حياة الفيزيائي ريتشارد فاينمان
تعد شخصية ريتشارد فاينمان من الشخصيات المتفوقة بنظرها لمساهماتها الفذة في مجال علم الفيزياء. قد ساهم ريتشارد في نظرية الكم وأيضا في فيزياء الموصلات الفائقة وفيزياء الجسيمات. وله مساهمات أخرى أدت إلى حصوله على جائزة نوبل في عام 1965 مشتركة مع جوليان شفينجر وتوموناغا. كان ريتشارد فاينمان، في سن الثالثة والعشرين، أقوى فيزيائي ولم يتفوق عليه أي فيزيائي آخر في العالم بفضل مهاراته الشاملة في جميع العلوم النظرية .
مولده ونشأته :
ولد ريتشارد فاينمان في عام 1918 م في فاروكاي في نيويورك، لعائلة يهودية. كان لديه تأخر في نطق الكلام حتى بلغ الثالثة من عمره، ولعب ريتشارد دورا مهما في تنمية عقله وتوسيع مداركه. كان والده مهتما بالعلوم الطبيعية وجعله يتعلق بهذه العلوم، وكانا يشاهدان الصور في الكتب معا، ما جعله يهتم بالأمر بدون إرغام ولكن برغبة منه على سبيل الإمتاع فقط .
أكمل ريتشارد دراسته الثانوية في عام 1935 وبدأ البحث عن مكان مناسب له في الجامعات في الولايات المتحدة. ومع ذلك، كان النظام القائم في تلك الفترة في الولايات المتحدة غير ملائم لريتشارد، حيث كان يخصص عددا محدودا من المقاعد للطلاب اليهود. وبالتالي، تم رفضه في عدة جامعات حتى تم قبوله في معهد ماساتشوسيتس للتقنية. بعد انتهاء دراسته في هذا المعهد، حصل ريتشارد على درجة البكالوريوس في الفيزياء، وتمكن من التعمق في دراسة الكهروديناميكا الكمية، مما دفعه لمتابعة دراسته العليا في جامعة برنستون .
أعد ريتشارد رسالة تحت إشراف جون أرتسيبالد ويلز بعنوان (مبدأ الحد الأدنى للفعل في ميكانيكا الكم)، حيث استخدم نموذجًا جديدًا يعتمد على تفاعل الحسيمات في مجال زماني-مكاني متطور، بدلاً من النموذج الموجي في معادلات ماكسويل الكهرومغناطيسية.
إسهاماته العلمية ومشروع مانهاتن :
عمل كأستاذ مساعد في الفيزياء النظرية في جامعة كورنيل، ثم انتقل بعدها إلى معهد كاليفورنيا للتقنية .
حقق فينمان العديد من الإنجازات العلمية الكبيرة، من أهمها جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965م، وذلك بسبب مساهمته في الكهروديناميكا الكمية.
ابتكر فينمان مخططا يحمل اسمه، وهو مخطط للتوضيح في تيسير عمليات الحساب في مجال الديناميكا الكمية وتمثيل اصطدام الجسيمات الأولية.
– ساهم فينمان بشكل كبير في حل المشكلات الرياضية الصعبة الموجودة في الكهروديناميكا الكمية، مثل عدم وجود كتلة وشحنة للإلكترونات، والتي تعتبر من بين أكثر المشكلات التي واجهتهم.
ابتكر فينمان طريقة إعادة التسوية، بالإضافة إلى إسهاماته الأخرى في فيزياء الميكانيكا الكمية، ولعب دوراً في حل مشكلة التوصيل الفائق.
يساهم في ظاهرة التأثير الضعيف تفسير كيف يتحلل النيترون إلى بروتين.
شارك في إعداد النظرية الحالية حول الكواركات وكان جزءًا من لجنة التحقيق حول تحطم مكوك الفضاء الأمريكي تشالنجر ، وتمكنوا من تفسير ذلك.
مشروع مانهاتن:
تشجع الفيزيائي روبرت ويلسون فاينمان على الانضمام إلى مشروع مانهاتن لتصنيع القنبلة الذرية، ووافق فاينمان على ذلك حرصًا منه على أن تكون الولايات المتحدة الأولى التي تنتج القنبلة الذرية قبل ألمانيا. حضر فاينمان تجربة ترينتي في ولاية نيو مكسيكو، وكان الشخص الوحيد الذي شاهد الانفجار من دون ارتداء نظارات واقية.
شعر فاينمان بالحزن عند إلقاء القنبلة على هيروشيما، ولكنه في الوقت نفسه شعر بالسعادة بسبب الإنجاز العلمي الذي تحقق، وزاد حزنه بعد إلقاء القنبلة الثانية على ناجازاكي، مما جعله متشائمًا للغاية.
مؤلفاته :
ألّف ريتشارد فاينمان العديد من المؤلفات العلمية التي ساهمت في تطوير علم الفيزياء بشكلٍ كامل، ومن أهم تلك المؤلفات: خصائص القانون الفيزيائي، محاضرات فاينمان في الفيزياء، النظرية الغربية للضوء والمادة، مقدمة اكتشاف الأشياء، وغيرها من المؤلفات الأخرى.
أهم التكريمات التي حصل عليها :
لا شك أن الشخصية الرائعة مثل ريتشارد فاينمان وما قام به من ابتكارات واكتشافات قد حصل على جوائز قيمة، مثل جائزة إليرت أينشتاين، وجائزة إرنست أورلاندو لورانس، وجائزة نوبل في الفيزياء، وقلادة أورستد، وقلادة العلوم الوطنية في أمريكا.
وفاته :
توفي فاينمان في عام 1988 م في لوس أنجلوس عن عمر يناهز 69 عامًا، حيث أصيب بنوعين نادرين من السرطان وكان لهذا المرض تأثير سيئ عليه، وفي آخر كلماته قال: (سأكره أن أموت مرتين، إن الأمر ممل للغاية).