بماذا اهلك الله قوم عاد
بماذا اهلك الله قوم عاد
كانت شهرة ذلك القوم مرتبطة بأجسادهم القوية والمباني الكبيرة التي ذكرها الله في القرآن الكريم، ولكن الله عز وجل عاقبهم على أفعالهم في الأرض، بإرسال ريح شديدة البرودة، ووصف الله الرياح التي استمرت لسبع ليال وثمانية أيام، حيث كانت تحكم بهم وترفعهم إلى السماء ثم تنزلهم إلى الأرض، ولم يستطيعوا التحرك من مكانهم.
تم تحطيم رأس عاد ودخول الهواء إلى جوفه، ولم يتبقَ أحدٌ من أهل عاد إلا وقد أهلكه الله تعالى بهذه الطريقة، حيث أراد الله تعالى أن يُظهر لهم قوته وأنهم ليسوا بأقوى منه، وذلك ليكونوا عبرةً لمن يستهزئ برسل الله تعالى ويتفاخر بقوته.
أرسل الله عز وجل النبي هود إلى قوم عاد بعد أن تحولوا عن توحيد الله عز وجل، فظهر الشرك بعد الطوفان الذي أرسله الله على قوم نوح وأنقذ فيه قلة من الناس مع سيدنا نوح. وبالرغم من ذلك، تحول الكثير من قوم عاد إلى الشرك بالله عز وجل، وكانت هذه القبيلة تسكن اليمن آنذاك.
معلومات عن قوم عاد
تعتبر قبيلة عاد واحدة من القبائل العربية التي استوطنت اليمن في منطقة الأحقاف بشكل خاص. وكانت تتألف من 13 قرية، وقد امتدوا في الأرض وأفسدوها، وكانت قوتهم الكبيرة هي المحرك الرئيسي لذلك. كانت أقصر شخصية فيهم طولها 60 ذراعا، ولم يكتفوا بالتفاخر بقوتهم وقسوتهم، بل عبدوا الأصنام بدون الله، وكان من بينهم صنم يدعى صمود الذي رفعوا شأنه كثيرا بينهم.
وصلت حالة القوم الذين كانوا يعيشون في الضلالة إلى أعلى مستوياتها، فأرسل الله نبيًا ليهديهم إلى طريق الله، وهو نبي الله هود، ولكن القوم رفضوا الدعوة واستهزؤوا وكذبوا على النبي، ولذلك حل عليهم عذاب من الله العزيز الجبار.
دعوة هود لقوم عاد
اعتاد أهل تلك البلدة على العبادة والتمسك بالأصنام والأوثان بعد أن نجا الله عز وجل الأرض من الطوفان في زمن نوح. وأصبح أبناء البلدة يعودون مرة أخرى إلى الأصنام، لكي يتوسلوا لها ويقضوا حوائجهم، بدلا من اللجوء إلى الله عز وجل. ومع ذلك، اختار الله عز وجل أفضلهم وأحسنهم نسبا، وهو النبي هود عليه السلام. ودعاهم إلى التوحيد وترك ما يعبدون من دون الله عز وجل. وأظهر لهم ضرر ما يفعلون، ولكنهم لم يعودوا إلى الطريق الصحيح وعبادة الله عز وجل.
حاول نبي الله أن يواجه جميع الأشياء التي قدمها له قومه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالعقل، وكلما أتى بهم بالحكمة كانوا يردون عليه بالمزيد من الكفر. وعلى الرغم من قوتهم الكبيرة، لم يتمكنوا من قتل نبي الله عاد حتى يتخلصوا منه. ورد الله عز وجل عليهم برياح شديدة باردة، فسلطها عليهم لمدة سبع ليال متواصلة، فلم يبق أحد منهم على قيد الحياة، وأصبحت قصتهم عبرة لمن بعده.