الذاتي الذي يقود صاحبه دائما نحو التحسين. لذا، إذا أراد الإنسان أن ينتقد نفسه، يجب أن يتبنى أسلوب تفكير نقدي مميز.
خطوات التفكير الناقد
يمكن للشخص الوصول إلى التفكير النقدي المميز من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة، ومن بين هذه الخطوات:
يتطلب التفكير الناقد طرح جميع الأسئلة الممكنة المتعلقة بالقضية المواجهة، حيث يعتمد هذا النوع من التفكير على السبب والنتيجة، ويمكن للفرد أن يحدد جميع الاحتمالات المتوقعة ويتعامل معها بسهولة عند طرح الأسئلة مثل “لماذا” و”كيف.
يجب على الفرد البحث عن الإجابات على الأسئلة التي يطرحها من خلال جمع المعلومات من مصادر مختلفة مثل الإنترنت والكتب وسؤال الأشخاص المؤهلين بالمعرفة العلمية والاجتماعية، حيث أن عدم البحث عن الإجابات يعد نقدا هداما وغير إيجابي.
التحليل هو خطوة حساسة جدا في جمع وتحليل المعلومات، وهو يحتاج إلى دقة عالية لأنه يؤثر على تقييم البيانات والإجابة على الأسئلة. عندما يقوم شخص ما بتحليل قضية أو مسألة معينة، يجب عليه أن ينظر إلى هذه المسألة من كل الزوايا بتفكير منطقي ومنفتح وليس محصورا بالثقافة التي نشأ بها. وذلك لأن معظم الأشخاص يتأثرون بالعادات والتقاليد التي تضبط مجتمعاتهم عند اتخاذ القرارات، وهذا يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. بعض المسائل تحتاج إلى تحليلها بعيدا عن العوامل الخارجية.
– “عندما يتبنى الفرد النقد البناء، فإن مشاركة الحلول تصبح أكثر أهمية من الأعذار، ولذلك يجب على الفرد البحث عن الحلول المناسبة ومشاركتها مع الآخرين بهدف الاستفادة من خبراتهم والوصول إلى الأفضل وتحقيق الهدف المرجو وهو التقدم.
خصائص التفكير الناقد
يتمتع هذا النوع من التفكير بالعديد من الخصائص المميزة التي تميزه عن أنواع التفكير الأخرى، وتتمثل هذه الخصائص في:
يتطلب هذا النوع من التفكير وجود شخص يمتلك خبرات عملية معينة أو معلومات علمية دقيقة للوصول إلى حلول تأخذ في الاعتبار كل تفاصيل المشكلة التي يسعى الفرد لحلها، ولذلك فإن امتلاك المعرفة يعتبر مهمًا في هذا النوع من التفكير.
الموضوعية هي القدرة على التفكير الواقعي والابتعاد عن التحيز لصالح وجهات نظر أخرى، وتتطلب عدم التعصب للأفكار الشخصية، حيث أن هذا يعيق القدرة على التفكير النقدي الحقيقي.
النظرة الشاملة، تعني أن يكون للشخص رؤية واسعة وشاملة للمشكلات والوقائع التي يحاول حلها، وهذا يجعله يهتم بأدق التفاصيل التي تساعده على تحديد السبب الحقيقي للمشكلة، وبالتالي يكون قادرًا على حلها بشكل نهائي.
التفكير الناقد يعتمد على المنطق في ربط الأسباب بالنتائج وتحديد المشكلات بشكل منهجي، مما يجعله يتجنب العشوائية في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
هذا النوع من المنهجيات يتميز بالوضوح والتوضيح الدقيق للخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق الهدف المراد. ولا يتم القفز عن المراحل اللازمة للوصول إلى نتيجة منطقية، بل يتم الاعتماد على المراحل والخطوات المحددة للوصول بوضوح إلى نقطة النهاية.
ـ الاستفادة من الماضي، لأن هذا النوع من التفكير يستغل الخبرات السابقة ويناقشها بأسلوب يساعد على الاستفادة من الأحداث الماضية المرتبطة بالواقع، ويساعد على تجاوز العقبات وتجنب المشكلات التي واجهتنا في حالات مماثلة.
أهمية التفكير الناقد
للتفكير الناقد الكثير من الأهمية، ومن بينها :
زيادة الوعي عند الإنسان وامتلاكه للمعرفة الشاملة لما يحيط به، بالإضافة إلى إثراء العقل من خلال التحليل المنطقي للأحداث، وعند التفكير في جميع الأمور بشكل عام، يصبح لديه نظرة ثاقبة.
ـ زيادة قدرة الإنسان على الوصول إلى الحل الأمثل للمشكلات التي تواجهه في حياته، سواء كانت المشكلات متعلقة بالحياة الشخصية أو الحياة المهنية، وذلك عن طريق البحث في جذور المشكلات وإعطاء الحل المناسب لها بناء على المعرفة بالتفاصيل المحيطة بالمشكلات وكافة الظروف المحيطة بها.
ـ لتجنب الوقوع في مشاكل، يمكن أن نلقي نظرة على الأحداث السابقة ونربطها بالوضع الحالي للاستفادة من الدروس المستفادة.
يمكن تحويل شخصية الإنسان بشكل إيجابي عن طريق التفكير الناقد، حيث يساعد في امتلاك الموضوعية في الحكم والمنطقية في الأسلوب، ويساعد على السير في التسلسل المنطقي للأحداث وعدم إغفال الجزئيات التي قد تكون مفتاح الحل بشكل مباشر.