تاريخ الدولة الخوارزمية و أسباب سقوطها
الدولة الخوارزمية هي الدولة التي تم تسميتها على اسم سلالة تركية مسلمة اتبعت المذهب السني ونجحت في حكم أجزاء كبيرة من إيران وآسيا خلال الفترة من عام 1077 إلى عام 1220. كانوا في الأساس أتباع السلاجقة حتى استقلوا عنهم في القرن الحادي عشر .
تاريخ الدولة الخوارزمية
مؤسس الدولة الخوارزمية، المعروف أيضا باسم أنوشتغين، كان عبدا مملوكا يعمل في خدمة السلاجقة وتم تعيينه واليا على خوارزم في عهد قطب الدين محمد. تمتعت هذه الدولة بدرجة كبيرة من الاستقلالية، وبعد تأسيسها، بدأت في التوسع في خراسان. نتيجة لذلك، واجهت صراعات متعددة مع السلاجقة حتى استطاعت آل أرسلان ضم كافة المناطق الشرقية، واستولوا أيضا على خراسان. تمتد توسعاتهم حتى إقليم الري، حيث تمكنوا من ضم جميع المناطق التي سيطروا عليها الخوارزميين، قبل أن تعود مرة أخرى للسيطرة العباسية .
تفاصيل عن نهاية الدولة الخوارزمية
– وجد السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي نفسه ، في إحدى الجزر النائية عند بحر قزوين ، و قد ذهب عنه سلطانه و زالت دولته و فقد حكمه ، و جاهه أمام امبراطورية المغول ، تلك الامبراطورية التي اتت على الأخضر و اليابس ، و اضاعت كل شئ و قد قضى الكثير من الأيام مكتئبا ، يتذكر كافة التفاصيل التي مضت ، و لا يصدق كيف وصل إلى هذا الحال .
– وجد السطان علاء الدين أنه لم يتبقى من أسرته ، سوى ثلاثة أبناء بعد أن وقع الكثيرين من أهله ضحية مذابح المغول ، و بقيت أمه في أسرهم ، و بقي يتذكر خدمه و حاشيته و لم يجد سوى بعض الأشخاص ، اللذين كانوا يعطفون عليه بضروريات الحياة ، و بقي على هذه الحالة ، حتى أوصى بأن تؤول السلطنة من بعده لجلال الدين ابنه .
غزو المغول للدولة الخوارزمية
– تولى السلطان جلال الدين حكم السلطنة ، في ظروف شديدة القسوة تحتاج إلى أقوى الرجال ، و قد كان كذلك بالفعل و لكن الظروف وقتها كانت أشد قسوة ، فقد تمكن المغول من السيطرة على بلاد ما وراء النهر ، و امتد حكمهم إلى اقليم مازندران ، حتى وصلوا إلى عاصمة اذربيجان .
بعدما استطاع جنكيز خان السيطرة على ما وراء النهر، بدأوا في السيطرة على خوارزم وخراسان، وأعدوا جيشين كبيرين، أحدهما توجه إلى مدينة بلخ عبر نهر جيحون، والآخر تقدمإلى خراسان وصولًا للدولة الخوارزمية، وذكر أنهم ارتكبوا أفعالًا شنيعة في هذه البلدان .
أما الجيش الآخر، فقد توجه إلى مدينة خوارزم التي قاومت بشدة، وقد طلب جيش المغول الإمدادات عدة مرات لفتح المدينة .
نصر جلال الدين على المغول
– قام جلال الدين بصد هجمات المغول ، و التي كان يعهدها منذ أيام أبيه و قد قام بإعداد جيش كبير ، و شحنهم بروح الغيرة على الإسلام و قد كان المغول في ذلك الوقت يتعقبونه ، لمعرفتهم بقدرته على جمع الناس و إثارتهم ضد المغول ، و قاموا بالزحف على مدينة غزنة في الوقت الذي توجه إليها جلال الدين ، و قد تمكن من استردادها مما قوى قدمه و ثبتها في مواجهة المغول ، و ظل على قتاله معهم و ظل يتعقبهم حتى ولوا الأدبار .
وبعدما استبشر جلال الدين بالنصر، قام جنكيز خان بإمداد الخصوم بمزيد من القوات والسلاح، وتحول هذا الفرح إلى مأساة عندما تمكن المغول من السيطرة على المدينة وقتل أهلها .