ادب

خصائص شعر الفتوح

ما هي خصائص شعر الفتوح

شعر الفتوح هو شعر الدولة الإسلامية، ويتميز بالرقة والبساطة، ويبتعد عن خشونة الجاهلية وفظاظتها التي لا تتوافق مع الدين الإسلامي. ويبتعد أيضا عن الشهوانية والشعر الذي يعتني بالشهوات والكلمات اللطيفة والغزل. فأصبح الشعر يتناسب مع الدولة الإسلامية وعصر الشريعة والهداية، حيث جاء الدين الإسلامي ليطور جميع المجالات ويهدي الجميع إلى الدين الحق. وتتجلى خصائص شعر الفتوح في أنه يدعو الناس لعبادة الله الواحد الأحد، ويدعو للنطق بالكلمة الحسنة والتقرب إلى الله ورسوله بكل قول وفعل. وتتجلى خصائص شعر الفتوح في

  • تميز شعر الفقهاء المسلمين بالألفاظ الحسنة والكلمات الناعمة الخفيفة، والتي تمثلت في القرآن الكريم الذي أهتم بتوجيه الناس وتنيريهم والتوجيه للدين والذكر الحكيم بطريقة لطيفة وغير ترويعية أو فظة. ولذلك، كان الشعر يتأثر بالقرآن الكريم بشكل كبير.
  • الالتزام بالإيجاز في الشعر يعني أن يكون موجزًا ومعبرًا وألا يتحدث الشعراء بطريقة مبالغة. ولذلك ظهرت القصيدة القصيرة والأبيات الخفيفة، بعدما كان الأمرمختلفًا في الجاهلية.
  • يتميز الشعر بوحدة الموضوع، حيث يلتزم الشعراء بمعنى واحد في كل قطعة فنية، ولا يتجاوزون المعنى الواحد لتحقيق الوحدة الفنية.
  • كانت الأشعار في عهد الفتوح خفيفة اللفظ لتسهيل النطق وفهمها من قبل الجميع، الكبير والصغير، لأن الهدف الأسمى كان الدعوة إلى الدين الحنيف.
  • كان التفاخر بالفتوحات الإسلامية الهدف الأساسي لشعر الفتوح، وكان الهدف الأساسي هو التفاخر بالإنجازات التي حققها المجاهدون في سبيل الله، ولم يكن الهدف هو التفاخر بالشعر بحد ذاته.
  • تلاشى العنصرية والقبلية والتفاخر بالأنساب والمال والجاه بعد الانفصال عن تقاليد الجهلية. وأصبح الدين الهدف الرئيسي، مما أدى إلى اختفاء الشعر الذي يدعو للعنصرية والقبلية، وظهر الشعر الداعي للتقرب من الله واتباع القرآن والسنة.
  • يتميز شعر الفتوح بالتعبير عن روح الجماعة والتحدث عن المسلمين على أنهم كتلة واحدة ونسيج واحد، وأنه لا يوجد فرق بينهم. وهذا يعكس دعوة الإسلام لترك التفاخر باللون والعرق والجنس، والرجوع إلى الله والتمسك بالدين والشريعة، التي لا تميز بين عربي ولا أعجمي.
  • يتضمن شعر الفتوح الأخبار المتعلقة بالجيوش ويصف شجاعة الرجال الذين يدافعون عن بلادهم ودينهم، ويوضح كيف كانوا قدوة حسنة لباقي الناس في البلاد التي فتحوها.
  • بدأت الفتوحات الإسلامية بترتيب من غزوة بدر، وكان الشعراء يلعبون دورا في نقل تلك الأحداث والفتوحات التي تميزت ببطولة الجنود وكانوا قدوة جيدة للدين. لذلك، فإن تلك القصائد والكتابات تمثل المصدر التاريخي الحقيقي الذي يوضح تاريخ المسلمين.
  • أولئك الشعراء الذين كتبوا عن فتوحات المسلمين، كانوا قلقين بشأن وصف البلاد التي فتحها المسلمون، وتحدثوا في قصائدهم عن الثقافات والديانات التي يتبعها سكان تلك البلاد، ووضحوا الطباع والأساليب المعيشية المختلفة لكل دولة، وكانوا من بين هؤلاء الشعراء الذين كانوا يشجعون الناس على اعتناق الإسلام الحنيف كعب بن زهير، والحطيئة، وابن مقبل، والأخطل، والخنساء رضي الله عنها وغيرهم الكثير.
  • يتضمن الاعتزاز بالانتصار ووصف جنود الله في الحرب الشهداء والمجاهدين بأنهم جنود الله، وذلك من خلال الأشعار النابعة من الرقة في وصفها والجمال في تعبيرها، ويزيد ذلك الحماس ويحرض على الجهاد بالنفس والروح، ويخفف من صعوبات الحرب.
  • في هذا الوقت، لم يعتمد الشعراء على الاستعارات والألفاظ غير المباشرة كما كان الحال في السابق، بل أعطوا أهميةً كبيرةً للوصف الواضح والكلام الصريح، لأنهم كانوا يريدون أن يصل المعنى لجميع الأشخاص بوضوحٍ شديدٍ وصراحةٍ مطلقة، لتسهيل دخول الناس في دين الله.
  • الإيجاز والقصد هما سمتان رئيسيتان في شعر الفتوح، حيث يكون القصد واضحًا من الكلمة ويتم تعريضه بشكل موجز وبسيط.
  • تأثر الشعراء بقول القرآن الكريم واقتباسهم لكلماته ونسخهما منه، حيث كان الشعراء هم من كانوا يحفظون القرآن الكريم لأنهم يتمتعون بالوعي والحفظ، مما أثر على لفظهم وكلماتهم، وكان ذلك واضحًا بشكل كبير في أبياتهم وقصائدهم.

شعر الجهاد والفتوح الإسلامية

عندما جاء الإسلام الحنيف، أثر بشكل كبير على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الشعر وكلمة الشعراء، الذين كانوا على دراية بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم. إذ يعتبر الشعر سمة للعرب وأحد العوامل الأكثر تأثيرا عليهم، فقد كان الشعراء سفراء للدين الإسلامي وسعوا لنقل الحضارة الإسلامية والفتوحات وقصص الأبطال والجيوش. وكان للشعر في ذلك العصر عدة طوابع على النحو التالي

الطوابع الإسلامية في شعر الفتوح

ظهر الطابع الديني الإسلامي في شعر الفتوح، حيث تأثر الشعراء بشكل كبير بالدين الإسلامي والشريعة، وظهر ذلك في كتاباتهم، حيث كانوا نبراسًا للدين والدعوة

صدور الشعر عن روح الإسلام

تغير شكل الشعر يؤدي إلى تغيير جذري كبير، حيث لم يعد هناك مكان لشعر الغزل والحب والإحساس المرهف بالمحبوب، واستحوذ الخجل والانتماء للدين وتعاليمه، وتم التغزل في كلمات القرآن الكريم والإشادة بالأحاديث والاهتمام بالقول الحسن والكلمة الطيبة.

  • ظهرت القصائد القصيرة والأبيات المختصرة التي تخدم المعنى وتصل الرسالة بشكل واضح وصريح، ولا سيما أن الوحدة التي انتهجها الشعراء جعلت القصائد تقتصر على معنى واحد، لذا لا يوجد مجال للاسترسال.
  • ومن بين الأبيات التي أعربت عن رحيل الإسلام ما قاله نافع بن الأسود التميمي، إذ يقول:
  • عندما جاء الإسلام، كانوا مجرمين ومذنبين بجميع الجرائم
  • كانت هجرة سناء ورفيعة، بسبب لباقتهم وحسن تصرفاتهم فيها
  • لقد جاءوا إليها في الكتائب ونصروها، وكانوا حماة الناس في الأوقات العصيبة
  • قم بتجهيز الشركاء المشركين ثم انطلقوا بسرعة، واعتدوا عليهم بالسيوف الحادة

كما ظهرت الديمقراطية الغسلامية في الشعر، فالدين الإسلامي الحنيف خير داع للديمقراطية، والحرية في العقيدة والفكر، فكتب الشعراء عن الأمر والشورى، وكيف كان يأخذ الحكام رأي الرعايا، وكيف كانت تدار الدولة بالديمقراطية والحرية، فلم يرغم المسلمون أحد على الدخول في الدين الحنيف أبداً.

ظهرت آثار تطبيق الحد الأدنى للأفكار المنحرفة والجريمة في الشعر الخاص بالجهاد والفتوح، حيث كان الشعر في الدولة الإسلامية يدعو صراحة إلى توضيح التشريع السليم والمقاصد الدينية.

أحاسيس ومشاعر دينية

ظهرت المشاعر والأحاسيس الدينية في نداء الانضمام إلى الإسلام، كما ظهرت في وصف الجنود والجيش، فكما ذكرنا سابقا، كانوا يسمون جنود الله، وكان هذا هو الوصف المقرب لقلوب المسلمين والمجاهدين، الذين توحدت كلمتهم باسم الله، وعزموا على الجهاد في سبيل الله، والمسلم الحقيقي هو من قلبه رق، وإذا كان قلبه متعلقا بالله، فإن دموعه قريبة عندما يتم ذكر الله تعالى، فكانت الكلمات لها بريق مثل بريق السيف، فالمجاهد في الحرب بسيفه، والشاعر بكلماته وأبياته، كلاهما يعرف دوره ويؤديه، ولذلك كانت الدولة الإسلامية ناجحة ومتألقة.

يصور الشعراء مراحل الفتوحات الإسلامية كما لو أن المستمتع يشاهدها، ويتحملون المسؤولية الكاملة لنقل الحضارة، ولديهم شعور بأنهم مسؤولون عن نشر الروح المعنوية الإيجابية.

معاني إسلامية خالصة

كما كانت خريطة الفتوحات الإسلامية حافلة ومشرفة، فإن القصائد التي تتحدث عن الفتوحات مليئة بالمعاني والكلمات الجهادية الخالصة، وتأثرت بالدين الإسلامي. فأقتبس الشعراء من القرآن والسنة، وكان المرجع الأساسي لهم الذكر الحكيم وسنة النبي العظيم.

الطوابع الشعبية

انتشرت سير الفتوحات بين الناس، وأصبح الحديث عن أفعال المجاهدين والمحاربين شائعًا، حيث تتنوع قصص البطولة بين الحقيقة والأسطورة، وكانت قصص الفرسان هي حديث الشعراء الليلي والنهاري، مما دفع الشباب المسلمين إلى الرغبة في الجهاد والحب للذهاب إلى البلدان التي فتحها الآباء والأجداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى