بحث عن ظاهرة التفحيط
انتشرت ظاهرة التفحيط بين المراهقين والشباب، وتعتبر واحدة من الظواهر التي تستند إلى رغبة المغامرة في الحياة. يفسرها علماء النفس على أنها حالة نفسية تؤثر في سلوك الفرد وتجعله يتبع سلوكا عدوانيا يدفعه للوصول إلى هدف معين، ولكنها قد تؤدي أيضا إلى إيذاء الأشخاص الآخرين والدخول في معارك غير عادلة.
تعتبر التفحيط نوعا من المخالفات المرورية، ويتم ذلك عن طريق القيادة بسرعة فائقة وغير منتظمة، مما يتسبب في إصدار أصوات مزعجة بسبب الانطلاق السريع لعجلات السيارة، وهذا له تأثير سلبي على الشخص، ويطلق عليه مصطلح التفحيط الذي يعبر عن القيادة بطريقة متهورة. الأمر الغريب هو أن الهدف من هذا السلوك هو اللعب والاستمتاع بالقيادة بشكل متهور، أو إظهاره أمام الآخرين من خلال القيادة المتهورة والسرعة العالية.
سلوك التفحيط
سلوك التفحيط يعتبر من السلوكيات الغير جيدة تماما، ويمارسه الفرد من أجل الاستعراض، وقد يعتبره البعض شكلا من أشكال المهارة والاحتراف، ويفسرونه البعض الآخر كحب المغامرة أو حب الموت، وقد يرونه آخرون شجاعة وقدرة هائلة على التحكم في السيارات، من خلال القيادة في ظروف صعبة وخطيرة، وذلك بفضل إظهار مهارات القيادة الخاصة بالفرد. أكد بعض المتخصصين أن هذه اللعبة تعرف باسم `لعبة الموت`.
وهذا نظرا لأنها تؤدي إلى هلاك الفرد وهلاك الآخرون من حوله، وتسبب الأذى للشخص السائق واي فرد يوجد من حوله، وتعرضهم إلى الموت والقتل، ويؤكدون على أن من يقوم بهذه المغامرة هم الشباب، رغبة منهم في الاستعراض لمهاراتهم الخاصة بقيادة السيارات بطريقة مثيرة، والتي تتم من خلال عمل بعض الحركات القاتلة، وقد يقوم بها البعض على أنها رياضة أو سباق، ويقوم الناس من حوله بتشجيعه على هذه القيادة الماهرة، ولكنهم يندمون بسرعة شديدة، بسبب ما يرونه من شخص مفحط يعرض نفسه إلى الحوادث والموت.
دراسات حول سلوك التفحيط
1 – توجد العديد من الدراسات حول هذا السلوك، والتي تتعلق بأنها ليست عبارة عن سلوكيات غير معقولة، أو سلوكيات بهلوانية، ولكنها ظاهرة اجتماعية وظاهرة نفسية تسيطر على الشخص، ولابد من أن يتم التعرف على جميع جوانبها بداية من الأسباب والدوافع التي تتعلق بها، والتي قد تم رصدها من خلال أن التفحيط من الأفعال المحرمة في الشرع والقانون، ومن يقدم عليها فهو خارج عن الشرع، ويعاني من ضعف الإيمان وخوف من الله عز وجل، وهذا حيث أن الله منع إيذاء النفس، وأكد الرسول على أن الفرد العاقل والمسلم، هو من سلم لسانه ويده من الناس.
2- وقد أكدت الدراسة أيضا، أن المفحطين تغلب عليهم سمة واحدة وهي الشهرة، والتي تساعده على أن يقوم بالمغامرة بشكل أقوى ويتغلغل في هذه اللعبة الخطيرة، ويغامر بحياته من أجل هوس الشهرة، ولكنه سرعان ما يندم في حالة اسطدام السيارة بأي شيء يوجد من حوله، ويكون الأمر ترك لزمام الله، ووقتها لا يكون قادر على التحكم في السيارة، ويعرض حياته إلى الموت.
3– وقد تتعلق أسباب هذا السلوك الخطير، بأنه سلوك يتم تقليده من أي شخص آخر، أو من أجل محاكاة الآخرين، أو معرفته لأصدقاء السوء، قد تكون هذه هي العوامل الأساسية التي تساعد في انتشار هذه اللعبة، والتي قد تؤثر بنسبة كبيرة على الشخص وعلى الأفراد الموجودين من حوله.
عقوبات تفرض على ظاهرة التفحيط
ظهرت العديد من العقوبات على هذه اللعبة، ولكنها عقوبات غير رادعة بالمرة، فقد تواجه العديد من المشاكل التي تحدث بسبب هذه الممارسات الغير جيدة، ولكن خرج الكثير من المفحطين من المحاكم، دون أخذ أي حكم رادع عليهم، وهذا بسبب الوساطة أو غيره من الأمور التي تضيع الحقوق، وقد أكد البعض أن هناك علاقة وطيدة تربط بين إدمان المخدرات والمسكرات، بهذه الظاهرة وهي التفحيط، لأن هذا هو منبع الشر والانحراف، حيث انه يكون السبب في وجود الأفكار الاجرامية لدى الفرد، فقد تم التأكد من أن نسبة 80% من المفحطين، كانوا تحت تأثير المخدرات بمختلف أنواعها، وبالتالي فقد قامو بهذه الأفعال الغير عقلانية.