حقيقة قضية حميدان التركي
حميدان علي التركي، الطالب السعودي المبتعث في الولايات المتحدة، الذي كان له قضية مشهورة في عام 2004، والتي تركت حزنا عميقا في المجتمع المسلم هناك وأيضا في العالم العربي بسبب تداعيات السلوك الغربي تجاه المسلمين والعرب في أمريكا بعد الحادي عشر من سبتمبر. تم اعتقال حميدان التركي وزوجته من قبل السلطات الأمريكية في مدينة دنفر بولاية كولورادو دون الاهتمام بمصير أطفالهم الخمسة بدون رعاية .
وكانت البداية في نوفمبر 2004 عندما القت السلطات في مدينة دنفر بالقبض على حميدان التركي وايداعه السجن حتى خروجه بكفالة مالية كبيرة قدرت ب25 ألف دولار ، وأتى ذلك بعد تهديد مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي له عدة مرات قبل ذلك بالسجن بأي طريقة كانت ، وذلك لحصر نشاط المبتعث السعودي من • الجامعة الإسلامية الأميرية محمد بن سعود ، واعاقته عن مواصلة الدراسات العليا هناك ، وذلك بسبب نشاطه في المدرسة السعودية هناك والتي كان رئيسا لها لأربع سنوات ، بالإضافة لرئاسته لمجلس المسجد في بولدر في ولاية كولورادو ، ومدرسة الهلال الإسلامية ، بالإضافة لجهوده المتعددة في الولايات المتحدة لخدمة الجاليات المسلمة .
بعد ذلك، تم استدعاء مربية منزل حميدان التركي الإندونيسية الجنسية لاستجوابها حول كيفية معاملة أسرة التركي لها، وما إذا كانت تتعرض للقسوة أو التحرش الجنسي من قبل حميدان. نفت المربية هذه الادعاءات وأشادت بالمعاملة الطيبة التي تلقتها من الأسرة. استغلت السلطات هذا الموقف وأوقفتها كوسيلة ضغط على حميدان التركي .
بعد مرور ستة أشهر، تم إعادة استجواب الخادمة التي غيرت أقوالها واتهمت حميدان بالتحرش الجنسي والاعتداء عليها، واتهمت الأسرة ككل بسوء معاملتها. يمكن تفسير تغير موقف الخادمة وأقوالها بسبب تعرضها للضغط واستخدامها كوسيلة لدفع القضية في سياق أخلاقي يهدف إلى إساءة سمعة حميدان التركية ومكانة أسرته في المجتمع المسلم هناك. تم القبض على حميدان أولا، ثم زوجته في عام 2005 بطريقة مهينة لها كامرأة مسلمة ترتدي الحجاب، وذلك عن طريق اقتحام عدد كبير من القوات العسكرية المسلحة منزل الأسرة .
قدم الزوجان للمحاكمة والتي وصفت بالفظة والتي تهدف لتعجيز الأسرة ، حيث طلبت القاضية كفالة مالية بلغت 150 ألف دولار لإخراج الزوجة ، و400 ألف دولار لإخراج حميدان ، كما قامت السلطات الأمريكية بتجميد أرصدة الأسرة المصرفية ، مما جعل لعيش الأطفال على التبرعات الإنسانية والتي كانت شبه مراقبة .
في عام 2006 ، صدر حكم بالسجن لمدة 28 عاما على حميدان التركي ، الذي سيسجن في سجن لايمن في ولاية كولورادو. قدم حميدان العديد من الطعون القانونية ، لكنها جميعها رفضت ، مما جعله يلجأ إلى المحكمة العليا. لكن المحكمة العليا رفضت طلب الاستئناف الذي قدمه في عام 2010. في العام التالي ، قررت المحكمة تخفيف الحكم من 28 عاما إلى 8 أعوام بسبب حسن سلوكه وتأثيره الإيجابي. بعد ذلك ، اكتشف محامو دفاع حميدان خطأ قانونيا وقدموا طلبا لإعادة المحاكمة حسب قانون الولاية. في فبراير 2011 ، تم إعادة محاكمته مرة أخرى بعد تنازل الخادمة مقابل تعويض مالي ، وتم تخفيف الحكم من 8 أعوام إلى 4 ونصف العام بالفعل .
في منتصف العام 2013 ، رفضت لجنة برول بسجن لايمون الإفراج المشروط عن حميدان التركي، الذي يعني إما إطلاق سراحه أو الإفراج عنه بشرط إكمال محاكمته في السعودية. وتم تحديد جلسة في الأربعاء السادس من مايو 2015 لتحديد الحكم، ويتطلع قلب أولاده وزوجته مع شعب السعودية وكثير من الشعوب العربية التي عانت وما زالت تعاني من التمييز والعنصرية في معاملة المسلمين والعرب في الخارج .