تاريخ نشأة وبداية ” معرض أبوظبي للكتاب ” ومراحل تطوره
معرض الكتاب هو حدث سنوي يقام في موقع محدد حيث يقوم الناشرون والمؤسسات الثقافية من مختلف البلدان بعرض كتبهم وأعمالهم الأدبية. إنه فرصة رائعة لتبادل الثقافات والأفكار بين الدول، وأيضا فرصة رائعة للتعرف على أحدث الكتب المختلفة التي تصدر في بلدان مختلفة. كما يوفر فرصة لتشجيع الناس من جميع الأعمار على شراء الكتب والمنتجات الثقافية. يتوفر دائما في معرض الكتاب قاعات وأقسام تناسب جميع الأعمار واهتمامات القراء، بدءا من كتب الأطفال وحتى الروايات والكتب الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر في معرض الكتاب أيضا قاعات لبيع منتجات ثقافية ووسائل تعليمية أخرى بخلاف الكتب، مثل الخرائط وأدوات مختبرات العلوم وحتى ألعاب تعليمية للأطفال .
تقام دائما ندوات تثقيفية وحفلات توقيع أحدث الكتب والإصدارات خلال معارض الكتاب، بحضور الأدباء والكتاب والمثقفين من مختلف الدول، ولذلك يعد معرض الكتاب مناسبة هامة وقيمة يحتفى بها دائما بين جميع المثقفين ومحبي القراءة .
تاريخ معرض أبو ظبي الدولي للكتاب
يعد معرض الكتاب الدولي في أبو ظبي واحدا من أهم معارض الكتاب في الشرق الأوسط، ويقام سنويا منذ عام 1981م في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض، ويتم تحديد موعد انعقاده سنويا برعاية دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي .
تم إطلاق المعرض لأول مرة برعاية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان اسمه في البداية معرض الكتاب الإسلامي، وفي عام 1986 تم إقامته في المجمع الثقافي وتم تغيير اسمه إلى معرض أبوظبي للكتاب، وشارك فيه سبعون دار نشر من مصر ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى بعض الناشرين والمكتبات .
في الدورة التالية للمعرض الدولي للكتاب في أبوظبي التي أُقيمت في عام 1988م، زاد عدد دور النشر المشاركة في المعرض إلى ثمانين، وزاد عدد الدول المشاركة إلى حوالي عشر دول .
لم يتم تنظيم أي دورات جديدة لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب منذ عام 1988م وحتى عام 1993م، إلا أنه تقرر منذ ذلك الحين إقامته سنويًا، وتم نقله إلى موقعه الحالي في أرض المعارض بأبو ظبي، ويتم إقامته بنفس المكان سنويًا .
شهد عام 1996م تطورا كبيرا في فاعليات المعرض، حيث شاركت فيه عدد كبير جدا من دور النشر، يقدر بحوالي مائتين. وتم تحديد موقع ثابت للمعرض داخل أرض المعارض في أبو ظبي في عام 1997م. في تلك الدورة، قامت الناشرين بتقديم نسخ من جميع إصداراتهم للمكتبات الوطنية في دولة الإمارات تكريما لها على تنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير .
وفي عام 2001 م شاركت أكثر من خمسمائة دار نشر عربية وأجنبية في المعرض ، وقد أطلق المجمع الثقافي بأبو ظبي في ذلك العام النسخة 15 من المجلة الثقافية الشهرية وهي عدد خاص تزامنًا مع بداية المعرض ، كما أن المعرض منذ تلك الفترة تقريبًا بدأ يشهد عرض للإصدارات العلمية بشكل كبير ، فيتم عرض مجموعة واسعة من الكتب في مجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا والحاسب الآلي وغيرها من الإصدارات العلمية المتنوعة ، وقد زاد هذا من أهمية المعرض والإقبال العالمي عليه سواء من الناشرين أو من القراء .
ضيوف شرف المهرجان
يتم اختيار دولة ضيف شرف في معرض الكتاب منذ عام 2011، حيث يقدم الضيف عرضا متنوعا لثقافته وتراثه الفني والأدبي، ويتيح المعرض للزوار فرصة لاكتشاف ثقافات الدول المختلفة وأحدث إصداراتهم العلمية والأدبية. وقد تم اختيار فرنسا كأول دولة ضيفة شرف في المعرض عام 2011، وتلاها بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي والسويد وآيسلندا وإيطاليا والصين وبولندا .
يدرج المعرض اسم الدولة الضيفة الشرف على جميع المطبوعات الخاصة به، كما يخصص لها مساحة مجانية في واجهة المعرض تكريما لها ولتسهيل وصول الزوار إلى جناحها الخاص، ويقدم المعرض خصومات خاصة للناشرين والعارضين من هذه الدولة، كما تقام على شرفها فعاليات ثقافية أخرى مثل الندوات والمسرحيات والعروض الموسيقية وغيرها من الأحداث .
معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2019
شهد معرض أبو ظبي الدولي للكتاب تطورًا ونموًا كبيرًا منذ إطلاقه لأول مرة، حيث ازداد عدد الناشرين بشكل لا يصدق. فقد بدأ المعرض بحوالي 50 ناشرًا فقط في البداية، إلى أن وصل عدد الناشرين المشاركين في المعرض الذي عُقد في أبريل 2019 إلى 1261 ناشرًا .
في الدورة التاسعة والعشرين من المعرض، ستكون الهند ضيف الشرف، وسيضم جناح الهند عددا من المثقفين والناشرين الهنود لعرض الأدب والتراث والثقافة الهندية على زوار المعرض، وسيحضر المعرض جاسبر جاسي، مغني من بنجاب الهندية ومشروع كوتل خان، مغني هندي وفرقته لتقديم عروض فنية مميزة .