اسلاميات

حكم تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل

ثواب تأدية الصلاة في وقتها

لقد نعم الله سبحانه وتعالى علينا بنعم لا حصر لها في الحياة الدنيا، ومن نعمه علينا أن أنعم علينا بنعمة الإسلام، حيث يقول: `يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون` (الصف: 8-9).

يعرف المسلم حق المعرفة بأركان الإسلام، ومن بينها إقامة الصلاة. فالصلاة تعتبر عماد الدين الإسلامي بالنسبة للمسلمين، ومن خلالها يتشكل الإيمان وينبثق التقوى. تعتبر تأديتها في أوقاتها من الشروط الأساسية لكي يحظى المسلم بالثواب العظيم من الله في الدنيا والآخرة

و لقد ورد في حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: (سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما هو العمل الذي يحبه الله؟ قال: الصلاة في وقتها. قال: ثم ماذا؟ قال: بر الوالدين. قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله). وبناء على ذلك، يعتب أداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وتعتب أيضا كونها من أهم أسباب دخول الجنة  .

ويتبين من الحديث السابق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعتبر أن أداء الصلاة في وقتها والسعي الدائم وراء انتظار كل صلاة، هو من أفضل الأعمال التي سيقرب بها المسلم من الله – تعالى- وعلى هذا الأساس، إذا ترك المسلم الصلاة لحد آخر الوقت الخاص بها، أو أجلها لكي يجمع بها صلتين معا من أجل توفير الوقت، فذلك يعد تهاونا وتقصيرا كبيرا في حق الصلاة.

حكم تأخير الصلاة بسبب العمل

بلا شك ندرك أن الإسلام هو دين سهل وليس صعبا ومعقدا، كما أنه دين التسامح والمحبة، والواجب على جميع المسلمين هو أداء الصلاة في وقتها المناسب وعدم تأخيرها لأن ذلك يعتبر إهمالا كبيرا لحقها عليك، ولكن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم .

قد يختلف وقت أداء الصلاة من شخص لآخر وفقًا لحالته الصحية، فإذا كان المريض غير قادر على الوقوف، فيمكنه أداء الصلاة وهو جالس، وإذا كان غير قادر على ذلك، يمكنه أن يصلي وهو مستلق على جنبه أو على الفراش، وذلك حسب حالته الصحية في وقت الصلاة .

في حال كان المسافر على متن قطار أو طائرة أو سيارة، فلا يوجد أي إشكال في تأجيل الصلاة حتى بعد موعدها أو جمع بين الصلوات .

لكن هناك بعض الأشخاص يتعمدون تأجيل الصلاة بسبب ظروف العمل، أو لعدم توفر الوقت الكافي للصلاة بسبب أنشطتهم اليومية المزدحمة. ويتم تأجيل الصلاة إلى وقت فراغهم، وهذا غير مقبول في الإسلام. فالصلاة هي أهم الأعمال الدينية في الدنيا، وتعد من الأعمال الصالحة التي سيحاسب عليها الإنسان في الآخرة. لذا، يجب على كل مسلم الحفاظ على الصلاة في جميع الأوقات .

يجب أن يعلم القارئ العزيز بأنه مهما تكدست عليك الهموم والأعمال، فليس هذا عذرًا شرعيًا عند الله سبحانه وتعالى. فهل يمكنك أن تضحي ببضع دقائق من وقتك لأداء الصلاة في وقتها المحدد؟ أم أن هذه الدقائق التي تترك فيها العمل تمنعك من إنجاز الكثير؟ .

عندما تأتيك نية تأجيل الصلاة، يجب عليك أن تسأل نفسك دائمًا عن أهمية تفضيلك للعمل على الصلاة، وهل يستحق العمل التضحية بالصلاة؟ وهل تعتبر مكانة مديرك أو صاحب عملك أهم من مكانة الله عندك؟ يجب أن تتذكر دائمًا أن الصلاة هي واجب ديني مهم، وأن العمل لا يستحق التضحية بها .

فلماذا تؤجل الصلاة؟ إذا كنت تعمل في عمل يمنعك من إقامة الصلاة، عليك ترك هذا العمل والبحث عن عمل آخر. إلا إذا كان لديك حصة في تلك الآية الكريمة {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} {الماعون: 4، 5}.

و تأدية الصلاة في وقتها تعتبر هي  السبب الاساسي  في مضاعفة و تعظيم الأجور؛ فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال:(أصبِحوا بالصُّبحِ فإنَّهُ أعظمُ لأجورِكم) ، و ذلك إذا دل على شيء فإنه يدل على إلتزام الرسول صلى الله عليه و سلم بالصلاة ، حيث أنه كان يبكر دائما في صلاة الفجر و أيضا باقي الصلوات ، بإلاضافة إلى أنه لا يتركها لآخر وقتها .

حكم ترك صلاة الجماعة بسبب العمل

إذا لم يكن هناك عذر شرعي يمنعك من أداء صلاة الجماعة، فهذا غير مقبول، لأن صلاة الجماعة لها أجر عظيم، وعليه فإذا تاحت لك الفرصة للصلاة مع زملائك في مكان عملك، فعليك أن تسعى لذلك بكل قلبك، وإذا لم تتاح لك الفرصة، فيجب عليك البحث عن مسجد قريب من مكان عملك .

حكم تأخير الصلاة لآخر وقتها

وفقا للسنة، يمكن للمصلي التأخر قليلا بعد سماع الآذان وعدم الانطلاق في الصلاة على الفور، لأنه قد يحدث تأخير في الآذان أو يكون الوقت قد تقدم بالفعل، ولذلك ينبغي أن يكون الانتظار بعد الآذان بضع دقائق أو ربع ساعة على الأقل، باستثناء صلاة المغرب لأن وقتها أقصر من غيرها

المقصود من ذلك هو عدم تأجيل الصلاة إلى آخر وقتها، والأفضل أن تُصلي في أول وقتها، إلا إذا كانت درجة الحرارة شديدة في وقت الظهر، فيفضل تأجيلها قليلاً حتى تنخفض درجة الحرارة قليلاً، وهذا ينطبق أيضًا على وقت العشاء، حيث يُفضل تأجيلها إلى الثلث الأول من الليل

ومع ذلك ، إذا جاء وقت صلاة الجماعة ، يجب التعجيل في الصلاة سواء كانت الظهر أو العشاء. كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجل الصلاة عندما يراهم يسارعون بها ، وكان يتأخر في الصلاة قليلاً عندما يراهم يتأخرون فيها ، وكان يفعل الأمر نفسه في صلاة الظهر في الأيام الحارة .

ويختلف الأمر بشكل كامل إذا تعرض أحدهم لمرض أو ألم يمنعه من الركوع والسجود أو النوم الذي ليس بإختياره، فمن المؤكد أن الله سوف يعفو عنه، وفي هذه الحالة يمكنه تجميع الصلاتين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء إن أمكن .

أما النائم فإذا غلبه النوم دون تعمد منه بذلك، فعند استيقاظه يجب عليه أن يصلي، ولكن إذا كان متعمدا في ترك الفرض، فلا يجوز له الجمع بين الصلوات، ولا تأخيرها عن وقتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى