نسبة الملوحة في المحيطات تصل إلى 3.5٪ في المتوسط، أي أن كل 1 كغم من المياه يحتوي على 1.3 أملاح، وتبلغ كثافة ماء البحر عند سطح المحيط 1.025 غرام/مل في المتوسط، وتتفاوت نسب الملوحة على البحار بين الأكثر ملوحة مثل البحر الميت والأقل ملوحة.
ملوحة البحار
تتراوح نسبة الملوحة في معظم المياه البحرية بين 3.1٪ و 3.8٪، وعادة ما تكون غير متجانسة في جميع أنحاء العالم.
تتداخل مياه البحار مع مياه الأنهار بالقرب من مصبات الأنهار أو مناطق ذوبان الجليد، مما يؤدي إلى تقليل نسبة الملوحة في مياه البحار.
يتميز البحر الأحمر بأنه أكثر البحار المفتوحة تميزاً بالملوحة، نتيجة لارتفاع نسبة التبخر وانخفاض هطول الأمطار، كما أن هناك بحاراً معزولة تحتوي على نسب ملوحة عالية مثل البحر الميت.
أسباب ملوحة البحر
تحتوي القشرة الأرضية على عدة عناصر كيميائية مختلفة بكثافة مختلفة، ومن بين هذه العناصر كلوريد الصوديوم الذي يوجد بنسبة مرتفعة جداً في الكرة الأرضيةوفي القشرة. عندما بردت القشرة الأرضية، حدثت فيها تفاعلات كيميائية عديدة أدت إلى تكوين مركبات من تلك العناصر.
تتميز هذه المركبات بقابليتها للذوبان في الماء، وتسمى هذه المركبات القلوية الملحية التي تجعل مياه البحر مالحة.
– النشاط البركاني من أسباب ملوحة مياه البحار؛ حيث تنتقل الأملاح الناتجة عن الحمم والصهر البركاني إلى الماء بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب في الماء وتشكّل حمض الكربونيك، وهو بدوره يعمل على إذابة المعادن التي تزيد من ملوحة مياه البحار، كما تساهم عمليات التبخر في زيادة ملوحة المياه.
ترتيب البحار من حيث الملوحة
البحر الميت
يحتوي البحر الميت على أعلى نسبة للملوحة في المسطحات المائية في العالم
تبلغ نسبة الأملاح فيها حوالي 34%، وهذه النسبة تعادل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط
يُعتبر بحر الميت بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي، على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية، وهو أكثر البحار ملوحة على الأرض.
يأتي هذا المكان في المرتبة الخامسة بين أكثر الأماكن ملوحة على سطح الأرض، وهو ليس بحرًا بالمعنى العام للكلمة، بل هو بحيرة لأنه يحيط بالأرض بشكل كامل، وتتشكل هذه الأملاح بسبب البحيرة التي تعتبر نهاية للمياه التي تصب فيها، ولا يوجد أي مخرج لها بعدها.
يتراوح عرض البحر الميت بين 17 كم في أقصاه، ويبلغ طوله حوالي 70 كم، وكانت مساحته حوالي 650 كم مربع في عام 2010، ولكنها تقلصت بأكثر من 35% خلال الأربعة عقود الماضية.
تم إثباته علميا أن مياه البحر الميت المالحة تعالج الكثير من الأمراض الجلدية، ويتم استخدام الطين الموجود على الشاطئ في العديد من الأقنعة التجميلية للبشرة.
البحر الأحمر
يتفرع من المحيط الهندي ويقع بين قارتي آسيا وأفريقيا.
يتصل الجنوب بالمحيط عبر مضيق باب المندب في خليج عدن.
يحدها من الشمال شبه جزيرة سيناء، خليج العقبة، وخليج السويس.
في القاع يوجد صدع في البحر الأحمر، وهو جزء من الوادي المتصدع الكبير.
تبلغ نسبة الملوحة في البحر الأحمر 4٪، ويتراوح متوسط الملوحة فيه بين 3.5٪
البحر الأبيض المتوسط
يُغطي البحر الأبيض المتوسط مساحة تصل إلى حوالي 2.5 مليون كيلومتر مربع.
تبلغ نسبة الملوحة في البحر الأبيض المتوسط 3.9%
يصل متوسط عمق البحر المتوسط إلى 1500 متر، وأعمق نقطة مسجلة هي 5267 متر في أعماق كاليبسو في البحر الأيوني.
البحر الأبيض المتوسط هو الأقل ملوحة
– تختلف نسبة الملوحة في مياه البحر المتوسط من مكان لآخر، نظرا لعدم تجانسها – فالمياه في الأجزاء الجنوبية والشرقية منه أكثر ملوحة من تلك في الجزء الشمالي.
تدخل إلى مناطق البحر المتوسط كميات مختلفة من الأمطار، حيث يسود شمال البحر المتوسط مناخ بارد وماطر، بل وتسقط فيه الثلوج. ولذلك، يدخل الأنهار الكثيرة التي تجري إلى البحر كميات كبيرة من مياه الأمطار والمياه الناتجة عن ذوبان الثلوج.
تندمج كميات كبيرة من المياه العذبة مع مياه البحر المالحة في تلك المناطق، مما يساعد على تقليل ملوحة المياه الناتجة.
يتميز المناخ في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط بالحرارة الشديدة وندرة هطول الأمطار.
يتدفق نهر واحد إلى البحر المتوسط وهو نهر النيل، وبالتالي تكون المياه أكثر ملوحة.
عندما تتبخر مياه البحر، يزداد تركيز الملح في المياه المتبقية، وتصبح هذه المياه أكثر ملوحة، وهذه الظاهرة تسمى التبخر.
كلما ارتفعت درجات الحرارة، زاد تبخر كميات أكبر من المياه، مما يترك كميات أكبر من الملح. هذا ينطبق على المناطق الجنوبية من البحر المتوسط.
تكون مياه البحر في الجزء الجنوبي أكثر تركيزًا للملح من المياه في الجزء الشمالي.
أهمية ملوحة البحر
تكمن أهمية ملوحة مياه البحر في منع التعفن، وذلك لأن بيئة مياه البحر تسمح بوجود تنوع في المخلوقات والكائنات التي تساعد على تكوين البكتيريا والعفن، ولكن الملوحة تجعل تراكم البكتيريا والعفن أمرًا صعبًا.
يستخدم الملح في العديد من الصناعات الكيميائية، حيث يخفض درجة تجمد الثلج، ويستخدم في العلاج كوسيلة لتخفيف آلام الأسنان والحلق.
يستخدم أيضًا لعلاج التهاب وانتفاخ العينين، وفي تصنيع مختلف أنواع الطعام والأدوية، وفي إزالة العسرة من الماء، بالإضافة إلى العديد من فوائده للإنسان والبيئة؛ حيث لا يمكن الاستغناء عنه في أي حال من الأحوال.