كل منطقة في المملكة لها فنون شعبية وتراثية مميزة تشتهر بها على مر الزمن. تختلف عادات وتقاليد وتراث تلك المناطق عن بقية المناطق بناء على البيئة والجغرافيا الخاصة بكل منطقة. ومن بين هذه المناطق، محافظة ينبع تعتبر واحدة من أهم المناطق التي تحتفظ بعادات وتقاليد وتراث شعبي قديم يمتد حتى يومنا هذا. تستضيف محافظة ينبع مهرجانا تاريخيا يعرف باسم مهرجان ينبع، حيث يشارك فيه مجموعة من الفرق الشعبية التي تعمل على إحياء التراث المندثر واستعادته. وقد ركزت اللجنة المنظمة للمهرجان على ضم فنون الشعب المختلفة التي تعبر عن حياة الأجداد والأجداد.
الفنون الشعبية في ينبع
وطالما أن الفنون الشعبية هي إحدى أدوات إحياء التراث والتي تعتبر مرآة تعكس تراث الآباء والأجداد للأجيال الجديدة التي لم تعرف تاريخ تراثها القديم كانت فرق الفنون الشعبية خير شاهد على هذا التراث، في ظل الاهتمام المبالغ به بكل التقنيات الحديثة التي بدورها تساعد على اندثار الكثير من التراث والعادات والفنون الشعبية، لذلك حفل مهرجان تاريخية ينبع باشتراك الفرق الشعبية بينبع البحر وينبع النخل لعرض مجموعة من أشهر الألعاب الشعبية والتراثية المهمة والتي تجسد حياة الآباء والأجداد.
أبرز الألعاب الشعبية في ينبع
1- البدواني
من أبرز وأجمل الألعاب التي تندرج تحت فئة الفنون الشعبية في منطقة الحجاز، ويتم لعبها في الكثير من المناطق في المملكة ومن المدينة المنورة شمالا إلى جدة ومكة المكرمة جنوبا، حيث تتشابه هذه اللعبة مع أغلب الألعاب التي تعتمد على إيقاعات الزير، وتقوم فكرة اللعبة بتكوين صفين متقاربين في كل صف ربابان ونقالة، ويقوم ربان الصف برفع البدوة أو الزهيم أو النقلة ويأخذها منه الصف المقابل، ثم يقوم بدق الزير، ويقوم الصف القائد بترديد كلمة البدوة عدة مرات إلى أن يبدأ ربان الصف بالكسرات ويكون دور النقالة ترديد الكسرة، ومن أهم أنوعه ” الحرابي والمزهوم والدلوكة وزيد”
2- البيشانة
البيشانة هي لعبة شعبية معروفة في ينبع، تتمثل في دق الطبول لاستدعاء رجال القبيلة للتجهيز لرد الغزو أو العكس. تعتبر لعبة البيشانة من أهم الألعاب التي يتم لعبها في المناسبات، خاصة في حفلات الزفاف عند وصول العريس والزفة.
3- الرديح
يعد الرديح واحدا من أشهر الألعاب الشعبية المعروفة في ينبع، سواء كانت في ينبع النخل أو ينبع البحر، وقد انتشرت شهرتها في جدة نتيجة انتقال الكثير من سكان ينبع النخل والبحر إلى جدة بحثا عن الرزق ومصادر دخل متنوعة، وفي النهاية انتقلت إلى مدينة أملج، وتتميز لعبة الرديح بأنها من أطول الألعاب في تاريخ الألعاب الشعبية في المملكة، حيث تستمر من الحادية عشرة مساء حتى صلاة الظهر في بعض الأحيان.
تتمحور فكرة لعبة الرديح حول تشكيل صفين متقابلين، حيث يحتوي كل صف على شاعر أو أكثر من الشعراء الذين يجيدون شعر الكسرة. يتابع الشعراء المعنى بدقة، حيث يتألف الصف من مجموعة من البحرية، يدق بعضهم الزير وآخرون الدفوف والبعض الآخر يغني الكسرة، ويطلق عليه المغني .
تتميز ألحان الرديح بالترتيب المعروف لأهل الرديح، حيث تبدأ بلحن ليحان، ثم يأتي سلام، ثم زمانين وهو من أشهر ألحان عشاق الرديح، وأخيرًا مالك الرديح الذي يعد آخر الألحان الشائعة في الوقت الحاضر، وهناك ألحان أخرى اندثرت منها العناب وأبو لويح.
4- العجل
تعتبر نبوة البحارة واحدة من أنواع الألعاب التراثية، وقد اشتهرت بها مدينة ينبع البحر منذ قديم الأزل، حيث يعود عمر هذه اللعبة إلى مئات السنين، وكانت تُلعب عند استقبال ووداع البحارة، وتُعد من الألعاب الشعبية التي ارتبطت بتراث المدينة .
ومن أساسيات لعبة العجل هي الدفوف والنقرزان والمرواس والصاجات، وتقوم فكرة اللعبة بمجموعة من الرجال يمينا ويسارا على شكل صف أو دائرة على حسب الأعداد، ويكون الغناء جماعيا لكل مجموعة، ويتفرع العجل من أربع هي الدور والتجليسة والدويرة والتشعرة، وتقام هذه اللعبة في أغلب المناسبات.