حكم الايمان بالابراج ابن باز
التعلق بالنجوم والأبراج
يبحث الكثيرون عن حكم التعلق بالنجوم والأبراج، وذلك لتجنب الأفعال المنكرة التي نهى الله تعالى عنها ورسوله، ولضمان بئس المصير. يجب على المسلم الحقيقي أن يستعين بالله تعالى في كل حاجته، وأن يكون متيقنا من أنه لا يضره شيء إلا بإذن الله، وأنه لا ينفعه شيء إلا بما كتبه الله له، حتى لو اجتمعت الأمة على ذلك.
ومن ينحرف عن هذا الطريق يقع في ما لا يحمد عقباه، فالمسلم الذي يلتزم بتأويل الكاهن أو الساحر أو الدجال، أو يقتنع بأنه يمكن أن يؤذيه أو ينفعه، فإنه ينحرف عن طريق الإسلام، ويمكن حتى أن يوصف بالشرك لأنه استعان بغير الله خالقه في ذلك الذي لا يستعان فيه إلا بالله.
يعتبر العرافون والكهنة كاذبين حتى وإن كانت كلماتهم صحيحة، والسحرة كاذبون حتى وإن صدّقوا، وفي الواقع نهى الرسول الكريم عن تصديقهم واتباع طريقهم، وأكد أن من يصدّقهم لا تُقبل له صلاة لمدة 40 يومًا.
حكم الايمان بالابراج ابن باز
يعد الإمام ابن باز واحدا من أشهر الفقهاء في العالم الإسلامي والعربي، وانتشرت شهرته وانتشار صيته في شرق وغرب العالم الإسلامي، حيث أصدر فتوى تنص على أن الأبراج وغيرها من الأشياء التي يقوم بها المنجمون والكهنة والسحرة تعتبر عادات قديمة من عادات ما قبل الإسلام ونهى الإسلام عنها، وأن من يلجأ إلى الكهنة والعرافين والسحرة ليس مسلما حقيقيا، لأنه بذلك يشرك إلها آخر مع الله، وحاشا لله أن يكون له شريك.
إذا اعتمد المسلم على الله كمستعان، فلن يلجأ إلى الأكاذيب التي ينشرها الكهنة والدجالون الذين يتعاونون مع الجن والشياطين لتنفيذ أفعال غير طبيعية؛ ويصدقهم الأشخاص ذوو النفوس الضعيفة.
حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص
توجد رأي حول الاعتماد على الأبراج في تحديد سمات الأشخاص، وأن هذه الأبراج تتميز بخصائص محددة تختلف جزئيا أو كليا عن خصائص الأبراج الأخرى، وذلك وفقا للشهور ويوم الميلاد؛ وقد أفتى العلماء بأن هذا الرأي ليس له أساس علمي، ولم يتم بناء هذا الرأي على حجة أو برهان يثبت صحته، بل هو فرع من علم النجوم ويدخل في مجال العرافة، وقد حظرته الشريعة الإسلامية.
كما أن هذا النوع، يدخل ضمن علم الغيب الذي استأثر الله- عز وجل- بعلمه، وبلا شك تصديق الأبراج في معرفة صفات الأشخاص مُحرّم، فهو بالفعل من الشرك، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وتصديق الأبراج يعني مشاركة الله فيما انفرد واستأثر به لنفسه، وهذا بلا شك كفر بيّن.
حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق بها
قراءة الأبراج دون التصديق بها، لا يجوز شرعًا، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن بعض أمهات المؤمنين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على عظمة حرمة هذا العمل، والله تعالى وأعلم.
حكم قراءة الأبراج للتسلية
: يقوم الكثيرون بقراءة الأبراج للتسلية فقط ولا يريدون أكثر من ذلك، ولكن الإسلام يحرم قراءة الأبراج أو الاستماع إليها، حتى لو كان القارئ أو المستمع يعلم أنها مجرد خداع وكذب، وحتى لو كان الغرض من القراءة هو التسلية أو الفضول فقط، وقد حثنا رسولنا الكريم على تجنب ذلك في الفقرة السابقة.
فإن الحديث عام في جميع مسائل العراف، وقراءة برج الحظ مثل سؤال العراف في الحكم الشرعي، والحكمة في هذا أن القارئ يمكن أن يؤثر فيه ما يقرأه، فيصبح سببًا للشك في الدين وأن يتسلل ذلك إلى قلبه، ثم إن في قراءتها أو الاستماع إليه منازعة لله عز وجل في علمه، فيقول الله تعالى: “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه”.
وتعتمد الكهانة على التكهن، وهي السعي لاكتشاف الحقيقة في الأشياء التي ليس لها أساس، وفي العصور الجاهلية كانت تعتبر مهنة للناس الذين كانوا يتلقون توجيهات من الشياطين الساقطة من السماء. كانوا يستمعون إلى الشياطين ويأخذون منها المعلومات، ثم يقومون بإضافة أفكارهم الخاصة إلى تلك المعلومات، وبعد ذلك يروونها للناس. إذا حدثت أمور تطابقت مع قولهم، يخدعون الناس ويستخدمونهم كمرجعية للقضاء بينهم وفي توقعات المستقبل. ولهذا نقول: `الكاهن هو الشخص الذي يخبر الناس بالغيب في المستقبل`، وهذه الأعمال محرمة شرعا.
حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكمها
من عظمة الدين الإسلامي أنه لا يحاسب الإنسان إلا على ما يقدر عليه، لأن الإسلام لا يحاسب الإنسان إذا ارتكب معصية وهو جاهل ولا يعلم أن ما فعله محرم، فقد روى عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه”، وهذا يشمل قراءة الأبراج بغير علم، فمن قرأها جاهلًا وبدون معرفة لن يأثم حتى يعلم، والله تعالى أعلى وأعلم.
هل من قرأ الأبراج لا تقبل صلاته أربعين يوماً
: “الشريعة الإسلامية تحذر من جميع الأعمال التي تتعلق بالكهانة، مثل قراءة الأبراج والتنبؤ بالحظ اليومي في الصحف. يؤدي هذا النوع من الأشياء إلى إفساد العقيدة، ولذلك نهى الرسول الكريم عنها، حيث قال: “من استشار العراف وصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد”. ولا يجوز ترك الصلاة في هذه الفترة، لأن ذلك يعد عقوبة، ويجب على الشخص أن يؤدي الصلاة في وقتها.
ويجب على المسلم الابتعاد عن ما نهى الله تعالى عنه، فإنه وحده المطلع على الأمور الغيبية، فيقول الله جل وعلا في كتابه الكريم:”عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا”، ويقول الله عز وجل: “قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ”.
الذهاب إلى الدجالين أو الاعتماد على أبراج “حظك اليوم” يعتبر من الأمور التي تنتهك عقيدة المسلمين، وتتطلب التوبة والاستغفار والندم الصادق والتخلي عن هذه الأفعال. يجب على المسلم الذي يطيع ربه أن يترك هذه الأفعال وأن يبتغي رضا الله تعالى باتباع أوامره وتجنب نواهيه، والابتعاد عن الشرك والأعمال المحرمة.
أسباب تحريم قراءة الأبراج
الأبراج مبنية على أوهام كاذبة غير حقيقية ولا علاقة لها بين ما يحدث على الأرض وما يحدث في السماء، وهي نوع من السحر لأنها تعمل على كشف أشياء خفية وغير حقيقية، وهذا بالفعل محرم في الدين الإسلامي، وهو أيضًا نوع من ادعاء معرفة الغيب، ولا يعلم الغيب إلا تعالى وحده، لا شريك له.