بسم الله الرحمن الرحيم ( و التين و الزيتون )، هذه هي الآية الأولى في سورة التين، وهي إشارة واضحة إلى القيمة الكبيرة والفوائد العديدة التي يتمتع بها هذان النباتان، وما زالت الأبحاث حول قيمتهما وفوائدهما قائمة حتى الآن. وحديثنا اليوم عن أحد هذين النباتين وهو الزيتون، والذي يعتبر نوعا من النباتات الشجرية الزيتية الدائمة الخضرة، ويتميز شجرة الزيتون بأنها شجرة معمرة تنمو ثمارا ذات قيمة غذائية عالية، ويمكن استخراج زيت الزيتون منها، والذي يعد معروفا بفوائده الصحية العديدة. وعلى الرغم من عدم معرفة المنبع الأصلي لهذا النوع من النباتات بدقة، إلا أنه يرجح أن تعود تاريخ زراعته إلى 6000 عام، ويعتقد أن منبع زراعته يعود إلى سوريا وفلسطين وجزيرة كريت. وبناء على القيمة الكبيرة والفوائد العديدة التي يتمتع بها هذا النبات، فإنه يجب الاهتمام بزراعته إذا كنت تمتلك حديقة، حيث يمكن زراعة شجرة أو اثنتين والاستفادة من ثمارها. فلنتعلم معا .
كيف نزرع اشجار الزيتون ؟
اولًا إستخراج البذور للزراعة .
• يجب أن تكون ثمار الزيتون التي يتم قطفها في شهري نوفمبر وديسمبر تامة النضج وسليمة، وهذه الفترة هي الأكثر شهرة لجني ثمار الزيتون .
• يتم إعداد محلول من الصودا الكاوية والماء بتركيز 5% حيث يتم وضع 1 كيلو جرام من الصودا الكاوية لكل 20 لترًا من الماء .
• ضع ثمار الزيتون في محلول الصودا الكاوية لمدة تتراوح بين 18 و24 ساعة، مع تحريك المحلول كل ثلاث ساعات .
• بعد انتهاء فترة النقع، يتم تصفية الحبوب من مياه النقع وغسلها جيدًا بالماء النقي للتخلص تمامًا من آثار الصودا الكاوية .
• يتم وضع الزيتون على سطح صلب ورشه بالرمل الخشن، ثم يتم هرس الزيتون بالأرجل للتخلص من لحم الزيتون حول نواة الزيتون أو البذرة داخله .
• بعد التخلص من الطبقة المحيطة بالبذور بالكامل، يتم فرد أو نشر البذور في مكان جاف وجيد التهوية .
هذه طريقة للحصول على البذور، ولكن زراعة الزيتون بدءًا من البذور يمكن أن تكون مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب معاملة خاصة، كما أن إنتاجها قد لا يكون كافيًا، لذلك فإن أفضل طريقة لزراعة الزيتون هي القيام بذلك بالطرق العقلية أو من خلال شراء شتلات جاهزة .
ثانيًا إكثار الزيتون .
توجد أكثر من طريقة لإكثار الزيتون منها : –
1- الإكثار البذري .
• بعد معرفة كيفية استخلاص بذور الزيتون سابقًا، احرص على عدم ترك البذور لأكثر من يوم قبل التعامل معها بواسطة المطهرات الفطرية المناسبة والمتاحة في مكانك، لتجنب دخول البذور في عملية السكون .
• يجب قص أو قمل البذور قبل الزراعة باستخدام المقص المخصص لذلك .
• يتضمن الإعداد لزراعة البذور في أوعية تربة مخصصة، ويتم مراعاة الري خلال هذه العملية التي يستغرقها الإنبات شهرًا إلى شهرين .
• بعد نمو البذور، يتم تجهيز أكياس من البلاستيك مملوءة بالتربة أو الخليط الخاص بالزراعة وتنقل الشتلات المنتجة التي تحتوي على ثلاثة أزواج على الأقل من الأوراق إلى هذه الحاويات .
• يجب تربية شتلات الزيتون بالري الدوري بشكلٍ مناسبٍ حتى يصل طولها إلى 40-70 سم ويكون قطرها حوالي 1 سم، وذلك لتكون جاهزةً للتطعيم في فصل الربيع الذي يعتبر موسم الزراعة الأفضل لزراعة الزيتون .
يعتبر العيب في هذه الطريقة هو أنها تستغرق وقتًا طويلًا في إنتاج الشتلات .
2- العقل الخشبية
• الأغصان التي تم قطعها خلالتقليم تستخدم لإنتاج البتلات، ويتم قصها إلى طول 25-30 سم وعمرها يتراوح بين 3-6 سنوات .
• تتطلب عملية تكوين الجذور غمس أطراف العقل في محلول هرموني منشط لتعزيز عملية التنشيط .
• تغرس الأشجار في الأرض المستقرة داخل أكياس .
3- التجذير .
• • تحتاج زيتونة صغيرة لا تتجاوز سنة واحدة .
• يتم غمس العقل في محلول هرموني مناسب مثل أندول بيوتيك أسيد بتركيز 4 آلاف جزء في المليون .
• يتم وضع العقل في بيئة زراعة، ويفضل استخدام البيرلايت أو الخفان .
• يتم وضع العقل في بيئة قابلة للتحكم، حيث يحتاج إلى درجة رطوبة تتراوح بين 20 و 24 درجة مئوية ونسبة تشبع للرطوبة تصل إلى 85٪ .
• • بعد الجذر، يتم نقلها إلى أكياس بلاستيكية مملوءة بالتربة الزراعية حتى يتم تشتيلها أو تصل الشتلة إلى الحجم المناسب لنقلها إلى الأرض
المستديمة .
يمكن الحصول على العقل الجاهز، ولكن يجب الانتباه إلى بعض الأشياء .
• عمر الشتلة لا يقل عن عام .
• طولها يتراوح بين 50 و 80 سم .
ثالثًا الزراعة .
1- تجهيز التربة .
تُنَجِّحُ زراعةُ الزيتون في معظمِ أنواعِ التربة، حتى وإن كانت الأراضي فقيرةً، لكنها تَحْتَاجُ إلى أن تكون التربةَ جيدةَ الصرف، وتَعْتبرُ التربةُ الطينيةُ الحمراءُ المتماسكةُ العميقةُ التي تتشققُ في الصيفِ هي أسوأَ أنواعِ التربة التي تُزَرَعُ بها أشجارُ الزيتون .
• يتطلب الأمر عمل تحليل للتربة لمعرفة التركيب الكيميائي والفيزيائي للتربة، وهذا يحدد الكميات المحددة بدقة من الأسمدة العضوية والكيميائية التي يجب استخدامها .
• يتم حرث وعزق التربة للتخلص من الحشائش وتهوية التربة ودخول الهواء إليها .
• يتم حفر الجور بعمق 75 سم وعرض 75 سم على بعد لا يقل عن 66 مترًا بين كل جورة والأخرى، وبذلك يمكن زراعة متوسط من 67 إلى 120 شجرة في المزرعة الواحدة .
2- غرس الشتلات .
يتم زراعة أشجار الزيتون في شهر ديسمبر، حيث يتم استلام الشتلات وإزالة الأفرع الجافة والمصابة بالذبول والمتشابكة، وكذلك الجذور المجروحة والمتكسرة، ويفضل رشها بمبيد الفايديننت بتركيز 0.5%، أي يتم إضافة 5 سم من المبيد لكل لتر ماء، ثم يتم فتح الكيس على طوله وإخراج الشتلة مع التربة المحيطة بها، ويتم الزراعة بالطريقة التالية: –
• يفضل عدم ري الشتلات قبل الزراعة بيومين، حتى يكون التربةمتماسكة في الكيس ويسهل إخراجها من الأكياس لوضعها في أماكنها في الجور بسهولة ودون تعرضها للتفتت .
• • إعداد خلطة تتكون من 34 قدحا من السماد العضوي، كيلوغرام من السوبر فوسفات المونو، ربع كيلوغرام من كبريتات البوتاسيوم، 50 جراما من كبريتات النتروجين، بالإضافة إلى بعض التربة السطحية المتولدة من حفر الحفرة، ويجب أن تقلب جميع المكونات داخل الحفرة .
• يتم رش نصف كيلو من الكبريت الزراعي في كل جورة فوق الخليط، ثم يتم استكمال ردم الحفرة بطبقة من التربة السطحية، ويتم ري الجورة عدة مرات قبل الزراعة، ويتم هذه العملية قبل الزراعة بشهر .
• يتم زرع الشتلات في الحفر بحيث تكون أقل بمقدار 10 سنتيمترات من مستوى التربة، وتوضع دعامة خشبية بجوار النبات ويتم ربط الشتلة بها، ثم يتم ترميم الحفرة حول الشتلة والضغط عليها جيدًا لتجنب الفراغات، ثم يتم سقيها مباشرة بمعدل 20 لترًا لكل شجرة .
3- التسميد و التغذية .
• الأزوت : يعتبر النيتروجين عنصراً غذائياً هاماً لأشجار الزيتون، حيث يساعد في عملية النمو الخضري والإزهار والإثمار، ويمكن العثور عليه في التربة في شكلين
الجزء الأول من المعدن (ألومنيوم أو نترات) هو الجزء المناسب للاستيعاب .
المركب الثانوي لا يمكن استخدامه حتى يتم تحلله .
يساهم السماد الأزوتي في تخفيض مستوى مقاومة الشجرة للإصابة بالأمراض الفطرية، كما يؤخر نضج الثمار عند زيادة كميته .
غالبًا ما يتم إضافة احتياجات النبات من النيتروجين على دفعتين، حيث يتم إضافة نصف الكمية في فصل الخريف على شكل أمونيوم، والنصف الآخر في بداية الربيع، ويفضل إضافته على شكل نترات، ويتم رشه .
• الفوسفور : يعمل على إنتاج الطاقة وتنظيم الحمل والعقد، وهو أساس عملية التمثيل الضوئي المساعدة في عملية التلقيح .
• البوتاسيوم : – وهو العنصر الذي يساعد على تحمل درجات الحرارة المنخفضة وانخفاض نسبة الرطوبة في التربة، مما يساعد على زيادة المحصول وتكوين الجذور. يتم إضافته في فصل الخريف ويتم خلطه تحت سطح النباتات في فترة الزراعة، وعلى مساحة الحقل بأكملها في فترة الإنتاج .
• يتمثل التركيب الكيميائي للأسمدة في نسبة 46% لليوريا والسوبر فوسفات و50% لسبفات البوتاسيوم وسماد عضوي متخمر .
4- الرطوبة .
أشجار الزيتون لا تحتاج إلى رطوبة عالية، حيث إن زيادة الرطوبة تساعد على انتشار آفات الزيتون .
5- الضؤ .
تحتاج أشجار الزيتون إلى الكثير من الضوء الذي يعمل على التمثيل الخضري وتكوين الزيوت في الثمار، ويساهم أيضًا في القضاء على آفات الزيتون .
6- الرياح .
تتأثر أشجار الزيتون بالرياح، لذا ينبغي زراعتها في مناطق بعيدة عن الرياح الشديدة، كما يجب بناء حواجز للرياح في حال زراعتها في المناطق التي قد يكون بها هبوب رياح قوية، حيث يمكن للرياح أن تؤدي إلى تساقطالأزهار والثمار .
7- التقليم .
يتم قص أشجار الزيتون في فترة السكون، وهي شهور أكتوبر ومارس، ويشمل التقليم العديد من الطرق، بما في ذلك:
• تقليم التربية .
• تقليم الإثمار .
• تقليم التجديد .
8- الري .
• الري بالتنقيط : – هلى أفضل طرق ري أشجار الزيتون و تستخدم في جميع أنواع الأراضي سواء السهلية او المنحدرة و هذا الطريقة تساعد على إستفادة الأشجار من المياه بشكل بطئ و الفاقد من مياه الري قليل ل, ا تؤدي هذه الطريقة الى إنجراف التربة .
• الري بالرزاز : – حيث يتم إعطاء النبات الماء في شكل رزاز بإستخدام خراطيم متحركة مثبته بجهاز الري بحيث لا يتجاوز إرتفاعها 50 اوة 60 سم عن التربةو تمتاز هذه الطريقة بالتحكم في كمية المياه .
• الري بالخطوط او القنوات : – و هنا يتم عمل خط عرضه من 70 الى 80 سم حيث يوجد صف الأشجار في منتصف هذا الخط و تضمن هذه الطريقة التوزيع الجيد لمياه الري و و وصولها بشكل غير مباشر للنبات .
رابعًا الآفات و الحشرات .
• حشرة الزيتون الرخوة : – و هي تصيب الأوراق و السيقان و يفضل مكافحتها قبل أن تتغطى بالقشرة عن طريق رشها بأحد الزيوت المعدنية الصيفية بمعدل 1% على أن يضاف اليه مبيد الباسودين او اكتيليك بمعدل 1.5في الألف .
• حشرة الزيتون القشرية : – تصيب كل أجزاء النبات و عند الإصابة فبعد التقليم في الشتاء ترش الشجرة بأحد الزيوت المعدنية الصيفية اما بمفردها او يتم خلطها بأحد أنواع المبيدات الحشرية المتوفرة .
• حشرة الزيتون المحارية : – تصيب الأوراق و الأفرع و الثمار و تكافح بنفس طريقة حشرة الزيتون القشرية .
• حشرة الزيتون القطنية : – تتم مكافحتها عن طريق الإهتمام بالري و التسميد و تخليص التربة من الحشائش و التقليم و حرق الأغصان المصابة , في فترة الصيف يتم رش الأشجار بأحد الزيوت المعدنية الصيفية بتركيز 1.5% بمفرده او يخلط مع أحد المبيدات الحشرية , اما اذا تمت الإصابة في فترة الإزهار فيتم رش المحصول بالملانيون بتركيز 3 في الألف او الأنثيو بتركيز 2 في الألف .
• دودة أوراق الزيتون الخضراء : – تعالج بالرش بأحد الزيوت المعدنية الصيفية بمعدل 1.5% او ترش الأشجار بمبيد الأنثيو بتركيز 200سنتيمتر مكعب لكل 100لتر ماء و ترش الأشجار مرة كل شهر بحيث يتوقف الرش قبل الجني بشهر على الأقل .
• ثاقبة أزهار الزيتون ( عثة الزيتون ) : – تكافح مثل دودة أوراق الزيتون الخضراء .
• ذبابة ثمار الزيتون : – تتم المكافحة عن طريق التخلص من الثمار التي تسقط بعد الإصابة و حرقها , تنظيف الارض من الحشائش , إستخدام المصايد الجاذبة للحشرة و التي تحتوي على ثنائي فوسفات الأمونيوم بتركيز 4% , إستخدام المبيدات الحشرية عند الضرورة القصوى على أن يتوقف الرش بها قبل الجني بشهر على الأقل .
• حفار ساق التفاح : – للمكافحة يتم قص الأفرع المصابة ثم حرقها , قتل اليرقات داخل الأنفاق بالسلك , رش الأشجار بالسيديال بتركيز 300 سنتيمتر مكعب لكل 100 لتر ماء , ترش الأشجار 4 مرات بداية من شهر 6 بين الرشة و التالية ثلاث أسابيع على أن يتوقف الرش قبل الجني بشهر على الأقل , دهان من 30 الى 40 سم من ساق الشجرة المصابة و كذلك الأجزاء المصابة بمادة ستميكس اربع مرات بين كل دهنة و التالية شهر .
• خنافس القلف : – تكافح عن طريق تنظيف المكان دائمًا من نواتج التقليم و حرقها , لا تستخدم الأفرع القديمة كسنادات او دعامات , رش الأشجار التي اصيبت بالسيديال بمعدل 300 سنتيمتر مكعب لكل 100 لتر ماء .
• ذبول الفرتسيليم : – هو عبارة عن مرض فطري قد يؤدي الى ذبول جزئي او كلى للنبات مما يؤدي الى موته و يأتي نتيجة المعاملات الزراعية الخاطئة , حتى الآن لا يوجد علاج ناجح لهذه الإصابة و لكن المتاح فقط هى بعض الأعمال الوقائية للحد من الإصابة به مثل , إختيار أرضي بكر أو مضى على زراعتها بمحاصيل حساسة أكثر من 5 سنوات , إختيار شتلات للزراعة نامية فى بيئة خالىة من الإصابة , الأسمدة العضوية المتحللة المستخدمة تكون خالية من التربة الزراعية و تضاف مرة كل عامين , المحافظة على عدم إحداث جروح بالمجموع الجذرى فى حالة حفر الخنادق للتسميد العضوى أو الحرث والعزيق , القيام بعملية تقليم للأفرع المصابة والتخلص منها بحرقها خارج المزرعة , الأشجار الجافة تقتلع وتحرق قبل إعادة زراعة الجورة بعام و يتم تعقيم الجورة بالفورمالين أو تعريضها للشمس , التربة أسفل الأشجار المصابة يجب تغطيتها بالبلاستيك لتعقيمها والحد من نمو الفطر .
• النيماتودا : – مكافحة هذا المرض ايضًا يتم في الغالب بإتباع بعض الإجراءات الوقائية منها إختيار شتلات سليمة للزراعة , التسميد بأسمدة عضوية كاملة التحلل , تنظيف التربة من الحشائش , المبيدات لهذا المرض تستخدم في الضرورة القصوى و توضع على أماكن الإصابة فقط .