تدريبات دماغية لعلاج اضطراب المزاج ثنائي القطب
كان الاضطراب الوجداني بالهوس الاكتئابي يُعرف قديماً بحالة مزمنة تصيب الأفراد وتتمثل في تقلبات شديدة في المزاج التي تستمر لفترات طويلة .
اضطراب المزاج ثنائي القطب
– يظهر هذا النوع من الاضطراب على شكل نوبات شديدة تصيب الشخص ، و هذه النوبات قد تصل إلى بضعة أشهر و تتسم النوبة الواحدة بحالة شديدة من الاكتئاب ، ربما تصل إلى رغبة الشخص في الانتحار و عدم قدرته على تحقيق السعادة ، فضلا عن العديد من المشاكل التي يقع بها في عمله و علاقاته الاجتماعية ، بل و رغبته الجنسية أيضا .
تتبع النوبة بنوبة أخرى تعرف بنوبة الهوس، وتتسم بتصرفات عنيفة خالية من التفكير، حيث ينتاب الشخص حتى يرفض أي مساعدة وربما يلحق نفسه بالضرر بسبب تصرفاته الغير محسوبة، وتتميز هذه النوبة بصعوبات النوم الشديدة، حيث يصل الأمر في بعض الأحيان إلى إنعدام النوم لمدة أربعة أيام، وصعوبة في التركيز والإرهاق الشديد، بالإضافة إلى شعوره بالقلق .
يحدث تعاقب هاتين النوبتين بشكل حاد في بعض الأحيان، مما يسبب شعورا بالهلاوس والأوهام، والتي تشبه مرض الفصام .
تدريبات لعلاج هذا الاضطراب
وفقًا للعديد من الأبحاث التي أجريت لعلاج الخلل الذي يصيب الوظائف الادراكية الدماغية لمرضى اضطراب المزاج ثنائي القطب، تم تحديد عدد من التدريبات التي تعمل على علاج هذه المشكلة، وقد يكون العلاج مساعدًا بشكل كبير وليس بالضرورة أن يكون علاجًا قاطعًا .
تعتمد هذه التدريبات على تقوية الأمور المتعلقة بالذاكرة وطريقة معالجة الذاكرة للأحداث، ومن ثم تقليل الخلل الوظيفي الذي يصيب بعض الأشخاص .
يتم ممارسة التمرين على مدار فترة تصل إلى 24 أسبوعا، وكما ذكرنا سابقا، فإن المهمة الأساسية لها تعزيز العمليات الإدراكية عن طريق تدريب المريض على حل نوع معين من المسائل الرياضية، والإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالثقافة العامة. يهدف ذلك إلى تنمية السرعة الإدراكية وتحفيز العقل على التفكير وزيادة الإدراك البصري، وبالتالي يلاحظ قدرة المرضى على التحكم بشكل كبير في الاضطراب الذي يعانون منه نتيجة النوبة .
العلاج بالعقاقير
– اضطراب المزاج ثنائي القطب لا يمكن علاجه مطلقا دون الاعتماد على بعض أنواع العقاقير ، و ذلك لأن هذا المرض يتسم بالحدة البالغة في الاكتئاب أو الهوس ، لذا يفضل إعطاء المريض بعض العقاقير التي تعمل على الحد من أعراض القلق و صعوبات النوم ، فضلا عن بعض العقاقير المضادة للاكتئاب و التي يتم تناولها في تلك الأوقات التي يعاني المريض فيها ، من نوبات الاكتئاب الشديدة .
قد يكون الخليط الدوائي هذا مزعجًا جدًا بالنسبة لبعض الأشخاص، ولكنه ضروري لتخفيف الأعراض الشديدة المصاحبة لهذه الاضطرابات .
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي هو شيء ذو أهمية قصوى على الرغم من عدم قدرتنا على الاعتماد عليه بشكل كامل كأساس للعلاج في هذا المرض، ويتم ذلك من خلال تعليم المريض بعض الاستراتيجيات التي تساعده على التعامل مع النوبات التي يعاني منها، ويعتمد العلاج أساسا على تعليم المريض طبيعة الأعراض المصاحبة وشدتها وكيفية التعامل معها .
يعتبر الاسترخاء واحدًا من أكثر الأساليب فعالية في علاج النوبات، وبشكل خاص نوبة الهوس، حيث يساعد الاسترخاء المريض على التغلب على حدة طريقة التفكير وصعوبات النوم والقلق .