تمارين سلوكية لعلاج الوسواس القهري
يتسم اضطراب الوسواس القهري (OCD) بنمط من الأفكار والمخاوف أو الوساوس غير المرغوب فيها، التي تقودك إلى القيام بسلوكيات متكررة، وتتداخل هذه الوساوس والأفعال القهرية مع الأنشطة اليومية وتسبب إزعاج شديد للشخص، لذلك يتجه الكثيرون لممارسة تمارين سلوكية لعلاج الوسواس القهري أو يتجهون للعلاجات الطبية الأخرى، ولكن كل حالة من الحالات المرضية يناسبها علاج مختلف وفقًا للحالة.
الوسواس القهري
تتكرر الأفكار المستمرة وغير المرغوب فيها والهواجس القهرية والخيالات المتطفلة في العقل، والتي تسبب الضيق والقلق. قد تحاول التخلص منها أو تجاهلها من خلال أداء سلوك قهري، وعادةً ما تتطفل هذه الهواجس عندما تحاول التفكير في أمور أخرى أو القيام بأشياء أخرى.
يمكن أن تحاول تجاهل الأفكار أو الإلحاحات المزعجة التي تتردد في ذهنك، لكن ذلك يزيد من توترك وقلقك، وفي النهاية سوف تشعر بالضغط للقيام بأعمال قهرية للتخفيف من توترك. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها لتجاهل تلك الأفكار المزعجة أو التخلص منها، إلا أنها تعود مرة أخرى، مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات القهرية، وعادة ما يتركز الوسواس القهري حول موضوعات معينة مثل الخوف المفرط من التلوث بالجراثيم، ولتخفيف مخاوفك من التلوث، يمكنك غسل يديك بشكل قسري حتى تتألم وتتشقق.
العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري
يجب معرفة أن العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري يستخدم أسلوبين علميين لتغيير سلوك وأفكار الشخص، وهما التعرض ومنع الاستجابة (ERP) والعلاج المعرفي، ويتم إجراء هذا العلاج من قبل معالج سلوكي معرفي متخصص في علاج الوسواس القهري، وهو مشابه للعلاج السلوكي المعرفي لعلاج القلق.
يتم إجراء معظم العلاجات السلوكية المعرفية في مكتب المعالج مرة واحدة في الأسبوع، ويتم ممارسة التمارين في المنزل بين الجلسات. وإذا كان لديك اضطرابا قهريا شديدا، فقد تحتاج إلى مزيد من الجلسات المتكررة. ويرجى ملاحظة أنه ليس جميع المتخصصين في مجال الصحة العقلية يقدمون هذا النوع من العلاجات، لذا فمن الأهمية بمكان أن تجد شخصا مدربا على هذا النوع من العلاج.
وأحد المفاتيح لمعرفة ما إذا كنت قد وجدت معالجا مناسبا لحالتك أم لا هو ما إذا كان المعالج يشجعك على المشاركة في تمارين التعرض خلال جلساتك في المكتب، حيث يساعدك ذلك على المشاركة في مزيد من مواقف التعرض خارج المكتب، ومجرد التحدث عن الأشياء المخيفة والمزعجة في المكتب أقل فعالية من البدء الفعلي في التعرض لها، ولذلك يكمن الهدف النهائي للعلاج في التعرض للعالم الحقيقي، حيث يمكنك مواجهة التحديات واستقبال عدم اليقين بدلا من الخوف منها.
التعرض ومنع الاستجابة للوسواس القهري
يعد التعرض ومنع الاستجابة (ERP) هو أفضل علاج نفسي لعلاج الوسواس القهري، وهو علاج معرفي سلوكي يستخدم تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي، ويتم فيه وضع الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري في مواقف تتعرض فيها تدريجيا لأفكارهم الهاجسة ويطلب منهم عدم القيام بالسلوكيات القهرية التي تخفف عادة من قلقهم وضيقهم، ويتم ذلك وفق سرعة الشخص، ولا يجب أن يجبر المعالج أي شخص على فعل أي شيء لا يرغب فيه، ويمكن تنفيذ العلاج وتعريض المريض لمواقف مخيفة من خلال بعض التدريبات.
تمارين سلوكية لعلاج الوسواس القهري
يمكن أنيقترح عليك المعالج بعض الخطوات والتمارين للتخلص من الوسواس القهري، ومنها:
- تبدأ الخطوة الأولى بوصف جميع الهواجس والأفعال القهرية التي تحدث لك.
- ستقومان بترتيب الأشياء في قائمة وفقًا لما يقلقك الأقل ثم الأكثر، وذلك من خلال التنسيق بينك وبين المعالج.
- بعد ذلك، سيطلب منك المعالج مواجهة خوفك من شيء ما في قائمة أولوياتك، بدءًا من الأسهل.
- على سبيل المثال، إذا كان لديك خوف من الجراثيم في الأماكن العامة وكان هذا الخوف هو الأقل حدة في قائمة مخاوفك، سيقوم معالجك بتصميم مهمة تعرضك لهذا الخوف.
- يمكن أن يكون من مهامك لمس مقبض باب عام، وفي هذه الحالة يلزم منع الانتقالية.
- إذا كانت عادتك الاعتيادية هي غسل يديك عند لمس مقبض الباب، فسيطلب المعالج منك الانتظار قبل غسل يديك.
- أثناء تكرار هذه المهمة التعرض، سيُطلب منك المعالج الانتظار لفترة أطول قبل غسل يديك.
- مع مرور الوقت، سيساعدك التعرض التدريجي والاستجابة المتأخرة وممارسة تمارين سلوكية لعلاج الوسواس القهري على تعلم التحكم في خوفك من الجراثيم في الأماكن العامة دون الحاجة لغسل يديك.
- قد يبدو هذا الأمر غريبًا، ولكن هذه الطريقة الجديدة للتعامل مع مخاوفك بشكل مباشر ستؤدي إلى تقليل تلك المخاوف أو الهواجس بشأن الجراثيم، حيث يتعلم دماغك أنه لا يوجد شيء سيء سيحدث عندما تتوقف عن القيام بالطقوس القهرية الخاصة بك.
- من الممكن أن تشعر بالتوتر الشديد عند لمس مقبض الباب لأول مرة، وربما تشعر ببعض الرعب، لكن الجسم لديه القدرة العظيمة على تطوير شيء يسمى التكيف.
- وسيقل القلق في النهاية دون فعل أي شيء سوى الانتظار.
- عندما يدعمك معالجك في مواجهة تحديات لفترة من الوقت، يقلل ذلك من قلقك حتى يصبح شبه غير ملحوظ أو يختفي تمامًا.
جلسات علاج الوسواس القهري بالعلاج المعرفي
بعد ممارسة التمارين السلوكية لعلاج الوسواس القهري، يجب أن تتبع العلاج المعرفي، حيث سيساعدك العلاج المعرفي على فهم أن الدماغ يرسل رسائل خاطئة، وسيساعد معالجك على تعلم التعرف على هذه الرسائل والرد عليها بطرق جديدة للتحكم في الهواجس والتصرفات القهرية. يركز العلاج المعرفي على المعاني التي نعلقها على تجارب معينة التي نفسرها بشكل سيء.
على سبيل المثال، إذا مر عليك أحد أصدقائك بدون إلقاء التحية، فقد يتم فهم تصرفه بشكل خاطئ وتعتقد أن صديقك لا يحبك لأنه لم يلقي التحية، ويمكن أن تعتقد أن أفكارك حقيقية جدا أو ذات معنى، في هذه الحالة يمكن للعلاج المعرفي مساعدتك في التخلص من هذه الأفكار، وفحص الأدلة بعناية، وإقناع نفسك بشيء أكثر واقعية أو دقة؛ في هذه الحالة قد تجعل نفسك تفكر في أن صديقك مشغول البال ولم ينتبه لك.
يتمحور العلاج المعرفي للوسواس القهري حول التعامل مع الأفكار السلبية. عندما يواجه الأشخاص العاديون مثل هذه الأفكار، يتجاهلونها بسهولة ويعتبرونها أفكارا سخيفة للتفكير فيها. ولكن هناك أشخاص يحملون معتقدات خاصة بأن أفكارهم دائما مهمة. لذلك، بدلا من أن يكونوا قادرين على نسيان هذه الأفكار السلبية، تؤثر معتقداتهم على تفاعلاتهم بشكل مختلف، ويمكن أن تجعلهم يعتقدون ويقولون “أنا شخص سيء بسبب هذه الفكرة.” الأبحاث توضح أن مثل هذه المعتقدات قد تؤدي إلى أفعال تنتج تأثيرا معاكسا في الواقع.
تمارين لعلاج الوسواس القهري
هناك بعض التمارين المعرفية لعلاج الوسواس القهري كما يوجد تمارين سلوكية لعلاج الوسواس القهري ، وتبدأ التمارين المعرفية للمريض عندما يتقن تمارين التعرض ومنع الاستجابة، ويكون متفهمًا لحالته وقادرًا على تحديد أعراض الوسواس القهري، يجب أن يكون المريض قادرًا على التمييز بين الهواجس والأفكار العادية والحقيقية.
وفي هذه التمارين، يتم توثيق العديد من العوامل بما في ذلك الأفكار غير السارة وغيرها من المخاوف العاطفية والفسيولوجية والسلوكية، ويتم تعليم المرضى تصنيفات هذه المعتقدات بناءً على مجالاتهم، وتشمل التقنيات المعرفية أو التمارين المعرفية التعرف على الأفكار غير السارة وتوثيقها؛ أو الخضوع إلى استجواب سقراطي.
برنامج علاجي للوسواس القهري في المنزل
يمكن لبعض الأشخاص اللجوء إلى تمارين سلوكية لعلاج اضطراب الوسواس القهري، وقد يتجه البعض الآخر إلى العلاج السلوكي لأطفال التوحد أو لعلاج الوسواس القهري في المنزل. وعلى الرغم من أن اضطراب الوسواس القهري هو حالة مزمنة وقد يكون جزءا من حياة الشخص، إلا أنه يتطلب العلاج من قبل متخصص، بجانب أنه يمكن للفرد تحديد خطة علاج خاصة به من خلال بعض الأشياء التي يمكنه القيام بها بنفسه
- تدرب على ما تتعلمه: يتعاون مع أخصائي الصحة العقلية لتحديد التقنيات والمهارات التي تساعد في التحكم في الأعراض، وتطبيقها بانتظام.
- تناول الأدوية الخاصة بك حسب التوجيهات: عندما تشعر بالتحسن، فلا تتوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، حيث إذا توقفت عن تناول الأدوية، فمن المرجح أن تعود أعراض الوسواس القهري.
- انتبه لعلامات التحذير: بعد تحديد المشكلات التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض الوسواس القهري لديك مع طبيبك، قم بوضع خطة لتعرف ما يجب القيام به إذا عادت الأعراض، واتصل بطبيبك أو معالجك إذا لاحظت أي تغييرات في الأعراض.
- تحقق أولاً قبل تناول الأدوية الأخرى: يجب التواصل مع الطبيب المعالج للاضطراب الوسواسي القهري قبل تناول أي أدوية أخرى موصوفة من قبل طبيب آخر، أو تناول أي أدوية بدون وصفة طبية، أو تناول فيتامينات، أو علاجات عشبية، أو مكملات غذائية أخرى، وذلك لتجنب حدوث التفاعلات الضارة المحتملة.