تفاصيل الفتح الإسلامي لمصر في عام 21 هـ
فتح مصر الإسلامي يُعد من أهم المراحل في تاريخ مصر والحضارة الإسلامية، حيث ذُكرت أهميته في الأحاديث المتعلقة بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه كان مهمًا بالنسبة للمصريين، إذ حرروا من ظلم الروم والفرس .
الخلفية التاريخية لفتح مصر
– تم الفتح الإسلامي لمصر ، في عام 21 من الهجرة النبوية .
– كان فتح مصر امتدادا لفتح بلاد الشام ، و قد اقترحه عمرو بن العاص بعد تمكن المسلمين ، من فتح فلسطين و القضاء على الروم فيها ، و كان يهدف وقتها إلى تأمين تلك الفتوحات الإسلامية ، التي حدثت في المدن المجاورة ، و صد هجمات الروم اللذين تمركزوا فيها ، بعد إنسحابهم من الشام ، فضلا عن أن دخول مصر ، كان ضرورة حتمية ليتمكنوا من دخول أفريقيا .
بدأ عمرو بن العاص في طرح الفكرة على عمر بن الخطاب، وبعد موافقة عمر بن الخطاب، بدأ في تمويله بالجيوش الإسلامية لفتح مصر. لم يعرف عمرو بن العاص بذلك حتى بدأ التوجه إلى مصر .
تحرك المسلمين لمصر
بدأ عمرو بن العاص بالتوجه إلى مصر، عن طريق قمبيز والإسكندر، وقد تجاوز سيناء ومر بالعريش والفارما، ثم توجه إلى بلبيس حيث وجد حصن بابليون الأهم والأقوى من حصون الرومان .
بدأ عمرو بن العاص في التوغل في مصر، وهاجم كافة الحصون الرومانية وقضى عليها واحدة تلو الأخرى، حتى تمكنت الجيوش الإسلامية من الوصول إلى مجرى الدلتا والصعيد .
– كانت أولى الدول التي تمكن المسلمين من الدخول إليها ، مدينة الأسكندرية و قد كان ذلك في الحادية و العشرين من الهجرة ، و قد كان وقوع الأسكندرية في أيدي المسلمين ، له وقع شديد عليهم حيث كان واجبا بعدها على الرومان البيزنطيين ، عقد معاهدة مع المسلمين ، من أجل حماية ممتلكاتهم و أرواحهم و الخروج من مصر بسلام .
هنا بدأ العهد الأول للمسلمين في مصر، حيث كان عمرو بن العاص أول خليفة للمسلمين فيها .
نبوءة فتح مصر في الدين الإسلامي
تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح مصر ، قبل أن يتم بسنوات عديدة ، وذلك استنادا إلى الحديث النبوي الشريف عن نافع بن عتبة عن الرسول أنه قال: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله» وهنا الإشارة لبلاد الروم التي كانت مصر جزءا منها، وقد طلب رسول الله في مواضع أخرى، حسن معاملة المصريين عند فتح مصر، وقد وصف جنودها بأنهم خير أجناد الأرض .
وضع المصريين أثناء الفتوحات الإسلامية
كانت الأوضاع السياسية في مصر قبل الفتح الإسلامي مضطربة للغاية بسبب استغلال الروم لها. حكم الروم لمصر كان تعسفيا، وكانوا يستغلون ثرواتها ومواردها بطرق ماكرة ويطلقون عليها اسم `بيت القمح` .
شهدت هذه المرحلة العديد من الثورات ضد الحكم الروماني، مما أدى إلى اضطراب في عدد من الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها .
كانت مصر ولاية غنية في الإمبراطورية البيزنطية، وكانت واحدة من الولايات الهامة، وغالبية المصريين كانوا يعتنقون المسيحية، وعلى الرغم من ذلك، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الفتح الإسلامي، نظرا لمعاملة الروم المستبدة لهم .
تميز الحكم الإسلامي بالعدل بالفعل رقم ٨٣ .