حيوانات

تكيف الكائنات الحية مع البيئة

عندما نتحدث عن التكيف بشكل عام، فإننا لا نقصد فقط التغيير الخارجي في كائن الحي، بل نقصد أيضًا قدرة هذا الكائن على العيش والتكيف في جميع مراحل النمو والتطور، حتى في حالة حدوث تغييرات معقدة سواء كانت ظاهرية أو جينية، وذلك لتمكين الكائنات الحية من التكيف مع البيئة بغض النظر عن تلك التغييرات .

ما هو التكيف

المقصود بالتكيف هو التغيرات التي تحدث في تركيب ووظائف الكائنات الحية ، بسبب العمليات الطبيعية التي تحدث عند تعرض الكائنات الحية للتغيرات البيئية ، حيث يمكن للكائن الحي التأقلم مع الظروف البيئية الجديدة من حوله ، لكي يمكن له ممارسة حياته والتكاثر بشكل طبيعي ضمن عوامل البيئة الجديدة .

اسباب التكيف

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التكيف، منها ما يلي:

التطور

يُعرف التطور بتغير أنواع الكائنات الحية على مر الزمن، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تكيف الكائنات الحية مع بيئاتها المختلفة .

الطفرات

يستطيع الكائن الحي التكيف مع البيئة المحيطة به عن طريق حدوث طفرات تسهم في تعزيز حياة الكائن الحي. يتواجد هذا النوع من الطفرات في بعض الكائنات الحية وليس في البعض الآخر. على سبيل المثال، إذا كان هناك طائران من نوع واحد، ولكن أحدهما لديه منقار أطول من الآخر، فإن الطائر ذو المنقار الطويل سيكون أكثر قدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بنجاح، حيث يمكنه التقاط الطعام بشكل أفضل ويكون بصحة جيدة ويتكاثر بسرعة. تنتقل جيناته عبر الأجيال، وبعد فترة من الزمن، قد ينقرض الطائر ذو المنقار القصير ويحل محله الطائر ذو المنقار الطويل. ومع ذلك، يمكن أن تستغرق هذه العملية سنوات طويلة جدا، قد تمتد لملايين السنين .

مظاهر التكيف عند النبات

عند تغير الظروف المحيطة بالنباتات، وباعتبارها كائنات حية تتعرض لظروف معينة، يحدث تكيف للنباتات بشكل أفضل للتكيف مع العوامل المختلفة، وتستطيع التكيف مع التغيرات الحادة في البيئة، ويحدث رد فعل طبيعي يتمثل في قدرة النباتات على تعديل عملياتها الغذائية في حدود معينة، ويتم التحكم في هذه العمليات من خلال التركيب الوراثي لخصائص النبات، وبذلك تستمر النباتات في البقاء عند حدوث التغيرات البيئية .

كلما زادت قدرة أي نوع أو صنف من النباتات على التكيف مع بيئته، زاد معدل تفاعله وزيادة مقدرته على التكيف. وبشكل عام، لا تسبب التغيرات الخفيفة أو التي تحدث في فترة زمنية قصيرة في الظروف البيئية المحيطة، اضطرابا كبيرا في الوظائف الفسيولوجية للنباتات، ويعود ذلك إلى قدرة النبات على الحفاظ على التوازن النسبي الديناميكي في بيئته الداخلية والاستقرار في الوظائف الأساسية الفسيولوجية في البيئة الخارجية المتغيرة. ومع ذلك، يؤدي التغيير الحاد في الظروف البيئية إلى تعطل الكثير من وظائف النباتات وقد يؤدي إلى وفاته في العديد من الأحيان .

التكيف والتغيرات البيئية المستمرة

تحدث الكثير من الظواهر في الحياة نتيجة للتغيرات القوية التي تحدث في البيئة، وفي العديد من الأحيان لا تستطيع الكائنات الحية التكيف مع هذه التغيرات إذا كانت مستمرة، ومن الأمثلة على هذه التغيرات البيئية:

  • يؤدي تدمير الغابات المطيرة إلى انهيارها نتيجة زيادة كمية الأمطار بشكل كبير .
  • يتعرض الطبقات السطحية للتربة لعوامل التعرية والتصدع بسبب التعرض للانجراف والفيضانات، الأمر الذي يؤدي إلى ترسيب المواد في مناطق أخرى .
  • تزيد الرطوبة بشكل كبير وتؤثر على الإنسان والحيوان والنباتات والعناصر البيئية بشكل عام .
  • التعرض للكوارث الطبيعية ومنها حرائق الغابات .
  • زيادة كمية الحشرات والبعوض التي تنقل العدوى تؤدي إلى زيادة الأوبئة والأمراض بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وتوافر الظروف البيئية المناسبة لحياتها وتكاثرها .
  • تتعرض النباتات للتدمير نتيجة التغيرات المناخية، حيثتصعب عليها التكيّف مع تلك التغيرات وتتعرض للتلف .
  • انتشار ظاهرة التصحر والجفاف في بعض المناطق، وتعرض مناطق أخرى للفيضانات .
  • التغير في الخصائص الخاصة بماء الشرب .
  • يؤدي ذوبان الجليد في القطبين وتزايد مستويات المياه في الأنهار والبحار والمحيطات إلى غرق بعض المدن الساحلية والجزر .
  • يتغير الطقس أحيانًا، مثل تعرضنا لانخفاض درجات الحرارة أو ارتفاعها .
  • تتعرض الحيوانات للخطر حيث ينقرض العديد منها بسبب تغير الظروف المناخية، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على التكيف مع التقلبات المفرطة في درجات الحرارة بسبب الارتفاع أو الانخفاض .

امثلة على تكيف الكائنات الحية

لقد ذكرنا أنواع التكيف التي تطورت عبر الزمن، حتى يستطيع الكائن الحي التأقلم مع البيئة المحيطة به والبقاء على الحياة ، ويمكن أن يكون التكيف نتيجة للتطور الجيني من خلال الصدفة ، مما يتسبب في حدوث نوع من الطفرة تساعد على التكاثر والمعيشة بصورة أفضل ، وتنتقل هذه الصفات للأجيال التي تليه ، وسنتعرف على بعض الأمثلة على التكيف :

  • تعتبر قشور السلطعون الصلبة نوعًا من التكيف لحمايتها من التعرض للحيوانات المفترسة والأمواج .
  • تستخدم الحيتان بعض الموجات الصوتية ذات التردد المنخفض للتواصل بين بعضها البعض على مسافات بعيدة، ويعتبر ذلك جزءًا من التكيف السلوكي لها .
  • يتأقلم الذئب جيدًا في المناطق العشبية في أمريكا الجنوبية، حتى يستطيع العيش والتكيف مع بيئته المحيطة، ويستخدم أرجله بشكل ماهر في هذا الغرض .
  • تتمتع الغزلان الصينية ببعض الأنياب في أفواهها، والتي تستخدم في المعارك التي تحدث بين الذكور خلال فترة التزاوج، وهذا التكيف غير موجود في أنواع الغزلان الأخرى .
  • تتعذر على معظم أنواع الظباء الوقوف لفترات طويلة، باستثناء ظبي الجرنوق الذي يتمكن من التغذية بصورة أفضل منهم .
  • بعد الثورة الصناعية البريطانية، ظهر نوع من العث ذو اللون الداكن ليتمكن من التخفي في الأشجار المظلمة، وهي خاصية تطورت حتى يتمكن العث من التكيف مع البيئة الجديدة .
  • تأثرت الحيوانات والنباتات بالتغير المناخي وزيادة درجات الحرارة، مما دفعها إلى التكيف من خلال التنقل إلى بيئات باردة أو البقاء مع الأفراد العايشين في بيئات دافئة. يرى الباحثون أن الكائنات لا يستطيعون التكيف بسرعة مع التغيرات الحادة في البيئة، لأنها قد لا تتمكن من مواكبة التغيرات السريعة. على سبيل المثال، هناك نوع من الفراشات المهددة بالانقراض في مدينة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، بينما يمكن لشعاب المرجان في المحيط الهادئ التكيف بشكل مدهش مع أي تغيرات. هذا يشير إلى أن الطبيعة قادرة على التكيف ومواجهة التغيرات المناخية والبيئية بتطوير العديد من الأساليب، بما في ذلك التكيف بجميع أشكاله السابقة المذكورة، على الرغم من الدراسات التي تحذر من خطورة تعرض بعض الكائنات الحية للانقراض  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى