تقرير شامل عن عملية زراعة القلب
يعتبر القلب من أعظم العجائب الإلهية وهو العضو الأهم في الجسم، إذ يعد سببا في حياة الإنسان. أي خلل يصيب القلب يشكل مشكلة كبيرة. ازدادت أمراض القلب وتنوعت مع تقدم الحياة والتطورات، وزادت حدتها. ومع انتشار أمراض القلب، بدأ الأطباء في اكتشاف طرق علاجية جديدة ومتنوعة. تطورت أساليب العلاج، بدءا من طرق الفحص والتشخيص وصولا إلى العمليات المعقدة مثل جراحة القلب المفتوح والقسطرة. وفي الآونة الأخيرة، تم تحقيق نجاح في زراعة القلب .
وبالرغم من أن أول عملية زراعة قلب صناعي كانت منذ عام 1976 في جنوب أفريقيا ، إلا ان زراعة القلب ما زالت أخطر وأدق عملية تجرى في القلب على الإطلاق. ففي أمراض القلب العادية يلجأ الطبيب إلى الأدوية العلاجية وإذا تطورت الأمراض يلجا الطبيب للعمليات الجراحية لإصلاح ما تلف من القلب .
ومع ذلك، هناك حالات أكثر تطورًا تتمثل في عدم قدرة القلب على أداء وظيفته، ويمكن أن تؤدي إلى خطر الحياة للمريض بسبب فشل القلب، وفي هذه الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى زراعة قلب اصطناعي للمريض بدلاً من قلبه التالف .
الحالات التي تتطلب زراعة قلب : غالبا ما يحتاج مرضى القلب الذين يعانون من فشل في القلب إلى عملية زرع قلب، وعندما يتم تشخيص الفشل المبكر في القلب ، يمكن للطبيب علاج هذا الفشل قبل أن يتفاقم الوضع ويتطور، ولكن في حالة تطور الحالة ، يتعين على الطبيب إجراء عملية زرع القلب للمريض .
التحضير للعملية : أول ما يبدأ به الطبيب بعد قرار زراعة قلب للمريض هو البحث عن متبرع، والأمر المهم هنا هو أن يكون قلب المتبرع مناسبا لجسم المريض. بعد العثور على القلب المناسب، يتم التحضير للمريض للعملية، ويتم توفير الأدوية التي تساعد أنسجة الجسم على قبول القلب الجديد لتجنب رفضه من قبل الجسم بعد الزراعة. يجب أن يتوقف المريض عن تناول بعض الأدوية قبل العملية بناء على توجيهات الطبيب، ويطلب من المريض أن يصوم لمدة 8 ساعات قبل بدء العملية .
كيفية زراعة القلب : يتم تخدير المريض تخديرا كاملا، وبعد ذلك يتم إجراء شق طولي في الصدر. يتم نزع قلب المريض ووضعه على جهاز القلب والرئة للحفاظ على حياته بعد استئصاله. يقوم الطبيب أيضا بتغيير مسار الدم ومنع تدفقه في الشرايين. يتم وضع القلب الجديد داخل جسم المريض ويتم خياطته، وهذه العملية تستغرق وقتا طويلا نظرا لخطورتها وأهمية الدقة في تنفيذها. بعد خياطة القلب الجديد، يتم إعادة دم المريض من الجهاز إلى الجسم مرة أخرى. يقوم الطبيب بإغلاق الغشاء القلبي وخياطة الصدر مرة أخرى، ثم يتم وضع أنبوب أو عدة أنابيب في الصدر لتصريف السوائل والدم المتبقي في الأنسجة. يتم وضع ضمادة كبيرة على الشق الجراحي، ويتم الانتهاء من الإجراءات الطبية الأخرى، ثم ينقل المريض إلى وحدة العناية المركزة .
مخاطر عملية زراعة القلب : نظرا لخطورة عملية زرع القلب، فإنها تعاني من عيوب خطيرة قد تؤدي إلى فشل العملية، ومن أهم المضاعفات التي قد تحدث هي حدوث تلوث للجرح أو الإصابة بعدوى، ويمكن أن تشمل العدوى الخطيرة الأنسجة الموجودة تحت الجلد وحتى عظام الصدر، مما يضطر الطبيب إلى فتح الجرح مرة أخرى لعلاج التلوث .
قد يحدث نزف بعد العملية الجراحية، وقد يحدث حتى بعد 24 ساعة من العملية، وفي حالة نزف شديد، يقوم الطبيب بإجراء عملية أخرى لوقف النزيف على الفور. قد يحدث أيضا تضرر للأوعية الدموية أثناء الجراحة. ويعتبر رفض الجسم للقلب الجديد من أخطر مضاعفات العملية، ويحدث ذلك خلال 60 يوما من العملية، وفي هذه الحالة يتم إعطاء المريض أدوية لضعف مناعته وتجنب هذا المشكلة .
ما بعد زراعة القلب : يتم عملية الشفاء بعد العملية بعد فترة طويلة، ويعود المريض لممارسة نشاطه تدريجيا ولكن بمتابعة طبية دقيقة والالتزام بالعلاج .