اسلامياتالتاريخ الاسلامي

خريطة الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية

خريطة الخلافة العباسية في بغداد

تم إزاحة السلالة الأموية من الحكم بواسطة عائلة أخرى من أصل مكي، وهم العباسيون، في عام 750 ميلادية. وتميز خلفاء دولة العباسيين عن الأمويين بشخصياتهم الأخلاقية وإدارتهم القوية، وتنحدر سلالة العباسيين من عم النبي الأصغر، عباس بن عبد المطلب، ومنه اشتقت السلالة اسمها، وكانت فترة حكم الدولة العباسية طويلة جدا.

نقل العباسيون عاصمة الإمبراطورية من دمشق في سوريا الحديثة إلى بغداد في العراق الحديث في 762 م، حيث اعتمدوا العباسيون بشكل كبير على دعم الفرس للإطاحة بالأمويين، وتحولت القوة الجغرافية إلى قاعدة دعم الموالي الفارسية. وقد استقبل خليفة أبو العباس المنصور المسلمين غير العرب في بلاطه، مما ساعد على دمج الثقافات العربية والفارسية، ولكن ذلك أدى إلى نفور العرب الذين دعموا العباسيين في معاركهم ضد الأمويين.

أسس العباسيون منصب الوزير الجديد لتفويض السلطة المركزية وتفويض سلطة أكبر للأمراء المحليين، وعندما امتلك الوزراء نفوذًا أكبر، تم نقل العديد من خلفاء العباسيين إلى دور أكثر احتفالية، حيث حلت البيروقراطية الفارسية ببطء محل الأرستقراطية العربية القديمة.

كان لمؤسس الدولة العباسية وللعباسيين، الذين حكموا من بغداد، سلسلة ثابتة من الخلفاء لأكثر من ثلاثة قرون، وعززوا الحكم الإسلامي وزرعوا التطورات الفكرية والثقافية العظيمة في الشرق الأوسط خلال العصر الذهبي للإسلام، ومع ذلك، بحلول عام 940 م، بدأت قوة الخلافة تتضاءل تحت حكم العباسيين مع اكتساب غير العرب نفوذا، وبدأت مرحلة تفكك الدولة العباسية خلال القرن التاسع الميلاد، وكانت نتيجة ضعف الدولة العباسية نشوء كيانات ودويلات مستقلة عن الخلافة في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية.

الدول المستقلة عن الخلافة العباسية

على الرغم من تنوع العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد، عاصمة الدولة العباسية، إلا أن أخطر العوامل التي أدت لسقوط خلافة العباسيين هو إهمالهم للجهاد واستقلال الفصائل عنهم لتشكيل الدويلات، وأبرز هذه الدويلات؛

الدولة الطاهرية

عين الخليفة العباسي المأمون قائده العسكري المظفر طاهر بن الحسين أميرا لبلاد خراسان سنة 205 هـ كمكافأة لجهوده العسكرية الجبارة، وتمت إضافة إنجازاته إلى إنجازات الدولة العباسية. استمرت الإمارة بذريته حتى سنة 259 هـ، عندما استقلوا بإماراتهم دون إعلان الانفصال عن الخليفة، وأزاحهم يعقوب الصفار، وقامت الدولة الصفارية على أنقاضهم.

الدولة اليعفرية بصنعاء

تأسست الدولة الحميرية على يد إبراهيم بن يعفر الحميري، وكان نائبه الوالي العباسي، وبعد ذلك استقلت الدولة برأس مالها الحقيقي تحت قيادة حفيده يعفر بن عبد الرحيم بن إبراهيم، وكانوا في البداية يدفعون جزية لآل زياد، ولكن بدأ استقلالهم الحقيقي في عام 247 هـ/861 م.

الدولة الزيادية بزبيد

أسس محمد بن عبد الله بن زياد، الذي ولد من أولاد زياد بن أبيه، هذا الموقع. وقد أرسله الخليفة المأمون إلى تلك المنطقة لكي يقضي على حركة علوية ويضع الأمور في نصابها. واستولى على المنطقة وأصبح حاكمها. وكان عهده عهد السلطة والنفوذ، وهو الذي بنى مدينة زبيد.

الدولة الزيدية الطالبية

نجح الحسن بن زيد (علوي من نسل الحسن بن علي) في تكوين هذه الدولة، حيث اقتطع من ملك بني العباس وآل طاهر طرفًا عظيمًا تحميه الجبال، بطبرستان والديلم (جنوب بحر قزوين)، ثم حكم أخوه محمد بن زيد، وتوالت الأسرة على الحكم، إلى أن استولى (مراداويج بن زيار) على السلطة، وكان من القادة العسكريين للزيديين ، وتعاقبت ذريته على الحكم حتى سنة 471هـ / 1078م.

الدولة الطولونية

الدولة الطولونية هي أول دولة إسلامية تستقل بمصر، فقد عين الخليفة العباسي أميرا تركيا على مصر واسمه (بايكباك) وهو بدوره أناب عنه أحمد بن طولون (الذي كان والده عبدا للخليفة التركية من تركستان وكان رئيس حرس الخليفة المأمون)، فاستقل أحمد بن طولون في مصر وشكل جيشا عظيما واستولى على بلاد الشام، ثم تقدم شمالا نحو الروم وحقق النصر في طرسوس، وتولى حماية الحدود من الروم، وبعده تولى ابنه خمارويه الحكم وخاض العديد من الحروب مع الخليفة العباسي المعتمد، ثم تم التصالح وتزوج الخليفة المعتضد (ابن المعتمد) ابنة خمارويه، وتعتبر هذه الزيجة من أبرز الزيجات التي سجلت في التاريخ ولا يمكن مقارنتها في عظمتها وتوازنها إلا بزواج الرشيد من زبيدة وزواج المأمون من بوران، وقد أفقرت هذه الزيجة خزينة خمارويه، وبعد خمارويه انتشرت الفوضى في البلاد حتى انهارت الدولة في عام (292 هـ / 905 م).

الدولة الصفارية

هذه الدولة الشيعية تأسست على يد يعقوب بن الليث الصفار، الذي كان يعمل في بداية حياته كصانع للأواني النحاسية، ثم انضم كجندي إلى فرقة عسكرية في سجستان، وبفضل شأنه وشجاعته، صار قائداً عظيماً واستولى على سجستان والمناطق المجاورة.

الدولة العبيدية الفاطمية

– الدولة الفاطمية كانت سببا في سقوط الدولة العباسية، وهي شيعة رافضة، وادعوا أنهم من نسل فاطمة الزهراء، ويختلف المؤرخون في نسبهم، وينسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وبالتالي يسمون بالإسماعيلية، ويقال إنهم يعودون إلى رجل فارسي يدعى عبد الله بن ميمون القداح الأهوازي، الذي يؤمن بوجود إلهين، إله النور وإله الظلمة، وكان عبيد الله بن محمد المهدي مؤسس هذه الدولة العبيدية الفاطمية، وتنسب الدولة إليه.

من الدول المستقلة عن الدولة العباسية

الدولة الحمدانية

هم شيعة رافضة ينتمون إلى حمدان بن حمدون من قبيلة تغلب العربية. لعب حمدان دورًا هامًا في الأحداث السياسية في الموصل، ثم اشتهر ابنه الحسين بن حمدان بحروبه ضد القرامطة، وعيّن الخليفة المقتدر أخاه عبد الله بن حمدان على الموصل وما حولها .

الدولة البويهية

البويهيون يعودون إلى بلاد الديلم (جنوب بحر قزوين)، وهم شيعة حاقدون على الإسلام، متعصبون، أتوا بأفعال منكرة، وكانوا في البداية من الرعايا العاديين، على أن الأمجاد العظيمة التي حصل عليها بنو بويه دفعت بعض المؤرخين إلى أن يتوهموا لهم نسبًا رفيعًا، فنسبوهم أحيانًا إلى ملوك آل ساسان.

الدولة الأخشيدية

أصل الأخشيديين هم أتراك من فرغانة في بلاد ما وراء النهر. مؤسسهم هو محمد الأخشيد بن طغج، وهو كان من موالي أحمد بن طولون. بعد انقضاء الدولة الطولونية، استمرت مصر تحت حكم الخلافة العباسية مباشرة لمدة 30 سنة. ثم تولى محمد الأخشيد حكمها بتعيين من الخليفة الراضي، وشهدت البلاد ازدهارا خلال فترة حكمه. نجح في ضم بلاد الشام إلى سلطته، ثم ضم الحجاز، وحاول سيف الدولة الحمداني الاستيلاء على الشام وفشل في ذلك. بعد وفاته، ترك وراءه ابنين صغيرين، وكانا تحت وصاية كافور الحبشي، الذي كان عبدا للأخشيد. حكم الدولة واستبد بالأمور بدونها، وحارب الحمدانيين. ازدهرت التجارة في عهده، وشجع الأدباء والشعراء، بمن فيهم أبو الطيب المتنبي. بعد وفاته، ضعفت الدولة، وأنهاها الفاطميون.

دولة عمران بن شاهين في البطيح بالعراق

عمران بن شاهين كان جابيًا لمعز الدولة البويهي، ثم هرب إلى البطيح بين واسط والبصرة، حيث تجمع حوله عدد كبير من أصحابه ونظموا معًا جيشًا. وأرسل معز الدولة ثلاث جيوش متتالية للقضاء عليه، لكن الجيوش جميعًا تعرضت للهزيمة أمامه، وبذلك تمكن عمران بن شاهين من تعزيز مكانته وسط بني بويه، وحكم لمدة 40 عامًا، وكان شوكة في حلق بني بويه.

الدولة الزيرية في الجزائر وتونس

كانت هذه المناطق بيد الفاطميين، ولما تمكنوا من مصر انتقلوا إليها سنة 363هـ / 973م، وأنابوا عنهم بلكين بن زيري الصنهاجي في حكم الشمال الأفريقي، فاستقل هذا بالمنطقة. وأقام دولته، وتولى ابنه حماد بن بلكين ولاية المغرب الأوسط (الجزائر) وأقام بها الدولة الحمادية، وتدين هذه الدولة بالمذهب الشيعي.

وعندما أعلنت هذه الدولة استقلالها وانفصالها عن الفاطميين، أطلق عليهم الخليفة الفاطمي المستنصر قبائل بني سليم وبني هلال البدوية (كانوا يعيشون بصعيد مصر) فجازوا النيل إلى أفريقية، واستباحوا البلاد وألحقوا بآل زيري هزائم منكرة، فضعفت دولتهم واستمرت في الانحدار إلى أن قضت تمامًا.

الدولة العقيلية في الموصل

تأسست الدولة العقيلية من قبل أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي، وخلفه أخوه حسام الدولة المقلد بن المسيب، وسيطروا على الموصل والأنبار والمدائن والكوفة ومناطق أخرى. ودعوا للخليفة العباسي وعدد من خلفاء الدولة العباسية السابقين على المنبر. استمروا في الحكم حتى قضت عليهم السلاجقة في عام 489 هـ / 1095 م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى