صحة

تشخيص مريض الانزلاق الغضروفي وعلاجه

يتكون العمود الفقري لظهر الإنسان من فقرات متصلة ببعضها البعض بواسطة رباطات قوية تسمح بحركة واسعة، وكذلك تتصل أجسام فقرات سلسلة العمود الفقري ببعضها بواسطة الأقراص الموجودة بين الفقرات القوية، وتغطي السطح العلوي والسطح السفلي لكل فقرة صفيحة رقيقة من الغضروف الهياليني بشكل كامل، وتكون تلك الصفائح الغضروفية متحدة ومتصلة ببعضها بواسطة حلقة طرفية من النسيج الليفي المسمى الحلقة الليفية.

◄ الام الانزلاق الغضروفي : تظهر فجأة في الظهر، وعادة ما تحدث بعد إصابة أو بسبب إجهاد شديد أو رفع أوزان ثقيلة أو حوادث سقوط، وعادة ما يشتكي المريض من آلام مفاجئة في أسفل الظهر تمتد إلى إحدى الساقين وأحيانا إلى كلتيهما. يمكن أن تظهر الآلام في الساق بعد عدة أيام من آلام الظهر، ويمكن أن يعاني المريض من آلم نابض وتنميل في الساق أو منطقة العانة أثناء الألم. يمكن أن يستمر التنميل لفترة بعد اختفاء الألم في الظهر. قد يكون الشخص يعاني من انزلاق غضروفي في الفقرات العنقية في الرقبة ويصاحبه آلام مشابهة للسابقة، بالإضافة إلى آلام في الأطراف العلوية والكتفين. يحدث هذا الألم بسبب الضغط على جذر العصب في العمود الفقري نتيجة اضطراب في وظيفة العصب بسبب عوامل فيزيولوجية وميكانيكية.

◄ الاعراض : يشتكي المرضى أحيانا من آلام غير حادة، ولكنها تكون مستمرة في منطقة العمود الفقري السفلي أو الرقبة، وعادة ما تزداد هذه الآلام عندما يكون في وضعيات معينة مثل الجلوس لفترة طويلة، وخاصة أثناء القيادة لفترة طويلة، وتخف عندما يستريح. قد يشعر المريض أحيانا بتنميل بسيط بعد بذل مجهود أو التقاط أشياء من الأرض بطريقة غير صحية، ولكنه يتلاشى سريعا. قد يشتكي المريض من آلام أو حكة تمتد إلى أسفل الظهر ومؤخرة الفخذين عند العطس القوي أو السعال الشديد، أو أحيانا أثناء التبرز في حالة الإمساك، ويكون السبب في هذه الآلام زيادة الضغط بين الفقرات، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على جذور الأعصاب.

◄ التشخیص : فيما يتعلق بالتشخيص، يجب فحص المريض بدقة لأن ذلك يساعد الطبيب في تحديد سبب الانزلاق. وعادة ما يكون لعضلات الظهر توتر، وينحني المريض بعيدا عن منطقة الألم للتخفيف من الضغط على جذر العصب. كما أن حركة العمود الفقري محدودة بعض الشيء بسبب الألم. وعند طلب المريض للانحناء، يزداد الألم بشكل عام. وأحيانا، يمكن أن يسبب رفع الساق من وضعية الاستلقاء آلاما شديدة في الظهر. وعند فحص الأعصاب والعضلات، يمكن للطبيب أن يلاحظ عدة علامات على انضغاط جذر العصب، مثل ضعف الإحساس في منطقة تغذية العصب أو فقدان القوة في إحدى العضلات أو مجموعة من العضلات التي تتبع ذلك العصب. وقد يحدث ضعف أو فقدان في ردة الفعل العكسية للعصب. وعند تحديد نتيجة الفحص السريري للعصب المتأثر بالانزلاق الغضروفي، يمكن للطبيب تحديد موقع الانزلاق ويمكنه طلب فحص الأشعة السينية للظهر أو العنق، وقد يطلب أيضا فحصا بالرنين المغناطيسي للتأكد من الحالة قبل بدء مرحلة العلاج .

◄ العلاج : عادة، يمكن العلاج بشكل تحفظي دون الحاجة إلى تدخل جراحي، ما لم تظهر على المريض علامات تأثير ضار على العصب. وفي هذه الحالة، يصبح التدخل الجراحي ضروريا. ويشمل العلاج التحفظي الراحة التامة لعدة أيام، مع استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب، وفي بعض الأحيان يمكن استخدام مرخيات العضلات. ويتبع ذلك العلاج الفيزيائي وتقوية عضلات الظهر. وإذا استمر الألم لفترات طويلة ولم يستجب المريض للعلاج التحفظي، أو إذا حدث تأثير سلبي على العصب، فإن التدخل الجراحي يصبح ضروريا. ويمكن إجراء عمليات إزالة الانزلاق الغضروفي بسهولة الآن بواسطة المنظار، ويمكن للمريض المغادرة في اليوم التالي للعملية وممارسة حياته الطبيعية في غضون 3 أسابيع. وتعتبر نتائج العمليات الجراحية في حالات الانزلاق الغضروفي جيدة، حيث يتعافى ثلث المرضى تماما، ويظل حوالي الثلث الآخر يعاني من بعض الآلام أو يعاني من عودة الانزلاق مرة أخرى، خاصة إذا لم يلتزم المريض بتعليمات الطبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى