تعريف الإسراف
الدين الإسلامي في الأساس هو ذلك الدين الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال في كل شئون الحياة الخاصة بالفرد المسلم والدين الإسلامي قد جاء بالعديد من التشريعات الخاصة بالعديد من أمور الإنسان والتي قد ساهمت في تحقيق التقدم والازدهار للبشرية والقيام بتنظيم شئونها حيث أن الدين الإسلامي الحنيف هو ذلك الدين المنظم لحياة المسلم من شتى نواحيها وذلك حرصاَ منه على أن يحيا الفرد المسلم حياة سعيدة وهادئة وسليمة بل ومتوازنة في شتى جوانبها ومن بين تلك الأمور التي حث واكد عليها الدين الإسلامي هي البعد عن الإسراف من جانب المسلم ، و ذلك في جميع شئون حياته المختلفة .
تعريف الإسراف في اللغة :– البذر يعني الإفراط في شيء ما دون وجود نية صالحة للفائدة. يشير هذا المصطلح إلى تجاوز الشخص الحدود المعقولة في استخدامه أو إنفاقه، ويعني الإفراط في أي فعل يتجاوز المعتاد أو المقبول، مثل إسراف المال أو الطعام والشراب أو اللباس، وغيرها من الأمور الشخصية. يمكن تعريف الإسراف بشكل عام على أنه سلوك إسرافي غير مرغوب وغير ضروري يتسبب في الضرر للفرد .
رؤية الدين الإسلامي للإسراف وموقفه منه :أكد الإسلام حرمانية الإسراف والتبذير، حيث ذكرت العديد من الآيات القرآنية الكريمة ذلك، وأشار إلى كراهية الدين لهذا السلوك غير المسؤول من قبل المسلمين. ففي آية قرآنية محكمة قال الله تعالى: `وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين`. وهذه الآية القرآنية تدل على كراهية الله تعالى للإسراف والمسرفين، وأن الإسراف هو هذا السلوك الضار للفرد المسرف، بالإضافة إلى ضرره البالغ على المجتمع بأكمله. ولو قام المسرف بتوظيف ما أسرف فيه بالشكل الصحيح لكان قد عاد بالنفع والفائدة إلى مجتمعه.
أنواع وأشكال الإسراف :- هناك أشكال وأنواع متعددة للاسراف والتبذير بما في ذلك
أولاً :- الإسراف في الطعام هو مثلا عندما يقوم الشخص بشراء العديد من أنواع الطعام وكمياته بشكل زائد، وفي النهاية لا يستطيع تناولها كلها، مما يؤدي إلى فساد الطعام وتلفه، وعدم الاستفادة منه في الوقت الذي يعاني فيه البعض في المجتمع من الجوع أو الحاجة إلى الطعام .
ثانياً :- الإسراف في استخدام المياه يحدث بإهدارها دون فائدة، مثل ري الأراضي الزراعية بالغمر مما يؤدي إلى ضياع كميات كبيرة من المياه دون الاستفادة منها.
ثالثاً :- – الإسراف في استخدام مصادر الطاقة: ومن أمثلة ذلك الاستخدام العالي للسيارات الخاصة من قبل الأفراد أو الإضاءة القوية أو تشغيل التكييف في غرف غير مأهولة، مما يؤدي إلى إهدار الكثير من المواد البترولية دون جدوى، والتي تستخدم أساسا في توليد الكهرباء في محطات الطاقة .
أهم الأسباب والعوامل التي تدفع الشخص إلى الإسراف :- هناك العديد من الأسباب التي تؤدي وتدفع الأشخاص إلى الإسراف، من بينها
أولاً :- يعاني الشخص من ضعف في نمط حياته سواء من الناحية الثقافية أو الاجتماعية، والذي أثر بشكل كبير عليه، وجعل هدفه هو جني المال وإنفاقه بطريقة مبذرة ومسرفة .
ثانياً :- الضعف الديني لدى بعض الأفراد يؤدي إلى الإسراف في إنفاق المال على شهواتهم ونزواتهم .
ثالثاً :- نقص الخبرة المالية للفرد ودورها المهم في نهضة الأمة وازدهارها إذا تم استغلالها بالطريقة الصحيحة .
رابعاً :التقليد الأعمى لبعض السلوكيات الغريبة وغير الصحية التي دفعت ببعض الأشخاص إلى السعي وراء العديد من التفاهات المكلفة ودون سبب حقيقي لديهم، وصلت بعضهم إلى حد الاستدانة من الآخرين أو الاعتماد على القروض من أصحاب دخل محدود لتلبية احتياجاتهم من هذه التفاهات غير الضرورية .
خامساً :- بعض الناس يفتقرون للفهم والرؤية الصحيحة لحقيقة الدنيا، حيث تعد دارا للفناء ولا تدوم على حالها، وتتغير وتتقلب باستمرار، ولذلك يجب أن يكون الفرد حريصا على ماله ليتمكن من الاعتماد عليه في الحاجة والشدة .
سادساً :تأثر الشخص بعدوى الإسراف والتبذير بسبب مرافقته للمسرفين والمبذرين وانتقال العدوى إليهم .
سابعاً :: أحيانا يكون السبب في التبذير والإسراف هو تعرض الشخص للثراء بشكل مفاجئ وبعد مرور فترة من العسر والضيق دون بذل أي جهد أو تعب، مما يؤدي إلى إسرافه في الثراء وعدم الشعور بقيمته، بالإضافة إلى انتاب بعض الأشخاص شعور النقص والتسمم بالثراء، ما يدفعهم إلى الإسراف والتبذير.