لقد أحيرت رؤوس علماء الجيولوجيا بشكل كبير من قمم الجبال العالية الموجودة في أراضي سلطنة عمان، بالإضافة إلى وفرة الكثبان الرملية التي تمتد على مساحات شاسعة في السلطنة. كانت هناك عادة تساؤلات حول أصل تشكل تلك المنطقة في العالم، حتى قرر المهتمون والمتخصصون في علم الجيولوجيا استكشاف ودراسة تلك التكوينات التي تشكلت قبل ملايين السنين .
كيفية تكون جبال سلطنة عمان :عملت الجمعية الجيولوجية العمانية مع فريق فني متخصص من وزارة الإعلام العمانية على دراسة تكون الجبال في السلطنة. أشارت الدراسة إلى أن سلسلة جبال حجر، التي تقع في الجهة الشمالية من السلطنة، ارتفاعها يعود إلى ما يقرب من أربعة أو ستة ملايين عام، وهي لا تزال تتطور بمعدل يقارب الميليمترات السنوية .
أشار الباحثون إلى أن الجبل الأخضر يقع في القسم السفلي من تلك السلسلة، حيث وجدوا صخورا جليدية تشير عملية تكونها إلى ما يقرب من سبعمائة مليون عام. أكدوا أن هذا النوع من الصخور هو من أقدم الأنواع الموجودة في الجهة الشرقية من السلطنة. تم تحديد هذا النوع من الصخور باستخدام عناصر مشعة في الصخور، على غرار التعامل مع الصخور البركانية. أما الصخور الرسوبية، فتم تحليلها بواسطة تحديد عمر الأحافير التي وجدت فيها .
جيولوجيا الأرض العمانية :- يقع موقع السلطنة في الجهة الجنوبية الشرقية من الصفيحة القارية العربية، وهي إحدى الصفائح الأربعة عشر التي تشكلت منها الكرة الأرضية، وتنفصل الصحيفة العمانية عن باقي الصفائح بحدود وتحتوي على أخادير في باطن الأرض .
و قد أدت الحرارة التي في الأصل تختزنها الأرض في باطنها إلى توليد نوعاً من أنواع التيارات الحرارية الهائلة في ضخامتها يحث تتحرك الصفائح سنوياً بمعدلاً يبلغ أربعة مليمترات ، و هذه التيارات هي من تعمل على إحداث تباعد للصفائح عن بعضها البعض في أماكن الحدود إلا أنها بالتالي تؤثر في تداخلها في أماكن أخرى.
هذه الحركات هي المسؤولة الرئيسية عن تشكل الجبال وحدوث البراكين والزلازل، وهي أيضا المسؤولة عن انفصال القارات، وبالتالي يمكننا أن نرى كيف تحركت السلطنة عبر العصور لتشكيل اليابسة الحالية، وبعدها تشكلت الصفيحة العربية عندما اتحدت القارات المختلفة .
و كان هذا منذ ما قدره تسعمائة مليون عام أي عندما كان النشاط البركاني على الأرض في ذروته ، و يظهر هذا في الجهة الشمالية الشرقية من السلطنة حيث جبل قهوان ، و الذي يعد من الصخور البركانية الشديدة القدم الزمني على الإطلاق في السلطنة ، و التي قد تبين أن عمرها يرجع إلى ما قدره ثمنمائة ، و خمسين عاماً ، و ذلك على حسب التحاليل الخاصة بالعناصر المشعة .
بينما يظهر أيضا الصخور البركانية بوضوح، وتوسع في ولاية مرباط حيث تم العثور على حواجز بركانية تخترق الصخور الأقدم في المنطقة الجرانيتية بشكل عمودي، بالإضافة إلى وجودها أيضا في ولاية محوت. تعرضت القشرة الأرضية لعوامل جوية مثل الرياح وتقلبات درجات الحرارة، وخاصة التعرية نتيجة لتساقط الأمطار، بالإضافة إلى حركة التكوينات الجليدية، مما أدى إلى ترسيب رماد الصخور وتكوين طبقات صخرية ترسيبية .
ومن الجدير بالذكر أنه قد حدث ارتفاع تدريجي في المساحة اليابسة في السلطنة بمقدار خمسمائة وعشرين مليون عام، وذلك بسبب اصطدامها بشبه القارة الهندية، مما أدى إلى ترسب مجموعة من الصخور في منطقة عمان، والتي عرفت باسم صخور هيما. ووفقا لوصف الجيولوجيين، تعتبر هذه المجموعة ترسبات بحرية ويابسة متتالية في المنطقة، وقد تكونت نتيجة لذلك كل من احتياطيات النفط والغاز في منطقة الحقف ومنطقة مقراط في السلطنة .