حقيقة ازمة حقل الدرة بين الكويت وايران
حقل الدرة يعد من أهم الحقول النفطية المشتركة بين المياه الإقليمية الكويتية والسعودية، لأنه يحتوي على كميات ضخمة من المخزون النفطي والغازي. فالمخزون النفطي في الحقل يبلغ حوالي 310 مليون برميل، بينما يحتوي على 11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. والجدير بالذكر أن حصة إيران من هذا المخزون لا تتعدى الخمسة في المئة لأن معظم الحق يقع بين الكويت والسعودية وجزء صغير جدا منه يقع في إيران، وذلك يعطي الحق لكل من الكويت والسعودية فقط في عمليات التنقيب والتطوير في حقل الدرة .
الازمة :
لم تكن الأزمة الكويتية الإيرانية حول حقل الدرة بجديدة بل وقعت سابقا في عام 2000 عندما قامت إيران بالبدء بأعمال التنقيب في الحقل وأبدت الكويت اعتراضها على هذه الخطوة التي لا تستحقها إيران فبدأ عقد اجتماعات ومفاوضات عديدة لانتهاء الازمة بترسيم الجرف القاري بين الدول الثلاث المشتركة بالحقل وهي الكويت والسعودية وإيران ، وانتهت المفاوضات دون إحراز أي تقدم في هذا الشأن .
والجديد في الأزمة الحالية هو أن إيران أصدرت مسودة لمشاريع تطويرية لشركات أجنبية لتطوير حقل الدرة، وقد أدى ذلك إلى رفض قاطع من الكويت لهذه الخطوة. وقد استجابت إيران لهذا الرفض بتجاهل تام لرفض الكويت لأي مشاريع تطويرية في الحقل قبل ترسيم الحدود البحرية. تنتشر الأنباء التي تفيد بأن إيران قد استولت عسكريا على الحقل، لكن الكويت سارعت لنفي هذه الأنباء فور انتشارها
إجراءات الكويت :
بعد تجاهل إيران المستفز، قررت الحكومة الكويتية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني “حسن زرنكار” كخطوة أولى من الاحتجاج الرسمي، وتم طرح الوضع الراهن للنقاش في مجلس الوزراء الكويتي، والذي تم الاتفاق فيه على إجراء تنسيقات كويتية سعودية لمواجهة إيران ومنعها من فرض الأمر الواقع في إعطائها الحق للتدخل في عمليات التنقيب في حقل الدرة. وذكرت مصادر أنه من المحتمل أن تصل الأمور إلى رفع شكوى للأمم المتحدة لحفظ حقوق الكويت والسعودية .
مجلس الأمة :
قال رئيس مجلس الأمة الكويتية ” مرزوق علي الغانم بتصريح صحفي ” على الحكومة وضع النقاط على الحروف بشأن اللغط الدائر حول الخلاف مع الجانب الإيراني بشأن حقل الدرة ، وتوضيح ملابسات الموضوع بكامل شفافية ووضوح ” حيث أكد بأنه من غير المقبول أن يتم طرح ملف في غاية الحساسية مثل ملف حقل الدرة الفاكس في وسائل الإعلام ويترك عرضة للتأويلات والتفسيرات الغير مؤكدة ، مؤكدا على ضرورة تفسير الحقيقة وتوضيحها كاملة بتصريح رسمي من الجهات المسئولة مبنية على حقائق واضحة .
تحليلات :
يرجح عددا من المحللين السياسيين إلى أن الأزمة الكويتية السعودية لا ترتبط بأي مصلحة اقتصادية واستثمارية بل هي مرتبطة بالتوترات السياسية في كلا المنطقتين ، خاصة أن إقدام إيران على مثل هذه الخطوة يعد وسيلة ضغط على الكويت بعد الكشف عن الخلية الإرهابية ” خلية حزب الله ” في الكويت والتي تبين أنها تمتلك كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وهذه الخلية مرتبطة ارتباطا وثيقا بإيران وحزب الله اللبناني .
يعتقد البعضأن هذه الخطوة تهدف إلى فصل المفاوضات الكويتية مع إيران عن السعودية بشأن ترسيم الجرف القاري، في حين يرون آخرون أنها لا تمت إلى ذلك بصلة .
مواقع التواصل :
أثارت الأزمة الكويتية الإيرانية بشأن حقل الدرة موجة غضب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قاموا بإطلاق هاشتاجات تحت عنوان `#حقل_الدرة` و `#حقل_الدرة_الكويتي`. وقد تفاعل عدد كبير من النشطاء مع هذه الوسوم للتعبير عن استيائهم من تجرؤ إيران على مثل هذا العمل .