تعاملات رسول الله مع أمهات المؤمنين
ذُكر في السيرة النبوية العديد من الحالات التي أظهر فيها النبي روحه الطيبة والعطوفة، بالإضافة إلى طريقة تعامله مع زوجاته، والتي أظهرت تعامله الرحيم والرومانسي أيضًا .
مواقف للنبي مع أمهات المؤمنين
بشكل عام، كانت حياة النبي مع أمهات المؤمنين تتسم بالمودة والرحمة، وهو الأسلوب الذي وصفه القرآن في تلك العلاقة. وكان يبذل قصارى جهده لإسعادهن، وذلك لفهمه لطبيعة المرأة التي ترغب في التدليل كالأطفال. ومن بين هذه الأمور، كان يطلق عليهن ألقابا غير أسمائهن لإظهار حنانه، كما كان يلقب السيدة عائشة بألقاب مثل “يا عائش” و”يا حميراء”، وهي تصغير لكلمة “حمراء” التي كانت تطلق على المرأة البيضاء التي يمتاز وجهها بالحمرة .
أفعال النبي مع زوجاته
– تحلت أفعاله بالرفق و التدليل و اظهار الحب فكان يتعمد الشرب من المواضع التي شربن منها ، و تناول الطعام من مواضع أكلهن فعن عائشة رضي الله عنها «كنت أشرب فأناوله النبي عليه الصلاة و السلام فيضع فاه على موضع في ، و أتعرق العرق فيضع فاه على موضع في » و معنى ذلك أنه كان يأكل ما تبقى من اللحم على العظم بعدما أكلت .
– في ظل الصعوبات والتحديات التي واجهها النبي وفق مسؤولياته، لم ينس أبدا العلاقة الرومانسية بينه وبين زوجاته، ويتجلى ذلك في تعاملاته العديدة. على سبيل المثال، قال أنس بن مالك إنه خرج مع النبي وزوجته صفية بنت حيي بن أخطب إلى المدينة، وعندئذ قام النبي بالجلوس على ركبتيه على الأرض، لتضع زوجته رجلها على رجله لتستطيع الجلوس على البعير. ولم يشعر سيدنا رسول الله بالخجل من هذا الموقف أمام جنوده، وعندما تأخرت في المسيرة، استقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول له: `حملتني على بعير بطيء`. فظل يمسح دموعها بيديه ويسكنها .
مزاح النبي مع زوجاته
على الرغم من شخصيته القوية والمهابة، والتي كانت أساسا لقيادة الأمة بعده، كان النبي يمازح زوجاته ويسليهن. تتذكر السيدة عائشة العديد من المواقف التي جمعتها بينها وبين النبي، منها عندما دعاها لمشاهدة رقص أهل الحبشة بالحراب. عند سماعها للأصوات، تساءلت عن الأمر وسألته، فأجابها قائلا إنهم أهل الحبشة يرقصون ويحيط بهم الصبيان، ثم طلب منها أن تأتي لتشاهدهم. وعندما حضرت وضعت ذقنها على كتف النبي وظلت تشاهدهم من الخلف .
وفي موقف آخر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسابق مع السيدة عائشة في بعض الأحيان، فكان يسبقها في بعض الأحيان ويتركها تسبقه في بعض الأحيان، ويضحك ويقول لها `هذه بتلك` .
كان سيدنا رسول الله يترك المجال لزوجاته للمزاح والمرح. يتذكر الناس حينما زارت السيدة سودة السيدة عائشة في يوم ما، فقام الرسول وجلس بينهما. ثم قامت سودة وعملت حريرة وقدمتها للسيدة عائشة لتأكلها، ولكنها رفضت وضحكت وقالت إنها لن تأكلها لأنها ستلطخ وجهها. ثم أخذت قطعة من القصعة ودلكت وجهها بها. ولذلك، ابتعد رسول الله ليترك لهم المجال، وقامت سودة وأخذت قطعة من القصعة ودلكت وجه السيدة عائشة. وظل النبي يمزح معهم ويضحك .
النبي لم يكن يخجل أبدا من التعبير عن محبته لزوجاته، فكان يقول عن السيدة خديجة أنه وهبها حبها، وعندما سئل عن أعز زوجاته قال عائشة. وعلى الرغم من ذلك، كان يراعي غيرتهن ويتعامل معهن بالعدل في كل شيء .