حياة الفيلسوف جان جاك روسو
حبى التاريخ بفلاسفة عظماء بعضهم من الغرب وبعضهم من العرب ، ولكن في النهاية كلهم يصبون في إناء واحد وهو تغيير المجتمعات بنظرة فلفسفية جديدة ، فنحن اليوم سنغوص في بحر معرفة الفيلسوف العظيم جان جاك روسو ، هذا الفيلسوف الذي قدم إلى البشرية أجمع نظرة جديدة إلى الحياة تعتمد اعتمادا كاملا على العقل البشري الذي في وقت من الأوقات قد أغفلته البشرية.
نشأة جان جاك روسو :
ولد روسو في جنيف بسويرا عام 1712 ، كانت لأسرته أصول بروتنستانية فرنسية ، قد عاش في جينيف فترة ليست بقليلة على الإطلاق وصلت إلى السبعين عام، ولكن حياته بدأت بمأساة وفاة والدته أثناء الولادة ، الأمر الذي جعله تحت حماية والده ، ولكن للأسف استمرت المأساة على ما هي وذلك بسبب شدة تعلق والده بالمشاجرة مما جعله يهرب ويتركه تحت ولاية عمه وذلك عام 1722.
لم يتمكن روسو من العيش في جنيف ولكنه استطاع أن يهرب منها في عام 1728 ، ليبدأ رحلة الضياع والفشل ، فكان غير منصبا على اهتمامات معينة مما جعل هناك أزمة حقيقية يعيش فيها خاصة لترددة بين إحتراف كلا من الموسيقى والكتابة ، ولكنن في نهاية المطاف إذ به يتعرف إلى سيدة أكر منه ليعيش معها وتكون سببا حقيقيا في تغيير حياته بشكل كامل فجاء ذلك من خلال إعترافاته بنفسه والذي أشاد بهذه السيدة والتي تدعى لويز دي وارنز والتي كانت سببا رئيسيا في انضمامه إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
في عام 1742، انتقل روسو إلى باريس ونجح في تغيير حياته تماما خلال هذه الفترة، حيث حقق الشهرة والتميز من خلال تفانيه في الموسيقى. قام بتحويل رموز الموسيقى وابتكار نظام جديد للرموز في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم يحظ مشروعه بالاهتمام الكافي من الجهات المعنية في باريس، مما دفع روسو للتقرب من الفلاسفة الكبار في تلك الحقبة. وبفضل دعم رأسماليين ماديا، أصبح أمينا للسفير الفرنسي في البندقية في عام 1743-174.
نقطة التحول في حياة جان جاك روسو:
روسو اشتهر وحظي بشهرة عالمية من خلال مسابقة أكاديمية ديجون، حيث كانت المسابقة عبارة عن منافسة لأفضل مقال حول موضوع “هل إحياء النشاط في العلوم والفنون يسهم في تطهير السلوك الأخلاقي؟..” وكان روسو رد فعل سريعا جدا حيث استغل هذه الفرصة لتقديم مقال للأكاديمية تحت عنوان “بحث علمي عن الفنون والعلوم”، حيث ألقى اللوم على العلوم والفنون للفساد الأخلاقي الذي وصلت إليه البشرية. ومنذ ذلك الحين، اتخذ روسو موقفا معارضا للنظام الاجتماعي، بسبب وجود طبقتين: الطبقة الثرية التي تتمتع بالثراء والترف، والطبقة الفقيرة التي تعاني من الفقر بشكل عام.
ولم يتوقف روسو عند هذه المقالة فقط ففور فوزه بهذه الجائزة قد قرر القيام بالمقالة الثانية والتي كانت لنفس الأكاديمية وحملت اسم ( خطاب حول مصدر وأسس اللاعدالة بين الناس ) والذي كان لها وقع كبير على البشر آنذاك إذ غيرت مفاهيم عدة وللأسف كان لها سبب مباشر في عداء الحاكم وطبقة الأغنياء لروسو.
أهم أعمال روسو :
نجح روسو في إيصال تجربته الشخصية بلغة العاطفة والمأساة الحقيقية التي عاشها من خلال عدة أعمال أدبية وفلسفية.
في عام 1776، نشر القاضي جان جاك روسو أول عمل له والذي كان يتحدث عن الدفاع عن النفس والرد على اتهامات النقاد، ولم يتم نشره حتى عام 1782.
تميز العمل الآخر الذي يحمل عنوان `أحلام اليقظة للمتجول الأخير` بالهدوء والجمال.
قدم روسو العديد من المسرحيات والأشعار والنثر، ولديه أعمال موسيقية كبيرة جدًا ومسرحيات غنائية كبرى.
– كان لروسو كتابا مهما جدا في التربية أصبح نموذجا حيا إلى يومنا هذا يحمل عنوان ( إميل أو عن التربية ) فكان لهذا الكتاب صدى كبير جدا في هذا الوقت لإيمان روسو بفكرة التربية بشكل طبيعي أي ترك الطفل ينشأ ويتعلم بمفرده دون إجباره على شيء معين بل هو من يختار ويقرر ويولد لديه المسئولية الكاملة على إختياراته ، فكان لطريقة روسو في التربية دورا حقيقيا في تغيير النظرة إلى التربية في الدول الأوروبية حيث أنها مازالت إلى الآن من أهم الطرق الحديث للتعليم ، فنجد في هذا الكتاب روسو يقول ( اتبعوا مع النشئ الطريقة العكسية، وهي أن يشعر النشئ بأنه هو صاحب الاختيار. فلا توجد استجابة وتكريس إلا بالشعور بأن المرء حرا فيما يتعلمه ).
أفكار ومبادئ روسو :
تمكن روسو من السيطرة على العديد من المجتمعات الأوروبية بمبادئه الحقيقية التي تدعو إلى المساواة والعدل والحرية، ولا يمكن لأي شخص مهاجمة هذه المبادئ، ومن بين أهم فكرياته التي لا تزال مثالًا حياً لروسو:
انتقد روسو الملكية والنظام كأساس للظلم وعدم المساواة، لذلك كان ينتقد المجتمع الطبقي في كتابه “بحث في منشأ وأسس عدم المساواة.
في كتابه (العقد الاجتماعي)، انتقد زيف المبادئ الأخلاقية التي سيطرت على المجتمع.
في كتابه (إميل)، غير مفاهيم التربية بشكل كامل وشدد على ضرورة استجابة المعلم لاهتمامات الطفل.
أشار روسو إلى فكرة الفطرة، حيث كانت فكرته تقول إن المجتمع هو من يفسد الأفراد، لأن من يعيش وفقًا لفطرته لن يستطيع أن يؤذي نفسه، ولكن المجتمع هو الذي يحول هذه الفطرة إلى عدوانية وأنانية.
– استطاع روسو أن يدخل إلى الأدب الرمانسية وهي الحركة التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة الزمنية ، فكان روسو خير مثال على الشخصية الرومانسية حقا فكانت عاطفته ومشاعره تخرج قبل كتابة أي كلمه في أبحاثه وكتاباته على العموم ما بين الأشعار والمسرحيات وما إلى ذلك من الأعمال الأدبية الأخرى.
وفاة روسو :
توفي روسو عن عمر يناهز ٦٢ عامًا، في فرنسا عام ١٧٧٨، بعد أن قدم نموذجًا رائعًا للإصلاح الاجتماعي للبشرية.
شاهد سيرة اشخاص اخترعو نهضة الانترنت :