ثيسيوس و مينوتور من أساطير الإغريق
آمن اليونانيون بالعديد من الأساطير والخرافات التي أطلقوا عليها اسم “ميثولوجيا“، وهي القصص المقدسة التي تدور حول آلهتهم وشخصيات إسطورية اخترعوها مثل أخيل – أسطورة الزمن والكون – وهيرقل – أسطورة ثيسيوس ومينوتور – ولعنة كرونوس .
أسطورة ثيسيوس و مينوتور :
كان الملك مينوس ملك جزيرة كريت رجلا قويا، يخشاه حكام البلاد المجاورة لجزيرة كريت. وكان كل ما يطلبه من بضائع أو رجال لجيوشه العظيمة يضطر رؤساء الدول الموافقة عليها جميعاً ، تجنباً لدخول حرب معه ، ولكن الأمر قد اختلف في أثينا حيث انهم رأوا ان مطالبه أصبحت أكثر مما ينبغي بالنسبة لهم.
كان الملك مينوس قد بنى بنفسه قصرا كبيرا في عام 2016 وأطلق عليه اسم كنوسوس، وفي داخل هذا القصر بنى متاهة عملاقة، وكان يحتجز داخلها مخلوقا مرعبا يدعى مينوتور. لم يكن مينوتور حيوانا عاديا، بل كان وحشا مرعبا يجمع بين نصف جسم الإنسان ونصف جسم الثور، وكان قويا ومتوحشا للغاية، ويحب أكل لحوم البشر الذين أغلقت عليهم الملك مينوس في المتاهة، ولم يستطيعوا الهروب منها لأنهم كانوا تائهين في الداخل، وكانوا يتعرضون لمينوتور الذي كان يأكلهم .
فدية للملك كل عام :
وفيما يتعلق ب أثينا، طلب مينوس بأن يرسل الملوك كل عام سبعة شبان وسبع شابات . عنما علم ثيسيوس ذلك ذهب الي والده وسأله لماذا نرسل هؤلاء الشباب إلى جزيرة كريت كل عام؟ ولماذا لا يعود أحد منهم أبدا؟” فأجابه الملك ايجيوس “لأننا إذا لم نرسلهم فان مينوس سيشن حرباً علينا لن نفوز بها ، ولا يعودون لأنهم لا يذهبون إلى كريت كعبيد، بل يذهبون كغذاء لمينوتور .
غضب ثيسيوس كثيراً وقرر أن يوقف هذا الهراء ، وخطط أنه عندما يحين الوقت لإرسال الطلبات القادمة ، سوف يذهب كأحد منهم وتعهد أنها هي المرة الأخيرة التي سيتم تغذية مينوتور مع لحم أي من شعبه ، حاول أبيه تغيير رأيه ولكنه لم يستطع ، في كل عام، يقسم شاباً اليمين لذبح هذا الوحش الرهيب ولكن لم يستطع احداً قتله .
أصر ثيسيوس على الذهاب، وعندما وصلوا إلى كريت ووصلت السفينة إلى هناك، نزل الملك مينوس بنفسه ليفحص الأسرى من أثينا. كان ينتظر الفرصة لتهديد الأثينيين وإذلالهم أكثر، وأخبرهم مينوس أنه سيتيح لهم فرصة اختيار أحد يذهب أولا إلى مينوتور. فمن سيذهب أولا؟ تقدم ثيسيوس وقال: “أنا ثيسيوس، أمير أثينا، ولا أخاف ما بداخل جدران متاهتك”. هذه الكلمات أغضبت مينوس كثيرا، فأمر حراسه بفتح المتاهة وإرسال ثيسيوس إليها .
أحداث المعركة بين ثيسيوس ومينوتور :
في هذا الوقت، كانت ابنة الملك `أريادن` تستمع لحديث أبيها مع ثيسيوس. منذ لحظة نظرتها إلى ثيسيوس، وقعت أريادن في حبه. بعد سماعها هذه الكلمات، قررت مساعدة ثيسيوس في قتل مينوتور. عندما دخل المتاهة وانصرف الحراس، دعته بلطف وقالت له إنه حتى لو قتل مينوتور، لن يتمكن من الخروج حيا من كريت. ثم ألقت إليه كرة كبيرة من الخيط، ربطت طرفها في مدخل المتاهة والطرف الآخر في جسده. وابتسمت له وبدأت رحلته داخل المتاهة .
ذهب ثيسوس بعناية إلى ممرات المتاهة المظلمة ، وكانت هناك رائحة كريه جدا تفوح من المتاهة، ويتوقع في أي لحظة أن يلتقي وجهاً لوجه مع المخلوق الغريب ، لم يكن لديه وقت طويل للإنتظار ، وقف في زاوية ما يتحسس طريقه بيده، فجأة شعر انه لمس عظمي ضخمة ، في لحظة تحول عالمه رأساً على عقب ، حرفياً تماماً .
انتصار ثيسيوس علي مينوتور:
وجد نفسه بين قرون مينوتور وقذفه في الهواء ، عندما سقط على الحجر البارد الصلب، شعر أن الحوافر الضخمة للحيوان تنزل على صدره ،دارت بينهما معركة كبيرو بينهما ، وظل ثيسيوس يكافح للبقاء على قيد الحياة في الظلام . لكن ثيسيوس لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أبن الملك، كان شجاعاً عنيداً .
أمسك ثيسيوس بأذن المينوتور بقوة لم يكن يعرفها، وأمسك بقرون هذا الحيوان الضخم، وأبقى على إلتواء رأسه الكبيرة من جانب إلى آخر، وفي النهاية ضربه ثيسيوس ضربة على قدمه، ثم قطع رأس المينوتور وسقط ميتًا على الأرض .