حديث عن العفو عند المقدرة
يمكن أن تترجم الفقرات العربية على النحو التالي: العفو هو جزء من الكرم والأخلاق. ولا يمكن لأي شخص أن يقوم بذلك، ونظرا لأنه يعتبر جهادا للنفس في العفو والصفح عن الناس عند القدرة، فإنها من الأمور التي يثاب عليها المسلم والتي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه مقدمة عن التسامح، مع ذكر مواقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في التسامح.
العفو عند المقدرة
كان رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، يتعرض للإيذاء من قبل قومه بسبب نشر الدعوة، ولم يقم بالانتقام منهم، بل كان يعود لنصحهم من جديد. وبسبب العفو العظيم، تمت ذكره في كتاب الله تبارك وتعالى في سورة الحجر بقوله: `فاصفح الصفح الجميل، إن ربك هو الخالق العليم`، وهذا صدق الله العظيم. وأيضا ذكر في سورة الزخرف بقوله تبارك وتعالى: `فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون`، وهذا صدق الله العظيم .
وهذا يدل على ما كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يسامح عند تعرضه للإيذاء، وعندما خانه أهل المدينة، فقد أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه في سورة المائدة قوله تبارك وتعالى: `ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين`. صدق الله العظيم، وهذا هو السبب الذي جعل الرسول يعفو عنهم ويسامحهم .
احاديث عن العفو
تمت مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالتسامح، مما يشير إلى أهمية التسامح بين المسلمين. ومن بين هذه المواضيع ما نقله أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: `لا تحاسدوا، ولا تتناجشوا، ولا تبغضوا بعضكم بعضا، ولا تتدابروا، ولا يبيع بعضكم بيعا لبعض، وكونوا عباد الله إخوة، المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى هنا` وأشار ثلاث مرات إلى صدره، ومن الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه.` رواه مسلم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأفاد أيضًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن للمسلم حقوقًا خمسة على المسلمين: إعادة السلام، وزيارة المريض، ومتابعة الجنائز، والرد على الدعوة، وتحية العاطس. وهذا الحديث متفق عليه، وصدق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية أخرى (( حقّ الْمُسْلمِ سِتٌّ: فإذا قابلته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا نصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعد له، وإذا مات فاتبعه .
احاديث عن العفو مع الكفار
لقد أمرنا الله تبارك وتعالى في التعامل مع الكفار الذين كانوا يعيشون مع المسلمين بشكل جيد فلم يكونوا يقتلوهم ولم يكونوا يعتدوا عليهم ، بل أن المسلم كان دائمًا ما يحسن التعامل مع جاره الكافر ، ولقد جاء عن أنس رضي الله عنه (( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم.. فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار )) رواه البخاري .
السماحة في البيع وفي الشراء
إن البيع والشراء من الأمور التي تحدث بشكل يومي والتي تحتاج إلى التعامل بمودة وتسامح ، ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه على السماحة في الشراء والبيع ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (( رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى )) صدق رسول الله ، إن السماحة في البيع والشراء من أخلاق المسلم ؛ لهذا لابد من إتباعها ، ويجب تجنب المشاحنة بين المسلمين وأخذ العفو من المسلمين .
العفو من الأخلاق
التسامح هو من أخلاق المسلم، فإنه إذا عفا المسلم وهو لديه القدرة على الانتقام، فإن ذلك أفضل بكثير من الانتقام. وقد ذكر في قوله تعالى في سورة الشورى: `وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين`، صدق الله العظيم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب من أجل الحق. قالت عائشة رضي الله عنها: `ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده، سواء كان ذلك شخصا أو امرأة أو خادما، إلا إذا كان في سبيل الله. ولم ينتقم من أحد إلا إذا انتهك شيئا من حرمات الله، فينتقم لله عز وجل` .
إن التسامح من ضمن الأخلاق النبوية السامية ، ولقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه دائمًا ما كان يدعونا إلى مكارم الأخلاق ، ومن أهم الصفات التي كان يدعو إليها هي التسامح والعفو ، وأن يترك المسلم الغضب ويصبر على الابتلاء ، ولقد جاء عن عقبة رضي الله عنه قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (( يا عُقبة! صِلْ مَن قطعك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَك )) بناء على ذلك فإن التسامح يعتبر من أهم وأفضل الأمور التي يمكن أن يقوم بها المسلم بدلًا من الإنتقام ، والدليل على ذلك أنه تم ذكره في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي .
شعر عن التسامح
هناك العديد من الأبيات الشعرية التي تتحدث عن التسامح، بما في ذلك ما ذكره الإمام الشافعي حيث قال:
عندما أعفو ولا أحقد على أحد، أريح نفسي من هم العداوات
سأسامح عدوي عندما أراه، لأبعد الشر عني بالتحية
عرض البشر للإنسان أسوأ صفاتهم، حتى تملأ قلبي بالكره والبغضاء
الناس داء ودواء الناس قربهم * وفي اعتزالهم قطع المودات
كذلك ما ذكره الأستجي عندما قال
إذا لم أعفو عن الذنب لأخي وقلت له كفى، فأين الفرق بيني وبين الآخرين؟
لكني أغضب جفوني على الشوائب، وأتجاهل ما يزعجني
عندما أتعثر في كل مرة، يبقى لي وحدي بدون رفاق
لكنني أتحمله، إذا كان صحيحًا فهو يسعدني، وإذا كان مرهقًا فأنا أتجاهله
كذلك ما قالته أبو العتاهية
إذا لم يتسامح الصديقين وكل واحد منهما لم يغفر للآخر خطأه، فسيتم رفضهما
ولن يدوم الحقد بين الأعداء إذا لم يسمحوا له بالتباعد
خليلي، إذا تواهبتما باب الفضل، كما أن باب النص يتعارضان