بعد استقرار الحكم في الدولة العثمانية، اهتمت بناء المساجد، وكانت هذه المساجد توضح أهمية الخليفة واهتمامه بالشؤون الدينية. ورث العثمانيون هذا التقليد من الخلاف الأول، وكان أول من اهتم ببناء المساجد هو عبد الملك بن مروان من الدولة الأموية، وتابعه ابنه الوليد. وبعد ذلك، تبنى الخلاف هذا النهج، ولكن مع زيادة رقعة الدولة العثمانية وثرائها الشديد، توسع بشكل مهول في بناء المساجد. لا يوجد مكان في أنحاء تركيا لا يوجد فيه مسجد أثري له قصة وتاريخ يشهد على إنشائه. تميزت العمارة العثمانية بالجمال والاهتمام بأدق التفاصيل، وكانت هي المكملة للعمارة المملوكية. وقد جاءت العمارة العثمانية في ذروتها لتتوج الفن الإسلامي وتتوج الخزف والعمارة والإبداع .
مسجد جينيلي هو من النماذج الإبداعية الفريدة في العالم، ويعتبر واحدا من أفخم النماذج في الفن والذوق واللون والشكل والغرابة. حيث اكتسبت العمارة الخارجية والداخلية للمسجد جمالا حقيقيا، وكان المسجد رمزا لمكانة السلطان والسلطانة. تم إنشاء المسجد باسم السلطانة “ماهبيكر كوسم simgesi durumundaki Çinili Camii” زوجة السلطان أحمد ووالدة السلطان إبراهيم والسلطان مراد الرابع. وأمر السلطان أحمد بالعمل في المسجد لمدة عام، وبعدها تحول المسجد لمزار يأتي إليه السياح لمشاهدة إبداع الفن العثماني والخرف الإزنيكي. في ساحة المسجد، يوجد سبيل صغير في أنحاء حديقة المسجد، وقد نقشت عليه آيات من القرآن الكريم، ويوجد نافورة مياه صغيرة. يتميز المسجد باللون السماوي والنقوش الزرقاء الجميلة والملفتة للنظر، وتأخذ قبته شكل مثلث غريب الشكل، وتعلوها هلال ونجمة. كما يوجد صنبور مياه في المسجد، وفوقه جدارية بالخزف العثماني من الزهور والورود الجميلة والمميز، وهو مصنوع من المرمر.
تم تزيين المسجد من الداخل بالخزف الأزنيكي التركي. يقع جامع الوالدة في الجهة الجنوبية للمسجد. أنشئ هذا الجامع عام 1583 باسم نوربانو، زوجة السلطان سليم الأول ووالدة السلطان مراد الثالث. تم استخدام الخزف الجميل والنادر في صنع محراب المسجد. بالإضافة إلى ذلك، يتواجد بالقرب من المسجد مقبرة كراجا أحمد الكبرى وهي أقدم مقابر المسلمين. كانت تستخدم لدفن جميع المسلمين، حتى الذين ماتوا في الجانب الأوروبي، بناء على اعتقادهم بأن المتوفى سيجد الراحة والسلام في الدفن على نفس القارة التي دفن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم. تم إنشاء طريقين رئيسيين يوصلان إلى جميع أنحاء المقبرة. والشيء الملفت حقا هو أن مقابر النساء مختلفة عن مقابر الرجال. تزين أحجار مقابر النساء بالزهور والأوراق بشكل سعف النخيل، في حين تأخذ أحجار مقابر الرجال شكل العمامة. ومن الأشياء الغريبة حقا هناك قبر لفرس السلطان محمود الأول، والذي يتألف من ثمانية أعمدة وقب .
إذا كنت تحب الآثار العثمانية، فلا تتردد في زيارة هذا المسجد المميز حقًا ..