جانلويجي بوفون في سطور المرسال
على مر الأزمان، في رياضة كرة القدم التي تعد من الألعاب العالمية، توجد نقاط مضيئة في تاريخ هذه اللعبة. تلك النقاط تمثلت في مئات اللاعبين الأساطير الذين يصعب تكرار إنجازاتهم، وربما تتشابه أرقامهم، ولكن ميزات كل لاعب تميزه وشهرته في العالم. فهناك لاعبون اشتهروا بالمهارة، وهناك آخرون اشتهروا بالقوة البدنية، وتم تخليد ذكرى بعض اللاعبين لوفائهم لأنديتهم، ولكن إذا اجتمعت تلك الميزات في لاعب واحد، فإنها تعتبر طفرة ومفاجأة كبيرة، وهنا نتحدث عن حارس المرمى. فحارس المرمى على مر التاريخ كان يحظى بأقل الاهتمام، ولكن مع نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، ظهرت أهمية حارس المرمى الذي يمكن أن يصنع الفارق مع أي فريق، وتغيرت وجهات النظر ليصبح حارس المرمى ثقلا للفرق إذا كان على مستوى فني عال. وبالعكس، حاليا بدأ كثيرون من المدربين يعتمدون على بناء الهجمات من خلال حارس المرمى، مثلما يفعل جوارديولا مع أي فريق. واليوم، نتحدث عن أحد هؤلاء اللاعبين الذين غيروا وجهة النظر حول حراسة المرمى في العالم، وهو الحارس الإيطالي الكبير جيانلويجي بوفون. فعندما نتذكر أسماء أعظم حراس المرمى على مر التاريخ، فإن بوفون يأتي في مقدمة تلك الأسماء، فهل يمكننا أن نتعرف عليه أكثر في الأسطر القليلة القادمة؟ .
بداية ظهور بوفون مع بارما :
بوفون من مواليد 1978 بدأ كرة القدم في بعض أندية الهواة في إيطاليا حتى تم أكتشافه عن طريق أحد محبي نادي بارما والذي من خلاله أبلغ أدارة النادي وتم ضمه لفريق الناشئين أقل من 13 عام والمفاجأة أن اللاعب بدأ في مركز الوسط وليس حارس المرمى ولكن لم يستمر طويلا حيث قام بوفون بالمطالبة أن يكون حارس مرمى وقد لاقى قبول من المدرب أنذاك مستفيدا من الحالة الجسمانية والطول التي يتمتع به اللاعب وكان هذا في عام 1991 وتدرب مع الفريق بجميع فئاته العمرية الى أن جاءت اللحظة عندما تم أستدعاءه للفريق الأول بسبب أصابة الحارسين الأساسيين للفريق فكانت هذه هي البداية فلعب أول مباراة له أمام ميلان عام 95 والذي تألق بها وجعل كثير من متاعبي الكرة الأيطالية في التحدث عن اللاعب وجرأته في مواجهة أساطير الميلان أنذاك ولعب في هذا الموسم 7 مبارات ، في العام التالي 96 أحتل بوفون حراسة المرمى في نادي بارما وأصبح يمثل قوة دفاعية قوية أمام أي هجوم وتألق خلال أربع مواسم مع الفريق أحرز من خلالها عام 99 ثلاث بطولات هي كأس الأتحاد الأوربي وكأس إيطاليا وكأس السوبر وهو ما جعل الأندية الكبرى في أيطاليا تدخل منافسة الفوز بخدمات اللاعب وبالفعل عام 2001 كان هناك حدث تاريخي في تاريخ كرة القدم يحدث لأول مرة وهو أنتقال بوفون من نادي بارما الى نادي يوفنتوس بقيمة 53 مليون دولار ليكون أغلى حارس مرمى في تاريخ كرة القدم وليبدأ حكاية العشق مع السيدة العجوز اليوفنتوس .
تألق بوفون مع اليوفنتوس :
عند أنتقال اللاعب الى اليوفنتوس كان الحارس الأساسي في الفريق وأحتل هذا المكان منذ عام 2001 الى الأن وفاز معه بالعديد من الألقاب وعند أصدار قرار من المحكة الأيطالية بنزول الفريق الى الدرجة الثانية بعد فضيحة التلاعب في النتائج عام 2006 توقع الكثير أن يرحل بوفون الى نادي أخر مع معظم اللاعبين الذين رحلوا وقتها ولكنه رفض أن ينتقل الى أي نادي أخر وأستمر حتى صعد مرة أخرى لدوري الدرجة الأولي والفوز بدوري الدرجة الثانية ، وخلال المسية المشرفة مع يوفنتوس فاز بوفون ب سبع بطولات دوري ومرتين كأس إيطاليا وخمس بطولات سوبر إيطالي .
بوفون مع المنتخب الإيطالي :
فيما يتعلق بالمنتخب الأيطالي، تم استدعاء بوفون لخمس بطولات في كأس العالم ابتداء من عام 1998 وحتى بطولة 2014. ولم يكن أساسيا حتى بطولة 2006 في ألمانيا عندما فاز المنتخب الأيطالي بكأس العالم. حصل أيضا على الميدالية الفضية في بطولة أوروبا 2012 والميدالية البرونزية في كأس القارات 2013. يعتبر بوفون اللاعب الأيطالي الأكثر مشاركة في المباريات الدولية حتى الآن برصيد 161 مباراة وفاز بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى في العالم في عام 2006. حصل أيضا على جائزة القدم الذهبية في عام 2016. بوفون هو مثال للاعب مخلص لفريقه وشخصية مضيفة لأي فريق أو منتخب، وهو مثال للعديد من الناشئين الذين يلعبون كرة القدم ويعتبر قدوة لهم .