تعريف السرقة الأدبية
السرقة الأدبية هي نوع من أنواع جرائم السرقة ، و التي لا تقل أهمية عن سرقة الأموال فالسارق الأول يقوم بسرقة الأفكار والسارق الثاني يقوم بسرقة الأموال ولذلك فإن السرقة الأدبية هي إحدى جرائم السرقة سواء كانت سرقة لفكرة أو لنص وهي جريمة يعاقب عليها القانون ، و من الممكن أن تطال مشكلة السرقة الأدبية كلاً من الناشر والمؤلف مروراً بتصوير الكتب والذي يعتبر في الدول المتقدمة والمتحضرة من إحدى أنواع السرقة أيضاً ، حيث نجد في المعجم الوسيط أن السرقة تعني الأخذ من كلام الغير أي أنها تعني أخذ بعض المعاني أو بعضاً من الألفاظ سواء أكانت تلك السرقة عبارة عن أخذ اللفظ بأسره أو المعنى بأسره ، وللسرقة الأدبية العديد من الأنواع والأشكال فمنها كمثال أن يدفع البعض المال لبعضاً من الكتاب المغمورين أو حتى الطلبة الناشئين ، و ذلك من أجل استغلالهم للقيام بتأليف الكتب أو الأبحاث لهم من أجل أن يتم نسبها إليهم والأغرب أنه في الكثير من الحالات يكون ذلك الشخص الذي دفع المال غير ملم من الأساس بموضوع أو بمحتوى الكتاب أو البحث الذي قام بنسبه إلى نفسه ، ولذلك تأتي خطورة السرقة الفكرية على المجتمع إذ أنه أصبح بإمكان غير المفكرين أن يحملوه تلك الصفة في المجتمع مما يعرض المجتمع إلى الخطر ويقوم بطعنه في ثقافته أي أن السارق الأدبي أشد خطورة من السارق العادي على المجتمع وعلى وعيه و فكره .
قسم النقاد والمفكرين السرقات الأدبية من حيث اللفظ والمعنى إلى ثلاثة أقسام، وهي:
السرقة الأدبية للألفاظ والمعاني هي ممارسة قديمة للغاية لم تكن جديدة أو حديثة، حيث كان الشعراء العرب يقومون بفحص كلامهم وشعرهم ويتبعونه لإعادة المعاني إلى أصحابها السابقين سواء في المعنى أو الفكرة. وقد وصف الشاعر الأعشى السرقة الأدبية بقوله `فكيف انأ وانتحالي القوافي بعد المشيب كفى ذاك عارا`، وهذا يعني أن السرقة الأدبية كانت موجودة بالفعل لدى الشعراء العرب وأنهم كانوا يعتبرونها عارا وذنبا. كما كانت السرقة الأدبية معروفة أيضا بين الشعوب اليونانية والرومانية القديمة. وأدلى هوراس بالاعتراف بتقليده لـ `اركيلوكس` و `اليكوس`، وذكر `أرسطو` أيضا استخدام الشعراء وسيلة لنقل الأفكار والمعاني عن الأقدمين .
وجد بعض الكتاب والمفكرين تبريرا للسرقة الأدبية، ومنهم من جملها واعتبرها تواردا للخواطر فقط. استشهد أصحاب هذه الرواية بحادثة (إبراهيم عبد القادر)، حيث قام بترجمة رواية روسية إلى العربية وسماها `ابن الطبيعة` في عام 1920. المفاجأة كانت عندما قام بطباعة قصته في عام 1930، حيث اكتشف أن قصته تحتوي على خمس صفحات كاملة من الرواية الروسية `ابن الطبيعة` بشكل حرفي تماما، ولم يكن لديه أدنى نية مباشرة أو رغبة في ذلك. برر تشابهها الكبير بأن الرواية تركت أثرا غير عادي فيه وفي مشاعره، فظن أنه كتبها من داخله .
ولكن الأخطر ما يتواجد في العصر الحالي من أنواع متعددة ومتنوعة من السرقات الأدبية، ومن الأسف أن الكثير منها غير واضح للعالم أو المعنى، أي أن السارق الأدبي يقوم بإعادة صياغة العبارات والأفكار وينسبها لنفسه، حيث ساعدت الشبكة العنكبوتية بشكل كبير في ذلك، ولذلك انتشرت السرقة الأدبية على نطاق واسع. ومن أحد العوامل التي ساعدت في انتشار ظاهرة السرقة الأدبية هو غياب مفهوم حماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلف، ويبرر البعض ذلك عن طريق اعتبار السرقة الأدبية نوعا من الاستعارة. ويبرر البعض الآخر السرقة الأدبية بأن الأفكار والرؤى القديمة طبيعية ومع التطور الفكري في عصرنا الحديث، تتطور وتتكامل تلك الأفكار والرؤى بشكل كبير. وبالتالي، يرون أن ذلك ليس سرقة أدبية. وفي المجتمعات غير المتحضرة، لا تعتبر السرقة الأدبية مسألة مهمة، بل ينكرون وجودها تماما، بينما يعتبر البعض الآخر أن الفكر الإنساني قابل للتطور والتحديث في المفاهيم والرؤى، وبالتالي فإن أي فكر أدبي قابل للتحديث والتطور في الأفكار والمفاهيم، وحتى في السرد الفكري الأساسي .