تعزيز الهوية الوطنية السعودية
ربما يكون التركيز على تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على القيم الوطنية السعودية من أهم الأمور التي تشغل بال كل دولة وأمة، خاصة الدول النامية، ويأتي ذلك في إطار المفاهيم العالمية المتعلقة بالعولمة وثورة الاتصالات والمعلومات، مما يشمل المكونات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية، والتحديات الناشئة عن التحولات الديناميكية للهوية الوطنية التي تتأثر بظواهر التغير والتحول، بما في ذلك التهميش والتكميش، والانتشار والاتساع، وحتى المقومات الثابتة مثل اللغة والدين.
برنامج الهوية الوطنية
بمزيد من المثابرة والإصرار تستمر الجهود وتتوالى نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، في ظل الحرص الراسخ بمدى المساهمة نحو تلك الجهود والمساعي المباركة في سبل تعزيز الهوية الوطنية، ولذلك قامت برامج تحقيق الرؤية ووثيقة الأهداف الاستراتيجية بكل اهتمام هذه الوثيقة والتي تضمنت عدة أهداف منها إيضاح ما يتعلق برؤية المملكة 2030 من جوانب، والإجابات حول العديد من الأسئلة، التي من أهمها التساؤل حول الاستراتيجية المنبثقة حول رؤية 2030، والكيفية التي يمكن من خلالها ترجمة الأهداف إلى خطة عمل استراتيجية، والتعف على برامج تحقيق تلك الرؤية.
تحدد الوثيقة ستة أهداف للمستوى الأول لتحقيق رؤية المملكة 2030، وهي تعزيز القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية، وتوفير حياة صحية ومليئة بالحيوية، وزيادة معدلات التوظيف وتنويع الاقتصاد وتنميته، وتمكين المسؤولية الاجتماعية وتعزيز فاعلية الحكومة، وبالتزامن مع العمل على تحقيق رؤية المملكة 2030 وتحقيق أهدافها الاستراتيجية
وفي ذلك اعتمد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في جلسته المنعقدة بتاريخ الاثنين 27 رجب 1438هـ قائمة تضم اثني عشر برنامجاً لتحقيق رؤية المملكة 2030، كما وضعت بطاقة خاصة بكل برنامج تتضمن وصف له ولأهدافه، حيث إن كلاً من تلك البرامج تزخر بما يحقق برامجها من أهداف، والتي ترتبط في مسألة تحققها بالكثير من الأهداف الأخرى.
أفكار تعزيز الشخصية السعودية
تقوم أفكار تعزيز الشخصية السعودية في الأساس على القيم الاسلامية حيث قام المهتمون والخبراء في الشأن السعودي بمدى ما لذلك التعزيز من أهمية بالغة بل إنهم قد أعدوا أهداف تلك البرامج باعتبارها تمثل تصحيح للصورة الذهنية بالخارج، وفي ذلك الصدد تم التأكيد إلى ضرورة المضي قدماً على هيئة جرعات هامة وكثفة نحو تصحيح الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية بالخارج، ومن بين تلك البرامج الشعبية الدبلوماسية.
أكد المستشار لمؤشرات الأداء وإدارة إجراءات العمل، إبراهيم نياز، برنامج تعزيز الشخصية السعودية وأهدافه المتعلقة بتعزيز وتنمية الهوية الوطنية والقيم الإسلامية المفقودة في المجتمعات العربية، والتي تستند إلى مصادر القيم الإسلامية والوطنية لتحفيز وقيادة الأفراد والمجتمعات نحو النجاح، وحددت رؤية المملكة خمسة وعشرين هدفا لبرنامج تعزيز الشخصية
أهداف برنامج تعزيز الشخصية الوطنية
تم تحديد أهداف برنامج تعزيز الشخصية السعودية، والتي وضعت في إطار البحث عن القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية، وتم تمثيلها في 25 هدفا، بما في ذلك 15 هدفا رئيسيا و10 أهداف غير مباشرة. وأوضح البرنامج أنه يهدف إلى تنمية الهوية الوطنية لجميع الأفراد وتعزيزها، وتعريف القيم الإسلامية والخصائص النفسية والشخصية التي تحفز وتقود الأفراد لتحقيق النجاح، وتربية جيل متسق مع توجهات المملكة القيمية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى حماية الأفراد من التهديدات الاجتماعية والأمنية والدينية والإعلامية والثقافية
أهداف برنامج تعزيز الشخصية الوطنية المباشرة
- تعزيز قيم الوسطية والتسامح والاتقان والانضباط والعدالة والشفافية والعزيمة والمثابرة هي ضرورية للنجاح.
- تتضمن ضرورة غرس المبادئ والقيم الوطنية والإسلامية، وتعزيز الانتماء الوطني.
- تعزيز حصانة المجتمع من المخدرات.
- تعزيز قيم الإيجابية والمرونة وثقافة العمل الجاد.
- بناء رحلة تعليمية متكاملة.
- تحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم.
- تعزيز وتمكين التخطيط المالي في مجالات مثل التقاعد والادخار وغيرها.
- تحسين جاهزية الشباب لدخول سوق العمل.
- التوسع في التدريب المهني لتلبية احتياجات سوق العمل.
- توافق بين نتائج التعليم واحتياجات سوق العمل.
- توفير معلومات ذات جودة عالية للأشخاص المتميزين في المجالات المهمة.
- تحسين ترتيب المؤسسات التعليمية.
- تحسين مخرجات التعليم الأساسية.
- العناية باللغة العربية.
أهداف برنامج تعزيز الشخصية الوطنية غير المباشرة
- تعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائهم بما في ذلك التعليم وتنظيم الأسرة.
- تحسين الظروف المعيشية للوافدين.
- تحسين ظروف العمل للوافدين.
- استقطاب المواهب العالمية المناسبة بفاعلية.
- زيادة نسبة المحتوى المحلي في القطاعات غير النفطية.
- الحفاظ على تراث المملكة الإسلامية والعربية والوطنية والتعريف به في إطار قيم الإسلامية
- زيادة مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد.
- توطين الصناعة العسكرية.
- توطين الصناعات الواعدة.
- زيادة نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز.
يجب مراعاة بعض المؤشرات التي تأتي على النحو التالي، وهي جديرة بالذكر:
- معدل التضخم.
- معدل الاستهلاك.
- ميزان المدفوعات.
كما يوجد مؤشرات لتحقيق تلك الأهداف، وتلك المؤشرات هي:
- التوظيف في القطاع الخاص.
- الإيرادات غير النفطية.
- المساهمة في المحتوى المحلي.
- الاستثمار غير الحكومي.
سبل تعزيز الهوية الوطنية
التحديات الوطنية تتطلب أهمية تعزيز الهوية الوطنية وإعادة تشكيلها بما يتماشى مع المتغيرات في الوعي التاريخي والتقدير الواقعي للحاضر، والسعي نحو تعزيز الهوية الوطنية بسبل تأثيرية وإبداعية وتربوية وتعليمية وتفاعلية وتراكمية، لتصبح على استعداد للانفتاح على الهويات الأخرى في التواصل والتفاعل والتطور.
وقد بلغت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الإدراك التام نحو تلك التحديات في برنامج تعزيز الشخصية السعودية، ومن خلال المؤتمر الدولي للهوية الوطنية تبين أن المملكة العربية السعودية لا تواجه مشكلة فيما يتعلق بمسألة الهوية والحمد لله ولكن جل ما تحتاج إليه تعزيز الدعم نحو التحولات النوعية للتحديث والتطوير من المملكة.
دور الجامعات في تعزيز الهوية الوطنية
في ظاهرة غير مسبوقة من نوعها عملية وعلمية بتاريخ الجامعات السعودية، وفي مؤتمر دولي تم تنظيمه من قبل جامعة الشقراء الطموحة في ظل شعار (مستعدون للمستقبل ومشاركون في صناعته)، وقد تناول المؤتمر في موضوعه مسألة الهوية الوطنية من حيث غرس قيم التسامح والولاء والوسطية والانتماء.
ومن ناحية أخرى عملت جامعة الشقراء على دعم برنامج تعزيز الشخصية السعودية كواحد من أهم برامج رؤية المملكة الاستراتيجية 2030، ومن ناحية ثالثة تقوم على عرض مجموعة من التجارب العالمية والرؤية الاستشراقية بمجال تعزيز الهوية الوطنية، وقد شارك بالمؤتمر سبعة وخمسون متحدث من ثمانية وعشرون جهة وطنية خاصة وحكومية، كما شارك به متحدثون من خارج المملكة حول أبعاد لها علاقة مباشرة ووثيقة بتعزيز الهوية الوطنية، من بين تلك الأبعاد:
- التأصيل الشرعي لمضامين الهوية الوطنية.
- تعتبر الوسطية والتسامح والاعتدال من المصادر الإسلامية للقيم
- التحديات المعاصرة التي تواجه الشخصية السعودية.
- القيم الإيجابية التي ترسخ مفاهيمها.
- يتعلق الأمر بأهمية التاريخ والتراث الوطني، وبدور المؤسسات التعليمية والقطاعات العامة والخاصة في تعزيز هذا التراث، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام والأسرة.