خطوات البحث الميداني
البحث الميداني هو طريقة لجمع البيانات النوعية التي تهدف إلى مراقبة وفهم سلوك الأشخاص أثناء تواجدهم في بيئتهم الطبيعية. ومن أمثلة ذلك، يراقب المحافظون على الطبيعة سلوك الحيوانات في بيئتها الطبيعية وتصرفاتها في حوادث معينة. وبنفس الطريقة، يمكن لعلماء الاجتماع الذين يجرون الأبحاث إجراء مقابلات أو مراقبة سلوك الناس من مسافة معينة لفهم كيفية تصرفهم في بيئة اجتماعية وتجاه الأحداث من حولهم.
الأبحاث الميدانية تشمل سلسلة من طرق البحث الاجتماعي، مثل الملاحظة المباشرة، المشاركة المحدودة، تحليل الوثائق والمعلومات الأخرى، المقابلات غير الرسمية وغيرها. ويتم تصنيف البحث الميداني عادةً كبحث نوعي، حيث يتميز بتضمين جوانب متعددة من البحث النوعي.
يبدأ البحث الميداني عادة في بيئة محددة والهدف من إجراء هذه الدراسة هو مراقبة وتحليل سلوك معين لموضوع ما في الإعداد. سبب وتأثيرات سلوك معين هو موضوع صعب للتحليل بسبب وجود عدة عوامل مسببة في بيئة طبيعية. نعظم عمليات جمع البيانات لا تتوقف بشكل أساسي على السبب والنتيجة ولكن أغلبها يعتمد على العلاقات الرابطة. بينما يبحث البحث الميداني عن الارتباط، العينة الصغيرة النموذجية تجعل الأمر صعبا لإيجاد علاقة حقيقية بين اثنان أو أكثر من المتغيرات.
طرق البحث الميداني
البحث الميداني غالبا ما يتم إجراؤه في خمس خطوات منفصلة:
الملاحظة المباشرة
في هذه الأسلوب، يتم جمع البيانات عن طريق البحث في بيئة طبيعية، ولا يتدخل الباحث بأي وسيلة في سلوك أو نتيجة الموقف. وتوفر الملاحظة المباشرة معلومات سياقية عن الأشخاص والأوضاع والعلاقات والبيئة المحيطة. وتستخدم طريقة البحث الميداني على نطاق واسع في البيئة العامة، ولكن ليس في بيئة خاصة حيث يمكن أن تثير مشكلة أخلاقية
الملاحظة المشتركة
في هذه الطريقة من البحث الميداني، يقوم الباحث بالتعمق العميق في عمليات البحث، ليس فقط كمراقب خارجي، بل أيضا كمشارك. تتم هذه الطريقة أيضا في بيئة طبيعية، ولكن الاختلاف هو أن الباحث يشارك في المناقشات ويمكنه توجيهها. بهذه الطريقة، يحرص الباحثون على توفير بيئة مريحة بينهم وبين المشاركين في البحث، حتى يشعروا المشاركون بالأمان ويتمكنوا من إجراء مناقشات عميقة.
وصف الأجناس البشرية
الأنثروبولوجيا الوصفية هي طريقة شاملة للبحث الاجتماعي وفهم وجهات نظر المجتمع والقيم الثقافية للمجتمع بأكمله. في الأنثروبولوجيا الوصفية، يتم مراقبة المجتمعات بشكل موضوعي. على سبيل المثال، إذا كان الباحث يرغب في فهم كيفية عيش سكان قبيلة الأمازون وأعمالهم، فعليه أن يختار مراقبتهم أو العيش معهم بصمت وملاحظة سلوكياتهم اليومية.
المقابلات النوعية
المقابلات النوعية هي أسئلة توجه مباشرة نحو مواضيع البحث، وتمكن الباحث من الحصول على بيانات غير رسمية وشبه منظمة، أو موحدة ومفتوحة العضوية، أو مزيج من هذه الأشياء معا، مما يمنحه ثروة من البيانات التي يمكنه تنظيمها. وتساعد هذه الطريقة على جمع البيانات المتعلقة بالبحث، ويمكن دمج هذه الطريقة مع المقابلات الفردية ومجموعات التركيز وتحليل النصوص في البحث الميداني.
دراسة الحالة
البحث من خلال دراسة الحالة يمثل تحليلًا عميقًا لشخص أو حدث أو حالة، وعلى الرغم من صعوبته إلا أنه يعتبر أحد أسهل الطرق لإجراء الأبحاث لأنه يشمل الغوص العميق في التفاصيل من خلال فهم طرق جمع البيانات واستخلاصها.
خطوات إجراء البحث الميداني
يمكن أن يكون البحث الميداني صعبًا في التخطيطط والتنفيذ والقياس بسبب طبيعته الخاصة وحجم الجداول الزمنية والتكاليف العالية التي ينطوي عليها. وتشمل الخطوات الأساسية لإجراء البحث الميداني مراحل التخطيط والتنفيذ والقياس
- صنع الفريق المناسب: لتحقيق النجاح في البحث الميداني المطلوب، يجب أن يتوفر الفريق المناسب. يتمثل دور الباحث أو أي عضو آخر في الفريق في وصف المهام التي يجب القيام بها وتحديد المعالم ذات الصلة. كما أن اهتمام الإدارات العليا بالبحث الميداني يلعب دورًا هامًا في نجاحه.
- تجنيد الناس من أجل الدراسة: يعتمد نجاح البحث الميداني على الأشخاص الذين يتم دراستهم، ويمكن استخدام طرق عينات لاختيار الأفراد الذين سيشاركون في الدراسة.
- منهجية جمع البيانات: تتنوع طرق جمع البيانات، فمن الممكن القيام بالعديد من المقابلات أو دراسات الحالات أو المراقبة، ويجب تحديد هذه الطرق ومعالمها منذ البداية. على سبيل المثال، عند إجراء مسح، يجب أن يتم تصميمه بعناية واختباره قبل بدء عملية البحث.
- زيارة الموقع: زيارة الموقع هي عامل مهم جدًا لنجاح البحث، وغالبًا ما يتم القيام به خارج المواقع التقليدية وفي البيئة الحقيقية التي يتم فيها البحث. لذلك، يعتبر التخطيط لزيارة الموقع وجمع البيانات منه عاملًا هامًا.
- تحليل البيانات: يعد تحليل البيانات المجمعة أمرًا هامًا للتحقق من فرضية البحث وتقديم نتائج البحث الميداني.
- مناقشة النتائج: بعد تحليل البيانات، يجب مناقشة النتائج بشكل وافٍ مع أصحاب المصلحة في البحث حتى يتسنى القيام بالإجراءات المناسبة بناء على هذه النتائج.
أسباب القيام بالبحث الميداني
أصبح البحث الميداني وسيلة شائعة في العلوم الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين، وعلى الرغم من أنه يحتاج إلى وقت ومال كثيرين، إلا أن أهميته كبيرة وضرورية
- التغلب على نقص البيانات: البحث الميداني يحل القضية الأساسية وهي ندرة البيانات وثغراتها. في كثير من الأحيان، لا تتوفر بيانات محدودة حول موضوع ما في دراسة معينة، خاصة في بيئة معينة. يمكن تحديد المشكلة ولكن لا يوجد طريقة فعالة للتحقق من ذلك بدون إجراء بحث ميداني أولي وجمع البيانات. يساعد البحث الميداني في التغلب على نقص البيانات وأيضا في جمع المواد المساعدة، وهو طريقة مرغوبة من قبل معظم الباحثين.
- فهم محتوى الدراسة: في كثير من الحالات، يكون جمع البيانات كافيا، ولكن البحث الميداني لا يزال مستمرا، ويساعد ذلك على فهم أعمق للبيانات المتاحة. على سبيل المثال، تظهر البيانات أن الخيول التي تأتي من المزارع تفوز في السباقات بسبب كونها خيول أصيلة ولأن مالكها يستأجر أفضل الفرسان. ولكن، من خلال إجراء المزيد من الأبحاث، يمكن أن يتم تسليط الضوء على عوامل أخرى تساهم في الفوز، مثل جودة الأعلاف ورعاية الخيول وظروف الطقس.
- زيادة جودة البيانات: نظرًا لأن طرق البحث تتضمن أكثر من طريقة لجمع البيانات، فإن البيانات ذات جودة أعلى. يمكن الاستدلال على البيانات المجمعة وتحليلها إحصائيًا وفقًا للبيانات والمعطيات المتاحة.
- جمع البيانات المساعدة: يضع البحث الميداني الباحثين في مواقع وظروف تفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتفكير، ويمكن أن يساعد في جمع البيانات التي لم تكن متوفرة سابقًا.
سلبيات البحث الميداني
- تتطلب الدراسات تكاليف عالية وتستغرق الكثير من الوقت، ومن الممكن أن تستغرق بضع سنوات لإكمالها.
- يواجه الباحث صعوبة في تجنب التحيز في دراسات البحث.
- ينبغي وضع الملاحظات بالضبط على النحو الذي يريده الباحث، ولكن في بعض الأحيان تكون بعض المصطلحات صعبة للغاية لتتبعها.
- هذه طريقة تفسيرية تتوقف بشكل كامل على قدرة الباحث على البحث
- باستخدام هذه الطريقة، سيكون من المستحيل السيطرة على التغيرات الخارجية التي تحدث باستمرار في البيئة التي يتم فيها البحث.