تعريف وأهمية ميزان المدفوعات
يعد اقتصاد الدول من بين أهم المجالات التي تشغل بال الكثيرين من مختلف قطاعات الدولة، سواء كانوا مستثمرين، رجال أعمال، موظفين حكوميين، سياسيين، أو نشطاء. ومن بين عشرات العلمات الاقتصادية، يأتي بعضها الذي يشكل اهتماما خاصا لهؤلاء مثل أسعار العملات، والميزان التجاري، وحجم الناتج القومي، وحجم الناتج المحلي، وميزان المدفوعات، إلى غير ذلك، وفي هذا السياق، نضع نقطا هامة حول ميزان المدفوعات والغاية والأهمية منه.
تعريف ميزان المدفوعات
هو عبارة عن سجل اقتصادي يتم استعماله لتدوين كل الاجراءات والأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالدول، كما أن لكل دولة من دول العالم ميزان مدفوعات خاص بها؛ تسجل فيه تفاصيل العمليات المالية التي تتم بينها وبين باقي دول العالم من صفقات واتفاقيات استيراد وتصدير وقروض وديون واستحقاقات وتعويضات وما إلى ذلك.
تصنيف سجل المدفوعات
يعتمد سجل المدفوعات على تسجيل جميع المبالغ النقدية التي تم دفعها سواء لشراء خدمة أو سلعة أو للبيع. كما يحتوي على تفاصيل عن جميع المصروفات الأخرى. ويتكون هذا السجل عادةً من جزئين: جزء يسمى المدين والآخر يسمى الدائن، ويختص كل منهما بشيء محدد
1- المدين: يتم فيه تسجيل جميع الإجراءات والتعاملات المالية التي شاركت فيها الدولة مع دولة أخرى أو أي كيان آخر، كما يتم فيه دفع جميع المبالغ المستحقة للغير.
2- الدائن: يسجل في هذا العام جميع الإجراءات والتعاملات المالية التي شاركت فيها الدولة مع دولة أخرى أو كيان آخر، ويتم تحويل المبالغ المستحقة للدولة.
المدة المحددة لسجل المدفوعات
يتم إنشاء نظام سجل المدفوعات دائمًا لتغطية فترة سنة مالية واحدة فقط، حيث تبدأ الصفحات الأولى في بداية العام في اليوم الأول من شهر يناير (كانون الثاني)، وتنتهي في نهاية العام نفسه في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر (كانون الأول).
أهمية ميزان المدفوعات
نظام ميزان المدفوعات له ما له من أهمية في بناء الدول والحفاظ على تماسكها وضمان حسن سير تطورها الاقتصادي، فهو لا يمثل فقط مجرد سجل لجرد مصروفات وإنفاقات الدولة ومستحقاتها، لكن له في العادة دور بارز في تقييم الحالة الاقتصادية في دولة ما، ويبدو ذلك بالتفصيل في النقاط التالية :
1- توضيح العلاقة بين الاقتصادين المحلي والعالمي: وتتم هذه العلاقة عن طريق دراسة وتقييم العلاقات بين الدول، وتقييم مدى ترابط دولة مع أخرى من خلال التعاملات التجارية والاستثمارية، والتي تشير ضمنا إلى مدى الثقة بين البلدين.
2- مساعدة الدول لتحسين وضعها الاقتصادي: يتم حساب مستوى النمو الاقتصادي للدولة ومدى قدرتها على التصنيع والاعتماد على نفسها أو الاعتماد على الواردات، وهو ما يوضح توافر الموارد والخدمات للشعب في الدولة؛ وبالتالي، تحدد المنظمات الدولية والحقوقية والخيرية مدى حاجة كل دولة لتلقي مساعدات مالية وغير مالية لتحسين وضعها الاقتصادي.
2- تقييم التأثيرات الاقتصادية العالمية على اقتصاد الدول: لا يمر فترة من عمر الدول دون حدوث فجوة كبيرة تؤثر على اقتصاديات العالم بأسره، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب انهيار اقتصادي في دولة كبيرة، وبسبب ذلك، يتأثر العديد من الدول التي لها علاقات اقتصادية بها، وبإمكان سجلات المدفوعات حساب الضرر الذي تعرضت له كل دولة بشكل منفصل نتيجة لتلك الانهيارات الاقتصادية العالمية.
3- توقع أسعار الصرف: يتم تحديد توقعات سعر صرف العملات العالمية وتحديدا الدولار مقابل العملة المحلية بناء على مقدار ما تنفقه الدولة وتتورط في تسديده من الديون مقابل ما تستقبله من مستحقات مالية.
4- توفير بيانات إحصائية لاقتصاديات الدول: يساهم سجل ميزان المدفوعات في إجراء دراسات وإحصاءات تحليلية حول اقتصاديات الدول وتقدمها أو انهيارها ونسب الإنجازات أو الإخفاقات التي تحددها.
يُعَدُّ ميزان المدفوعات أحد الاعتبارات الاقتصادية التي تستخدمها الدول لتقييم وضعها الاقتصادي، وله مهام وفوائد عديدة.