اسلامياتالقران الكريم

تفسير سورة والتين والزيتون وبيان فضلها

والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين” [سورة التين: 1-8]، جاء في فضلها أنها أقرت بثلاث رسالات سماوية وهي اليهودية والمسيحية والإسلام حيث ذكرت مواقع نزول كل رسالة فيها وذكرت الأشخاص المتعلقين بها.

فضل سورة والتين والزيتون:
قال بعض الأئمة: نزلت السورة في محال ثلاثة بعث الله في كل واحد منها نبيًا مرسلًا من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبرى فالأول وهي: التين والزيتون وهي بيت المقدس التي بعث فيها عيسى بن مريم عليه السلام، والثاني: طور سنين الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، والثالث: مكة وهو البلد الأمين وهو الذي أرسل فيه محمد صل الله عليه وسلم.

وقالوا: ذكرت الأماكن الثلاثة في آخر التوراة. جاء الله من جبل سيناء، الذي تحدث الله فيه مع موسى بن عمران. وأشرق من جبل بيت المقدس، الذي بعث الله منه عيسى. وصرح من جبال فاران، وهي جبال مكة التي أرسل الله منها محمدا. تم ذكر هذه الأماكن بالترتيب الزمني والترتيب الوجودي، ولذلك أقسم الله بالتين والزيتون الشريفين، ثم بجبل سيناء، ثم بالبلد الأمين الذي هو مكة المكرمة.

قال أبو هريرة: عندما يصل أحدكم إلى نهاية سورة الطور ويقرأ الآية {والتين والزيتون}، ويصل إلى نهايتها {أليس الله بأحكم الحاكمين}، فعليه أن يقول: نعم، وأنا شاهد على ذلك.

عن البراء بن عازب قال: ذكرت أحد الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في إحدى الركعتين بالسفر سورتي التين والزيتون، ولم يسمع أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه

تفسير الآيات:
{وَالتِّينِ}: قيل المراد بالتين مسجد دمشق، وقيل دمشق نفسها، وقيل الجبل الذي عندها، {وَالزَّيْتُونِ}: قال كعب الأحبار وقتادة وغيرهم: مسجد بيت المقدس، وقال مجاهد وعكرمة: هو الزيتون الذي تعصرون، {وَطُورِ سِينِينَ}: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}: يعني مكة ولا خلاف في ذلك، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: هذا هو المقسم عليه، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة، وشكل منتصب القامة وسوي الأعضاء حسنها.

{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}: أي، حتى أدنى مستويات العمر، باستثناء الذين يؤمنون ويعملون الأعمال الصالحة. قال عكرمة: إذا كان شخص يحفظ القرآن، فلن يصل إلى مرحلة الضعف الشديد. وقد استثنينا المؤمنين من هذا لأن الضعف الشديد قد يصيب بعضهم. ولهم أجر غير محدود، ولا يتم قطعه. فما الذي يجعلك تنكر المعاد؟ ألا يعلم أن الله هو الحاكم الأحكم الذي لا يظلم أحدا؟ وأنه إذا كان قادرا على إحياء الأموات، فإنه بالتأكيد قادر على إعادة الخلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى