تفاصيل اعتداء رجال امن في تركيا على اسرة سعودية
تعرضت عائلة سعودية مؤلفة من ثلاثة أبناء ووالدتهم للضرب من قبل أحد موظفي وحراس الأمن في مطار أتاتورك بإسطنبول بتركيا قبل عدة أيام أثناء عودتهم إلى المملكة بعد رحلة سياحية قامت بها العائلة في تركيا. قام رجال الأمن بإحتجاز الأسرة في قسم الشرطة. ما هي تفاصيل الحادثة وأسبابها والإجراءات التي اتخذتها السفارة السعودية تجاه هذه الحادثة المشينة؟ سنتعرف على جميع التفاصيل فيما يلي .
تفاصيل الواقعة :
وفقا لشهادة المواطن عبدالله المنيصير، صاحب الأسرة التي تعرضت للاعتداء، أفاد بأن موظف الجوازات في مطار إسطنبول وسبعة من رجال الأمن أسقطوا زوجته أرضا أثناء إنهاء إجراءات السفر. تدخل الأبناء الثلاثة لإنقاذ والدتهم، ولكن رجال الشرطة هاجموهم بالضرب. وأبلغ المواطن بالحادثة بواسطة أحد الشهود، ثم توجه مباشرة إلى السلطات في المطار للاستفسار عن مكان زوجته وأبنائه. تم رفض طلبه في البداية، ولكن بعد إصراره تم السماح له برؤية زوجته فقط. ووجدها فاقدة للوعي بسبب الخوف الشديد والضرب .
أخبر رب الأسرة السفارة السعودية في إسطنبول، وقامت السفارة بإرسال محامي ومترجم له بعد أن علم بأن ابنه الأكبر محتجز في قسم الشرطة وأبناؤه الصغار في سجن الأحداث ومتعرضين للضرب .
التقرير الطبي :
بعد ترحيل الأسرة إلى المملكة، توجهت العائلة فور وصولهم إلى مدينة الملك سعود الطبية لإجراء الفحوصات اللازمة، وتبين من خلال التقارير الطبية أن الأم أصيبت برضوض في ذراعها وأصابع يدها اليسرى وساقها الأيمن برضوض، بالإضافة إلى آثار ضرب على الرأس مما أدى إلى وجود تورم بسيط في مقدمته. وأصيب الابن الأكبر، الذي يبلغ من العمر السابعة عشر، بتورم وكدمات في الأنف والجانب الأيسر من صدره وكتفه، بالإضافة إلى كدمات تحت العين. وأما الابن الثاني، الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عاما، فقد أصيب بجرح سطحي في خلف مفصل الكاحل الأيمن وسحجة طولية تبلغ حوالي 4 سم في ساقه الأيمن بالإضافة إلى علامات متفرقة في جانبه الأيمن وعليها آثار احمرار .
إجراءات السفارة السعودية :
وقامت السفارة السعودية في تركيا باتخاذ الإجراءات اللازمة للبحث والتحري حول الواقعة. وبهذا الصدد، قامت بمخاطبة وزارة الخارجية التركية بشكل رسمي، وتم رفع الأمر إلى رئاسة الوزراء والقصر الجمهوري، مطالبة بإجراء تحقيقات فورية حول الواقعة .
الجانب التركي :
أعلنت الحكومة التركية بدء إجراءات التحقيق العاجلة في حادثة الأسرة السعودية، وأكدت أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمعاقبة المتسبب في الحادثة فور إعلان نتائج التحقيق .
وفي ردودهم الأولى عن الحادثة، نفى مستشار رئيس الوزراء التركي “طه كينتش” وجود أي اعتداء بالضرب من قبل رجال الأمن التركيين على الأسرة السعودية. وأكد في بيانه أنه ذهب إلى المطار بنفسه والتقى بالمسئولين ومدير الشرطة في المطار، وشاهد تسجيل الفيديو الذي يظهر أن شرطي الجوازات أخبر الأسرة أن الكاونتر الذي كانوا يقفون عليه مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أن الابن الأكبر أصر على الدخول من نفس الكاونتر وطلبت الشرطة منهم أكثر من مرة الانتقال إلى الكاونتر الآخر، لكن الشاب لم يستجب وأصر بقوة على الدخول من الكاونتر المخصص للمعاقين. وهنا بدأت المشادات الكلامية بين الشاب والشرطة، وتم نقله إلى مركز شرطة المطار واحتجازه. وأضاف المستشار التركي أن التسجيل الفيديو لم يظهر أي اعتداء على السيدة السعودية، بل كانت هناك مجرد تدافع بين الابن الأكبر وموظف المطار .
شهود العيان :
ذكر شهود عيان على رأسهم الملاح الجوي “حمد الحمد” الذي كان متواجدا لحظة الواقعة، حيث أكد أن الأسرة السعودية كانت بالفعل تقف على كاونتر المعاقين، إلا أن موظف الجوازات قام بمناداة الابن الأكبر بصوت مرتفع أمام الناس، وكان رد الابن عاديا جدا ولم يظهر عليه الغضب، ثم قام موظف الجوازات بضرب الابن على وجهه، حاول الأشقاء الآخرون إيقاف موظف الجوازات من ضرب أخيهم، إلا أنهم تفاجئوا بعدد كبير من الموظفين يضربون الأبناء الثلاثة، وفي تلك الأثناء كانت الأم تحاول إنقاذ أبناءها، فقام أحد الموظفين بدفع الأم وضربها فسقطت أرضا، وبعد ذلك تم تكبيل الأبناء الثلاثة واقتيادهم إلى مكان آخر غير موقع الواقعة .