تأثير التقدم في العمر على أجهزة الجسم
على الرغم من أننا تعلمنا عملية الشيخوخة من خلال دروس العلوم، إلا أنه هل تعرف ما يحدث بالضبط في الجسم، ولا سيما في الأجهزة والأعضاء المختلفة، حيث تصاب الأعضاء بالتعب وتنخفض كفاءة وظائفها مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من التغيرات في الجسم، ويحدث هذا بشكل تدريجي .
تتراجع الوظائف المعرفية، وتضعف القدرة على الرؤية والسمع، وتحدث بعض التغيرات الملحوظة في الشعر والبشرة، حيث يبدأ الشعر في التساقط ويتحول إلى اللون الرمادي، وتفقد البشرة مرونتها وتظهر التجاعيد .
التغيرات التي تحدث على أعضاء وأجهزة الجسم :
1- آثار تظهر على الدماغ : يعد الدماغ واحدًا من أكثر الأعضاء أهمية في الجسم، حيث يعمل بلا كلل طوال حياتنا في معالجة أطنان وأطنان من المعلومات، ويتألف من ملايين الخلايا العصبية الصغيرة التي تساعد في تخزين ومعالجة هذه المعلومات .
مع مرور الوقت، يقل عدد هذه الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور وظائف الإدراك مثل فقدان الذاكرة والإصابة بالألزهايمر، وكلما تقدمنا في العمر، زادت فرص الإصابة بما يسمى بالسكتة الصامتة، وهي نتيجة شذوذ في الدماغ .
2- تأثير على جهاز الهيكل العظمي : تتميز عظام الإنسان بقوتها وصلابتها، وتحتوي معظمها على الكالسيوم، ولكن هذه العظام تنتهي صلاحيتها في وقت معين، وتتعرض لضغط كبير عند ممارسة الأنشطة البدنية، مما يؤدي إلى فقدان الكالسيوم وحدوث الكسور .
يؤدي ذلك إلى حدوث العديد من الحالات مثل التهاب المفاصل الذي يسبب ألم المفاصل، أو هشاشة العظام التي تسبب الكسور. فحتى السقوط الصغير يمكن أن يتسبب في كسر العظام، وكلما تقدمنا في العمر، زادت بطئ ردود أفعالنا .
3- التأثير على الجهاز العصبي : بخلاف الدماغ، يتكون الجهاز العصبي من باقي الأجزاء، بما في ذلك الحبل الشوكي الذي يحتوي على غضاريف بين العظام، والتي تصبح قاسية وهشة مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى تقليل حمايتها وزيادة الضغط على العمود الفقري .
يمكن أن تسبب هذه الحالة المؤلمة ظهور الألم عند الحركة البسيطة، ويمكن أن يؤدي هذا الألم إلى فقدان الخلايا العصبية بشكل كبير، حيث تفصل هذه الخلايا عن العمود الفقري وتؤدي إلى فقدان التوازن، كما تتحلل الأعصاب الطرفية المسؤولة عن ربط الحبل الشوكي بالدماغ، مما يؤدي إلى بطء رد الأفعال .
5- التأثير على الجهاز الهضمي : رغم حبنا للطعام، فإننا بحاجة إلى تغيير نظامنا الغذائي بشكل منتظم لتلبية احتياجات جسمنا، تعمل المعدة باستمرار على هضم أي شيء نأكله، ولكن مع مرور الوقت تتراجع قدرة الجهاز الهضمي وسرعة الهضم، مما يمكن أن يسبب بعض المشاكل الصحية مثل عسر الهضم والغازات والانتفاخات .
تصبح حالة الإمساك شائعة لدى كبار السن، حيث تصبح حركة الأمعاء أبطأ، ويصعب تحريك الطعام عبر الأمعاء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو غير طبيعي في القولون، مما يعرف بالأورام الحميدة .
5- التأثير على الكلى : غالبا ما نرى كبار السن يعانون من مشاكل في الكلى بسبب تدهور وظائف الكلى بعد سن 35 عاما، وتتمثل وظائف الكلى الأساسية في تنقية الفضلات وتوازن الأحماض والقواعد في الجسم .
نظرًا للنمط الغير صحي للحياة والنظام الغذائي الخاطئ،تتعرض الكلى لضغط شديد عليها، مما يؤدي إلى تدهور وظائفها وحدوث العديد من المشاكل الصحية، ومن أبرزها حصى الكلى التي تحدث نتيجة لنقص استهلاك السوائل ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي .
6- التأثير على الأعضاء التناسلية : يؤثر التقدم في العمر على المرأة والرجل، فجهاز الأعضاء التناسلية يتم التحكم فيه عن طريق الهرمونات، التي تقل مع مرور الوقت، وبينما تمر النساء بسن اليأس ما بين 45 و55 عاما، يمر الرجال بانخفاض الرغبة الجنسية نتيجة انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وهناك بعض المشاكل الأخرى التي تشمل قلة إنتاج السائل المنوي وضعف الانتصاب، وعلى الجانب الآخر تعاني النساء من الهبات الساخنة في سن اليأس .
7- التأثير على الأعضاء الحسية : تتأثر العين والأذن والأنف واللسان والبشرة بعملية التقدم في السن، وتضعف العينان والأذنان مع الوقت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام النظارات الطبية والوسائل المساعدة على السمع، وتعتبر جفاف العين واعتام عدسة العين من المشاكل الشائعة لدى كبار السن .
ضعف عضلات العين مع التقدم في العمر يسبب الرؤية الضبابية، ويفقد الجلد مرونته مع مرور السنين ويصبح مترهلاً ومتجعداً .
8- التأثير على الجهاز التنفسي : – الرئة هي أحد الأعضاء الرئيسية في الجسم، ونظرا لأنها تحتوي بشكل كبير على عضلات، فإنها تتأثر بتقدم العمر، ومع مرور الوقت، يقل قدرة الرئتين على احتجاز الهواء، مما يؤدي إلى ضيق التنفس وصعوبة التنفس، ويكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة، وخاصة إذا كانوا مدخنين سابقين .