الرشوة تعرف بأنها هي كل ما يتم إعطائه لشخص ذو سلطة أو يشغل مركزاً مسئول لكي يوافق على أمر غير قانوني أو غير شرعي ولكل من الراشي وهو ذلك الشخص الذي يقوم بدفع الرشوة وكذلك المرتشي أي الشخص الذي قبل بالرشوة وفي بعضاً من الأحيان يكون هناك وسيطاً بين طرفي الرشوة وهو يطلق عليه الرائش .
تعريف الرشوة :الرشوة هي إحدى أهم وأخطر أشكال الفساد، وهي لا تقتصر في مفهومها على تقديم المال فحسب، بل تتضمن أيضا أشكالا أخرى مثل تبادل الخدمات، ويمكن أن تحدث بين أفراد أو جماعات أو مؤسسات، على سبيل المثال، يمكن لمؤسسة دفع مبلغا ماليا لمؤسسة أخرى للحصول على حق ليس من حقوقها، أو للحصول على معلومات تضر الطرف الآخر. ويمكن تعريف الرشوة أيضا على أنها تقديم مبلغ مالي أو هدية لمسؤول ما، نظرا لأنه يتمتع بميل نحو الاستغلال أو الثراء، ويستغل هذا الميل لتحقيق مصلحته الخاصة .
أسباب الرشوة :- يوجد عدد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الرشوة في المجتمع، ومنها:
أولاً :- انعدام الأخلاق والوازع الديني الضعيف لدى الأفراد .
ثانياً :تراجع مستوى دخول الأفراد، أي مستواهم المعيشي، وبالأخص تلك الشريحة من الموظفين الحكوميين .
ثالثاً :- الطمع والرغبة في الثراء موجودة لدى بعض الأشخاص ويسيطران عليهما .
رابعاً :- – عدم الشفافية وطرق المساءلة القانونية الصحيحة في المؤسسات .
خامساً :- يمكن أن يؤدي وجود ضعف في الإدارة العليا إلى الفساد، سواء بسبب ضعف الشخص الشاغل للمنصب أو بسبب فساده الشخصي، وعندما يحدث فساد في الإدارة العليا، فإنه يؤثر على ما تحتها .
سادساً :- يتسبب ضعف وتدني الوعي المجتمعي لدى الأفراد وعدم إدراكهم لأضرار انتشار الرشوة في عدم تصديهم لهذا السلوك.
سابعاً :- تتحكم بعض الأشخاص ذوي المراكز الكبيرة والحساسة في علاقات القرابة والانتماءات .
الآثار السلبية للرشوة على الفرد والمجتمع :- يوجد عدد من الآثار السلبية الناتجة عن انتشار الرشوة على المستوى الفردي والمجتمعي، ومنها:
أولاً :- تدمير الأخلاق والمثاليات وفقدان الثقة بين أفراد المجتمع .
ثانياً :– يتسبب الفساد الكبير في الخدمات الأساسية في تأثير سلبي كبير على القطاعات الحساسة في المجتمع، مثل القطاع الصحي والقطاع الغذائي، مما يؤدي إلى إضاعة مكتسبات المجتمع بأكمله وحرمان الأشخاص الذين يعانون من حاجة شديدة لهذه الخدمات في المجتمع منها .
ثالثاً :- تفكك المجتمع بين أفراده يؤدي إلى انتشار الكراهية والحقد بينهم، مما يشكل خطرا مباشرا على تماسك المجتمع بشكل عام .
كيفية التصدي للرشوة والقضاء عليها :هناك عدة أسباب يمكن اتباعها للقضاء على ظاهرة الرشوة، منها
أولاً :يجب تحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع ككل .
ثانياً :يتم تطبيق أقصى عقوبات على أي شخص يثبت أنه تقاضى رشوة .
ثالثاً :يتضمن التنوع والاستمرار في أشكال الرقابة على الموظفين والمسؤولين الحكوميين .
رابعاً :- يجب عدم وضع قيود على حرية الصحافة والسماحلها بالعمل بحرية، لأن لها دور حيوي في كشف الفساد والفاسدين وفضحهم أمام الرأي العام .
خامساً :- يتم اختيار الأفراد لشغل المناصب العليا في الدولة بناءً على أخلاقهم الحسنة وحسن سلوكهم وسيرتهم .
سادساً :- العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية وظروف المعيشة للموظفين .
سابعاً :- يتم نشر التوعية والعمل على تعريف الأفراد بتلك الآثار المدمرة للرشوة عليهم وعلى المجتمع ككل .
رؤية القانون لجريمة الرشوة :- الرأي القانوني في جريمة الرشوة متباين، فهناك من يرون أن الراشي والمرتشي يجب أن يتعرضا لنفس العقوبة، لأنهما شريكان أساسيان في الجريمة، وهناك آخرون يرون أن كل منهما يجب أن يتلقى عقوبة منفصلة، ويرى أصحاب هذا الرأي أنه يجب أن لا يتم تطبيق نفس الحكم على المرتشي والراشي، لأن الراشي في كثير من الحالات لا يدرك خطورة تقديم الرشوة للمرتشي .
رؤية الدين الإسلامي للرشوة :- قد حارب الدين الإسلامي الرشوة بشكل صريح ويراها من أكثر المفاسد البغيضة، وقد بين عقوبة الراشي والمرتشي والمرتشى في التشريع الإسلامي. فقد جاءت اللعنة الصريحة عليهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل على تحريم الرشوة بشدة في الدين الإسلامي واعتبارها من الكبائر .