تعد جزيرة ديلوس اليونانية واحدة من أشهر الجزر السياحية في اليونان، حيث تضم مجموعة من الآثار اليونانية القديمة الجميلة، على الرغم من أنها جزيرة جرداء وصحراوية، إلا أنها تستقبل العديد من الزوار الذين يتوافدون إليها لمشاهدة جمال التحف المعمارية المنتشرة فيها، وتتميز بمساحتها المتناسقة التي يبلغ طولها حوالي خمسة كيلومترات وعرضها يصل إلى حوالي 1300 متر تقريبا .
جغرافية جزيرة ديلوس
تتميز جزيرة ديلوس بموقعها الجغرافي المتميز، حيث أنها توجد بالقرب من جزيرة ميكونوس اليونانية وتفصل بينهما مسافة حوالي عشرة كيلومترات، وتتميز بتاريخها العريق، إضافة إلى كونها أصغر جزيرة حجما ضمن المجموعة الجزرية المحيطة بها، والتي تنتمي إليها، وعرفت باسم الجزيرة المقدسة نظرا لكونها أرض الأساطير المختلفة والقديمة التي ذكرت في العديد من الفنون واللوحات الرائعة والقديمة .
بداية ازدهار جزيرة ديلوس
تم اكتشاف أهمية هذه الجزيرة المعمارية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث بدأ العديد من الزوار يتدفقون إليها للاستمتاع بمشاهدة العديد من الفنون المعمارية والمنحوتات المنتشرة على أراضيها، وللتعرف على الأساطير القديمة المنتشرة في هذه الجزيرة. ازدهرت اقتصادية الحكومة اليونانية، وخاصة إدارة هذه الجزيرة، بسبب توافد العديد من السياح عليها، وخاصة عبر ميناء البحر التجاري، الذي يعد واحدا من أهم الموانئ التجارية في الشرق الأوسط بأكمله، والذي يعود تاريخه إلى حوالي 167 قبل الميلاد .
سنتحدث اليوم عن أهم المعالم السياحية الرائعة فيها، ومن بينها
– مصفوفة الأسود : يعتبر هذا المكان واحدا من أجمل المناطق المعمارية التي تبرز براعة سكان الجزيرة منذ القدم، حيث يقع في منطقة البحيرة المقدسة، ويتكون من مجموعة من تماثيل الأسود التي تم ترتيبها في صفوف، وهي مصنوعة من الرخام الأبيض الجميل. وكان عدد هذه التماثيل تسعة، ولكن بسبب تأثير عوامل الزمن والسرقة، تراجع عددها إلى خمسة تماثيل .
للحفاظ عليها، اضطرت وزارة التراث إلى نقل التماثيل الحقيقية إلى متحف ديلوس للعناية بها بشكل جيد. ووضعت مجموعة من التماثيل المصنوعة بشكل مطابق للأصلية في مكانها. وتوجد إحدى التماثيل الحقيقية المفقودة في مدينة البندقية، وهي موجودة هناك منذ حوالي القرن السابع عشر الميلادي. وتعتبر هذه المنطقة من أهم الوجهات السياحية، حيث يحب الزوار التقاط العديد من الصور لها .
– المسرح و بيوت ديونيسوس : وهذا المسرح يقع في المنطقة بين جبل كينثوس والميناء التجاري للجزيرة، حيث تم بناؤه في الفترة بين القرن الثاني والقرن الثالث قبل الميلاد، وذلك لأنه كان يشارك في العديد من التحديات المختلفة، ويشتهر هذا المسرح بالشوارع المتعرجة والمواقع المحيطة به، والتي تم تبليطها بألواح مصنوعة من الإردواز .
هناك أيضا مجموعة من البيوت التي يعيش فيها النبلاء وكبار التجار، والتي تتميز برسوماتها وتصميماتها الرائعة والتي تحمل صور الدلافين عليها، ومجموعة من الأسماك المائية الجميلة. يتميز هذا المسرح بأنه مصنوع من الرخام وتم تصميمه ليكون تابعا للعصر اليوناني القديم، ويتسع لأكثر من خمسة آلاف وخمسمائة شخص تقريبا .
– الحرم المقدس : يعد هذا الموقع من أفضل مناطق الروحانيات التي ترتبط بالتعبد، حيث يقع جنوب الطريق الرئيسي إلى البوابة الرئيسية للمعبد اليوناني المقدس، ويمكن مشاهدة المعابد الجميلة لأبولو والتعرف على معبد كيراتون، والذي يعد واحدا من مجموعة المعابد الجميلة التي تتميز بأعمدة وجدران من الجرانيت، والتي استخدمت أيضا في بناء المعابد الثلاثة لأبولو .