تقرير شامل عن إبر تنشيط المبايض
إن أحد أهم الأسباب لتأخر الحمل هو عدم وجود بويضات أو ضعف إنتاجها. ويكون ذلك بسبب ضعف في إفراز هرمون الغدة النخامية المسؤولة عن اختيار البويضات الأولية من المبيض والحرص على إكمال نموها، وصولا إلى مرحلة التخصيب بحيوان منوي. كما تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على هرمونات الغدة النخامية. ولذلك، يلجأ الطبيب أولا إلى الكشف عن نسبة هذه الهرمونات لتحديد المشكلة .
عملية تنشيط المبايض
عملية تنشيط المبايض هي عملية تعرف باسم الإباضة، والتي تعني تحفيز وإثارة المبيض لإنتاج عدد أكبر من البويضات الناضجة، التي تعمل على حدوث الحمل بصورة أكبر، سواء كان هذا من أجل الحمل بصورة طبيعية، أو من خلال التقليح الخارجي، وعملية التنشيط تحدث بالأدوية سواء كانت حبوب أو إبر .
مرحلة ما قبل الإبر
في هذه المرحلة تشعر السيدة ب تأخر الحمل لديها، فتذهب إلى الطبيب الذي يقوم ببعض الفحوصات، وعندما يكتشف خلل في هرمون الغدرة الدرقية والنخامية كما سبق وذكرنا، يبدأ في إعطائها حبوب لتنشيط المبايض، مثل حبوب الكلوميد والفيمارا، حيث لا يلجأ الطبيب إلى الإبر فورا، بل يلجأ إليها إذا ما فشل العلاج بواسطة هذه الحبوب .
إبر تنشيط المبايض
يتم استخدام هذه الإبر إذا فشل العلاج بالحبوب، وهي عبارة عن إبر بها هرمونات طبيعية أو صناعية، تستخدم في تحفيز المبيضين على إنتاج العدد المطلوب من البويضات، ويوجد أنواع كثيرة منها مثل الفوستمون البيورغيون، والمترودين، تؤخذ هذه الإبر بصورة يومية، إما في العضل أو تحت الجلد، وتزيد الجرعة أو تقل كما يحددها الطبيب بحسب استجابة المبيضين .
المتابعة أثناء العلاج بالإبر
يبدأ الطبيب المسئول بإجراء أشعة صوتية للسيدات، حيث يبدأ ذلك في اليوم التاسع من تاريخ نزول الدورة الشهرية، ثم تكون المتابعة كل 48 ساعة، وذلك لكي يتابع نمو البويضات، حتى تصل إلى الحجم المناسب، والذي غالبا يكون من 18 إلى 24 مليمتر للبويضة الواحدة .
ويجب على الطبيب والسيدة المتابعة جيدا حيث أنه إذا ما زادت الجرعة من الإبر فإن ذلك إلى عدة مشاكل منها : فرط التحريض الذي يؤدي إلى الفشل الكلوي، ظهور أكياس على المبيضين، تضخم في حجم المبيضين، أو وجود بويضات كثيرة أكثر من 4 لكل مبيض، وتجمع السوائل في منطقة الحوض، والذي عندها يجب وقف الإبر فورا .
يستمر العلاج بالحقن لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وعندما يتم اكتشاف بويضة أو عدة بويضات في التصوير بالسونار، يتم حقن السيدة بالإبرة التفجيرية التي تحتوي على هرمون الحمل، ويحدث التبويض خلال 36-40 ساعة بعدها. وأقصى مدة للحمل عند استخدام الإبر هي 3 أشهر، وإذا لم يحدث حمل خلال هذه الفترة، فإن نسبة نجاح الحمل باستخدام هذه الطريقة تنخفض بشكل كبير بعد ذلك .
تشمل الحالات المرضية التي يجب فيها استخدام إبر التنشيط المبيضي
1- السيدات اللواتي يعانين من تكيس في المبايض، والذي يستمر العلاج بالإبر معهم مدة أطول قليلا، ولا يجب أن تزيد المدة عن أربعة أشهر، ويلجئون بعد ذلك لأطفال الأنابيب، ولكن هناك 90 % من النساء المصابات بتكيس المبايض ينجح معهم العلاج باستخدام الإبر المنشطة، ولكن نسبة نجاح الحمل تكون 20 % في الشهر الواحد .
الضعف في الإباضة يمكن أن يتسبب في عدم القدرة على إنتاج البويضات أو إنتاج عدد غير كافي منها، ويمكن أن يكون السبب في ذلك هو الإجهاد والتوتر النفسي أو السمنة المفرطة أو النحافة الشديدة أو اضطرابات في الغدة النخامية والدرقية أو ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين .
ينصح أيضًا بالعلاج عن طريق إبر التنشيط، إذا كان هناك انسداد في إحدى قناتي فالوب عند المرأة .
الآثار الجانبية للعلاج باستخدام إبر التنشيط
قد يحدث ما يسمى بـ متلازمة فرط التبويض والتي تتميز بأعراض متنوعة تتراوح بين أعراض بسيطة وأعراض شديدة، مثل الشعور بالغثيان والقيء، أو الانتفاخ وضيق التنفس، أو زيادة ملحوظة في الوزن. يمكن أن تشير هذه الأعراض إلى حدوث متلازمة فرط التبويض .
2- وقد يحدث أيضا ما يسمى ( حمل متعدد الأجنة )، أي الحمل في أجنة كثيرة، ويقول الأطباء في هذا الشأن أن نسبة النجاح في الجنين الواحد تعادل 70 %، ونسبة النجاح في التوأم تعادل 20 %، أما في حالة وجود 3 أجنة تصبح النسبة 7 %، وفي حالة وجود 4 أجنة تصبح النسبة 3 % فقط، ويتسبب في هذا وجود عدد كبير من البويضات في كلا المبيضين، وتعتمد نسبة الخطر بصورة أكبر على تقدم سن الأم .
يجب في هذه الحالة أن يتوقف الطبيب عن إعطاء الإبرة التفجيرية حتى لا يحدث حمل، لأنها تشكل خطرا على الأم، ويتم اللجوء إلى أطفال الأنابيب كبديل عملي عند وجود بويضات أكثر من اللازم .