نعرف جميعا أن تركيا تحتوي على عدد من القرى الخلابة التي لفتت انتباه وزارة السياحة التركية مؤخرا، وبدأت في الاهتمام بإنشاء المرافق والمعالم السياحية المخصصة للاستمتاع بجمال هذه القرى المذهلة حول المدن الرئيسية في تركيا. ومن بين هذه المدن الهامة بالطبع، تأتي مدينة اسطنبول الحضارية. وتعتبر قرية بولونية، التي يحرص الزوار والسياح المهتمون بالجمال الريفي والهدوء والابتعاد عن صخب الحياة، واحدة من أشهر القرى التركية. تقع هذه القرية على أطراف مدينة اسطنبول، وتسمى بـ البولونيز كوي (بولونيز كوي). إنها واحدة من أروع الأماكن الريفية في اسطنبول وتركيا بأكملها. تم سكان هذه القرية منذ أكثر من 150 عاما، وقد تم إنشاؤها بواسطة المهاجرين البولونيين الذين هربوا من مطاردة القوات الروسية بعد احتلال بلادهم. يقصدها السياح والزوار من جميع أنحاء أوروبا للاستمتاع بالأجواء الجميلة داخل القرية. وقد تجاوزت القرية حديثا إلى مجال السياحة الحلال، حيث يتم ذبح الحيوانات وفقا للشريعة الإسلامية، نظرا لأن القرية تأسست وأنشئت بواسطة غير المسلمين البولونيين.
حافظت القرية على جمالها وتراثها التاريخي والثقافي والتراث على مدى سنوات طويلة، وتعيش في القرية عدد من الجنسيات مثل الأتراك والعرب والأكراد وبعض سكان البلقان والقوقاز. إنها قرية بولونية صغيرة تقع في الجانب الآسيوي من مدينة اسطنبول، على بعد حوالي 30 كيلومترا أو 19 ميلا من وسط مدينة اسطنبول، على حدود منطقة بيكوز. تم تأسيسها عام 1842 من قبل البولنديين كما ذكر سابقا.
اسم القرية البولونيز polonezköy يعود إلى رقصة البولونيز، وتعرف القرية أيضا باسم Adampol. تأسست القرية عام 1842 على يد الأمير آدم جيرزي تشارتورسكي (Adam Jerzy Czartoryski)، الذي كان رئيسا للحكومة الانتفاضية الوطنية البولندية وزعيما للهجرة السياسية. وقد أسس تلك القرية أو المستوطنة وأطلق عليها اسم Adamköy والذي يعني “قرية آدم” باللغة التركية. في عام 1850، اعتنق الإسلام وتغير اسمه إلى محمد الصادق باشا، وقد اشترى أراض في القرية. في البداية، كان هناك 12 شخصا يعيشون في القرية، وكان السكان الأوائل يعملون على الزراعة وتربية الأشجار. ولكن بعد استقلال بولندا في عام 1918، عاد الكثيرون إلى بولندا، واستخدمت القرية بدءا من عام 1938 كمعلم سياحي. منذ عام 1994 حتى عام 2000، بدأت عمليات البناء والازدهار في القرية. ومن بين المعالم المميزة للغاية في القرية، يوجد مهرجان سنوي يحتفل بتاريخ القرية في موسم الكرز، ويعرف بمهرجان الكرز، حيث يتم تقديم حفلات وعروض شعبية بولندية .
: “داخل القرية في عام 1870، كان هناك العديد من المتاحف الصغيرة التي سمحت للسكان بعرض تراثهم والاحتفاظ به. وتوجد أيضا النصب التذكاري، حيث يقدم السكان الهدايا التذكارية للزوار، ويتم بيع الوثائق والكتب. وتتميز المنازل والفنادق في القرية بديكور تاريخي فريد جدا. وتتميز القرية أيضا بالهدوء التام والابتعاد عن الضجيج. وتقام في القرية مهرجانات ومسابقات للشواء. ويتميز الطعام بالأسلوب العثماني الفاخر والطعام البولندي التقليدي المذبوح بالطريقة الإسلامية. ويوجد أيضا حمام سباحة كبير وبرك طبيعية ومجالس جميلة للجلوس. وتوجد في القرية محلات لبيع الهدايا التذكارية الفريدة بالنمط العثماني التركي. في القرية، يجد الزوار ما يحبونه عند زيارة تركيا، مثل الجمال والهدوء والهدايا التذكارية التقليدية ذات الطابع العثماني والطعام التركي التقليدي ومسابقات الشواء.
تعد القرية من بين أفضل الأماكن التي يزورها السياح الذين يبحثون عن الهدوء، كما أنها مكان مثالي جدًا للعرسان لقضاء شهر العسل بشكل ممتع جدًا، وخاصة خلال مهرجان الكرز. والأمر الجيد هو أنه لا تبعد سوى 30 كيلومترًا عن اسطنبول، مما يسمح للزوار بزيارة معالم اسطنبول والعودة مرة أخرى إلى القرية.