جريمة الحرب” هي عمل يشكل انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب، وهي تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية، ومن أمثلة جرائم الحرب القتل العمد للمدنيين أو الأسرى، والتعذيب، وتدمير الممتلكات المدنية، واحتجاز الرهائن، والغدر، والاغتصاب، واستخدام الأطفال في الحرب، وغير ذلك.
مفهوم جرائم الحرب
ظهر مفهوم جرائم الحرب في بداية القرن العشرين عندما تم توثيق مجموعة من القوانين الدولية المعترف بها في الحروب بين الدول ذات السيادة. تم توثيق هذه القوانين على المستوى الوطني، مثل قانون ليبر في الولايات المتحدة، وعلى المستوى الدولي من خلال تبني معاهدات خلال اتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و 1907.
جرت المحاكمات في المحاكم الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت تطورات رئيسية في القانون. تأسست مبادئ نورمبرج من خلال العديد من محاكمات مجرمي حرب أكسيس، مثل فكرة أن جرائم الحرب تشكل جرائما يحددها القانون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، حددت اتفاقيات جنيف في عام 1949 جرائم حرب جديدة وأثبتت أن الدول يمكنها ممارسة الولاية القضائية العالمية على مثل هذه الجرائم.
في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، بعد إنشاء العديد من المحاكم الدولية، تم تحديد فئات إضافية من جرائم الحرب التي تنطبق على النزاعات المسلحة غير تلك بين الدول، مثل الحروب الأهلية.
أمثلة مبكرة لجرائم الحرب
تمت محاكمة بيتر فون هاجنباخ أمام محكمة خاصة للإمبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1474، وكانت أول محاكمة “دولية” لجرائم الحرب. حكم عليه بالإدانة وقطع رأسه بتهمة ارتكاب جرائم وقعت خلال الحرب، على الرغم من أنه زعم أنه “يتبع الأوامر فق.
في عام 1865، تم إدانة هنري ويرز، ضابط في جيش الولايات الكونفدرالية، وشنقه بسبب الظروف المروعة في سجن أندرسونفيل، حيث توفي العديد من أسرى حرب الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
اتفاقيات حول جرائم الحرب
اتفاقيات لاهاي
كانت اتفاقيات لاهاي معاهدات دولية تم التفاوض عليها في مؤتمري السلام الأول والثاني في لاهاي بمدينة هولندا في عامي 1899 و1907 على التوالي، وكانت، جنبا إلى جنب مع اتفاقيات جنيف، من بين أوائل الوثائق الرسمية لقوانين الحرب وجرائم الحرب في الهيئة الناشئة للقانون الدولي العلماني.
اتفاقيات جنيف
اتفاقيات جنيف هي مجموعة من الاتفاقيات الدولية المتصلة التي تم تبنيها وتوسيع نطاقها باستمرار من عام 1864 إلى عام 1949، وتشكل أساسا قانونيا وإطارا لسير الحروب بموجب القانون الدولي. وقد صادقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي تنطبق على جميع حالات النزاع المسلح في العالم. ومع ذلك، فإن البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف التي اعتمدت في عام 1977 تضمن أكثر الأحكام حماية من القانون الإنساني الدولي وتفصيلا فيما يتعلق بحماية الأشخاص والأماكن في الحروب الحديثة. ولم يصدق عليها بعض الدول المشاركة في الصراعات المسلحة، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والهند وباكستان والعراق وإيران وغيرها. وتبقى الدول تتبع قوانين وقيم مختلفة في سلوك الحرب.
تم تطوير المفهوم الحديث لجريمة الحرب بشكل أكبر تحت إشراف محاكمات نورمبرج بناءً على التعريف الوارد في ميثاق لندن والذي تم نشره في 8 أغسطس 1945، و بالإضافة إلى جرائم الحرب ، حدد الميثاق أيضًا الجرائم ضد السلام والجرائم ضد الإنسانية ، والتي غالبا ما ترتكب خلال الحروب وبالتنسيق مع جرائم الحرب.