تعريف القرض في الإسلام
القرض في اللغة يعرف بأنه هو القطع وذلك لأن المقرض أي الشخص صاحب المال يقوم باقتطاع جزء من ماله ويقوم بدفعه إلى المقترض أي الشخص المحتاج لذلك المال. يعني مفهوم القرض في الإسلام دفع المال للمستفيد منه، حيث يختلف تماما عن مفهوم القروض ذات الفائدة مثل قروض البنوك. في الإسلام، القرض يعزز مبدأ التكافل والتماسك والمساعدة بين الناس، بعكس القروض ذات الفائدة التي تهدف إلى تحقيق الأرباح وتعتبر ربا وشكلا من أشكال استغلال احتياج الأفراد أو المؤسسات للمال. بالمقابل، في القرض الإسلامي، يتم تقديم المساعدة للشخص المحتاج والسعي للتقرب من الله. الربح الذي يحصل عليه المقرض في القرض الإسلامي هو من عند الله، من خلال رضاه وبركة ماله. في القرض الإسلامي، لا يجوز للمقرض أن يطلب زيادة مالية عن قيمة القرض الأصلية، فهذا يعتبر ربا محرما في الإسلام. الدين الإسلامي يحرص على عدم استغلال احتياج الشخص الذي يطلب القرض من أجل زيادة أرباح المقرض. لذلك، القرض في الإسلام يعني تقديم المساعدة وتفريج الحاجة عن المسلم، ويجلب له أجرا عظيما من الله. القرض في الإسلام هو أحد أشكال الصدقة، حيث يتم طلب القرض فقط من الشخص المحتاج للمال، وبالتالي يعتبر عملا صالحا يقرب الإنسان من الله .
أحكام وشروط القرض في الدين الإسلامي :أشترط الدين الإسلامي عددا من الشروط الأساسية واللازمة لصحة القرض، ومنها:
أولاً :يتوجب على المقرض، أي الشخص الذي يقدم المال، أن يكون مالكا له بشكل شخصي، ولذلك، لا يجوز لولي اليتيم إقراض أي شيء من مال اليتيم، لأنه ليس مالكا أساسيا له .
ثانياً :- تحديد المبلغ الكامل المدفوع للقرض بغض النظر عما إذا كان نقديا أم عينيا ، حتى يتمكن المقترض من سداد القرض بأي شكل للمقرض .
ثالثاً :– يحظر بشدة على الشخص المقرض أن يشترط أي زيادة في قيمة القرض الأصلي على المقترض عند سداده، حيث اتفق علماء المسلمين بالإجماع على أن من يشترط الزيادة أو يطلبها أو يسعى إليها بأي شكل من الأشكال مثل الهدية أو المنفعة، فإن ذلك يجعل القرض يتحول من كونه واحدة من أشكال الخير والعون للمحتاجين إلى أن يصبح شكلا من أشكال الربا واستغلال حاجة المقترض للمال .
رابعاً :يجب على المقرض أخذ المال من المقترض بنفس القيمة الأساسية، حيث يجب أن يكون القرض للابتغاء وجه الله تعالى وليس للتجارة أو الربح بالفوائد الربوية .
خامساً :يجب أن يكون للشخص المقترض النية الحسنة لسداد المال إلى الشخص المقرض دون تأخير أو تماطل، لأن التأخير والتماطل في سداد الدين من الصفات الذميمة والمنهي عنها في الدين الإسلامي، والتي أدت إلى تردد الكثير من الناس في إقراض المال للمحتاجين، مما أدى في النهاية إلى اللجوء إلى البنوك الربوية للاقتراض، مما ساهم في تعزيز نشاط هذه البنوك وتطويرها في الأعمال الربوية .